تاسع أيام الحرب| روسيا تقصف أكبر محطة نووية بأوروبا.. وكييف تطلب من الصليب الأحمر الدولي مساعدة المدنيين
اختلفت ردود الأفعال الدولية لحريق اندلع أمس الخميس فى ساحة أكبر محطة نووية فى أوروبا ببلدة إينيرهودار بمقاطعة زابوروجيا شمال غرب أوكرانيا نتيجة المعارك العسكرية بين القوات الروسية والأوكرانية فى البلدة، لليوم التاسع على التوالى، حيث استمر اندلاع الحريق رغم مطالبات الساحة الدولية بتوقف المعارك للسيطرة على حريق قبل استفحاله وتحوله إلى كارثة نووية.
اقرأ أيضا:-لن تكون إلا نووية| حرب التصريحات تشتعل بين روسيا وأمريكا وجولة المفاوضات تنتظر الحسم
وقالت الحكومة البريطانية الجمعة، إن رئيس الوزراء بوريس جونسون سعى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن وضع محطة “زابوروجيا” النووية الأوكرانية.
وأفادت الحكومة بأن رئيس الوزراء البريطاني تحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الساعات الأولى من صباح الجمعة بشأن “الوضع المقلق للغاية” في محطة الطاقة النووية، واتفق الزعيمان على أهمية وقف إطلاق النار.
واتفق الزعيمان على أنه “يجب على روسيا أن توقف على الفور هجومها على محطة الطاقة، وأن تسمح بوصول خدمات الطوارئ دون قيود إلى المحطة”.
وقال رئيس الوزراء في البيان، إن “الإجراءات المتهورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن تهدد الآن بشكل مباشر سلامة أوروبا بأكملها. وستفعل المملكة المتحدة كل ما في وسعها لضمان عدم تدهور الوضع أكثر”.
وأضاف أنه “سيسعى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الساعات المقبلة، وأن المملكة المتحدة ستثير هذه المسألة على الفور مع روسيا والشركاء المقربين”.
وأفاد بيان للبيت الأبيض بمنصة تويتر أن الرئيس الأمريكى جو بايدن تحدث فى مكالمة هاتفية صباح الجمعة مع نظيره الأوكرانى فولوديمر زيلينسكى للتوقف على أخر مستجدات الوضع حول محطة زابورجيا النووية ببلدة إينيرهودار الواقعة شمال غرب أوكرانيا بمقاطعة زابورجيا.
وطالب بايدن مع نظيره الأوكرانى بالتوقف الفورى للعمليات العسكرية حول المحطة النووية لإطفاء الحرائق القريبة.
وأشار بيان البيت الأبيض إلى تحدث الرئيس الأمريكى مع مسؤول الحماية النووية بحكومة الولايات المتحدة للتعرف على مستجدات الوضع حول أكبر محطة نووية فى أوروبا.
وكان رئيس بلدية إينيرهودار الأوكرانية ديميترى أورلوف قد صرح بأن الحريق في محطة زابورجيا النووية مستمر ورجال الإطفاء لا يستطيعون الوصول إلى مكانه، فى حين حذر وزير خارجية أوكرانيا ديمترى كوليبا عبر حسابه فى تويتر من أن الجيش الروسي يطلق النار من جميع الجهات على محطة زابوريجيا للطاقة النووية، مضيفا أنه إذا انفجرت محطة زابوريجيا للطاقة النووية فسيكون الانفجار أكبر ب 10 مرات من تشرنوبيل.
ومن جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فى إطار تعليقه على الحدث إنه للمرّة الأولى تلجأ “دولة إرهابية” إلى “الإرهاب النووي”.
ودعا زيلينسكي أوروبا إلى “الاستيقاظ”، محذراً من تداعيات تضرر أكبر محطة نووية في أوروبا بسبب الهجوم الروسي، بأنها ستسبب كارثة على غرار “تشيرنوبل”.
وأعلن جهاز الطوارئ الأوكراني، أن رجال الإطفاء يعملون الآن على إطفاء حريق اندلع بالقرب من محطة الطاقة النووية في منطقة زابوروجيا، مؤكدا أن الحريق لم يسفر عن أي أضرار.
وقال جهاز الطوارئ الأوكراني، في وقت سابق اليوم الجمعة، إن حريقا اندلع في ساحة المحطة النووية في زابوروجيا، وأن أحد مولدات الطاقة في المحطة توقف عن العمل، دون أن يتم تسجيل ارتفاع تسرب إشعاعي.
وأكد المتحدث باسم المكتب الصحفي لمحطة توليد الطاقة النووية، أندريه توز، إنه لم يتم تسجيل أي تسرب لإشعاعات نووية.
وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة التابعة للمحطة النووية تصاعد دخان.
تجدر الإشارة إلى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، قال في وقت سابق إن الجيش الروسي سيطر على مدينتي بيرديانسك وإنرجودار في منطقة زابوروجيا بأوكرانيا، وكذلك المنطقة المحيطة بمحطة زابوروجيا للطاقة النووية.
وواصل الأفراد العاملون في المحطة النووية، مهاهم المتمثلة في صيانة المرافق والتحكم في الوضع الإشعاعي، دون أن يتم تسجيل أي تغير في الوضع الإشعاعي، أو انتهاك لشروط الأمن والسلامة في المحطة.
مفاوضات الحرب
عقب الجولة الثانية من المفاوضات مع روسيا، طلبت أوكرانيا من الصليب الأحمر الدولي المساعدة في إنشاء ممرات هروب للمدنيين.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولها ستيفانيشينا، في بيان اليوم الجمعة: “كبار السن والنساء والأطفال لا يتلقون مساعدة طبية، ويولد الأطفال في أقبية، وأول ما يسمعونه في حياتهم هو دوي الانفجارات”.
وأضافت ستيفانيشينا أن المواطنين ليس لديهم طعام أو مياه للشرب، مشيرة إلى أن كثيرين ممن بقوا في البلاد يعانون من إعاقات وأمراض مزمنة.
وجاء في البيان أن كييف قدمت جميع الطلبات اللازمة لإنشاء ممرات خاصة للمنظمات الدولية. وقالت ستيفانيشينا /36 عاما/: “للأسف، لم يوافق الجانب الروسي على ذلك”.
وطالبت ستيفانيشينا بإقامة ممرات في الشمال والشرق على وجه الخصوص، لتشمل مناطق سومي، وتشيرنيهيف، وخاركيف، وخاصة العواصم الإقليمية، مشيرة إلى أن من بين المناطق المتضررة أيضا المدن الصغيرة شمال العاصمة كييف، وفي الأجزاء الجنوبية من مناطق ميكولايف وزابوريجيا وخيرسون، وفي إقليم دونباس بشرق أوكرانيا حول المنطقة الواقعة بين مدينة ماريوبول الساحلية ومدينة فولنوفاخا.
وعقب جولة مفاوضات أمس الخميس، أعلن الجانبان الأوكراني والروسي أنهما اتفقا على إنشاء ممرات إنسانية. وقبل نحو أسبوع شنت روسيا حربا على أوكرانيا المجاورة. ووفقا للأمم المتحدة، قُتل أكثر من 240 مدنيا منذ ذلك الحين.