تعامد الشمس على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، هو من الأحداث الفلكية النادرة التي تجذب اهتمام محبي الفلك والعلوم الفضائية حول العالم.
ومن خلال متابعة هذه الظاهرة، يمكن للمهتمين بتلك العلوم الاستفادة منها في تعلم الكثير عن حركة الأجرام السماوية والظواهر الفلكية في الفضاء.
تعامد الشمس على الكعبة
وفي يوم الأحد 28 ذو الحجة 1444 الموافق 16 يوليو 2023، شهدت سماء مكة المكرمة تعامد الشمس الثاني والأخير لهذا العام على الكعبة المشرفة، حيث تمثل هذه الظاهرة الفلكية تقاطع محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة مع مدار الشمس. ويعود سبب هذه الظاهرة إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية 23.5 درجة، والذي يؤدي إلى إنتقال الشمس “ظاهريًا” بين مداري السرطان شمالًا والجدي جنوبًا مرورًا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
ويشهد المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا أو جنوبًا هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض تلك المنطقة. وتتميز المناطق المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي بهذه الظاهرة الفلكية المذهلة.
ويحدث التعامد الثاني مع عودة الشمس “ظاهريًا” قادمة من مدار السرطان متجهة جنوبًا إلى خط الاستواء، وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على ارتفاع (90 درجة) تقريبًا في وقت أذان الظهر في المسجد الحرام.
وعند تلك اللحظة، يصبح ظل الزوال صفرًا ويختفي ظل الكعبة المشرفة، مما يجعل الظاهرة مثيرة للاهتمام وتجذب عددًا كبيرًا من المهتمين.
وتستخدم ظاهرة التعامد في العديد من الأغراض التي تتعلق بالدين والعلوم الفلكية.
استخدامات هذا التعامد
فمن بين أهم استخداماتها الدينية، يمكن استخدام هذه الظاهرة لتحديد اتجاه القبلة في المناطق البعيدة عن مكة المكرمة، حيث يمكن للمسلمين حول العالم استخدامها لتحديد اتجاه القبلة بسهولة ودقة.
ويمكن أيضًا استخدام هذه الظاهرة في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، حيث يمكن للعلماء استخدام التعامد لتحديد موقع مكة المكرمة والبلدان الأخرى في العالم بشكل دقيق.
علاوة على ذلك، فإن هذه الظاهرة الفلكية تشكل فرصة لإجراء بعض الأبحاث والدراسات العلمية المتعلقة بالفلك والعلوم الفضائية.
ويمكن للعلماء والهواة في مجال الفلك استخدام هذه الظاهرة لإجراء العديد من الدراسات والأبحاث العلمية والفيزيائية والرياضية، والتي يمكن أن تساعد في تطوير فهمنا للكون والأجرام السماوية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تلك الظاهرة الفلكية تجذب اهتمام الكثيرين حول العالم وتشكل فرصة لتوعية الناس بأهمية الفلك والعلوم الفضائية وتحفيزهم على التعلم والاستكشاف والاكتشاف.
وتشكل هذه الظاهرة الفلكية النادرة فرصة لتوطيد العلاقات بين الثقافات والشعوب والأديان في جميع أنحاء العالم، وتعزيز الفهم المتبادل والتسامح والتعايش السلمي.
وفي الختام، يمكن القول إن التعامد الثاني للشمس على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة هو حدث فلكي نادر ومثير للاهتمام، يمكن للمهتمين بالفلك والعلوم الفضائية الاستفادة منه في تعلم الكثير عن حركة الأجرام السماوية والظواهر الفلكية في الفضاء.
ويمكن استخدام هذه الظاهرة الفلكية في العديد من الأغراض الدينية والعلمية، وتشكل فرصة لتعزيز الفهم المتبادل والتسامح والتعايش السلمي بين الثقافات والشعوب.
موضوعات ذات صلة..