أخبار وتقارير

تقرير لمرصد الأزهر يناقش تأثير تغير المناخ على اللاجئين

قال مرصد الأزهر في تقرير له، إنه لطالما كان المناخ عاملًا مهمًا في نشأة الحضارات واستقرار الأمم، إلا أن عصرنا الحالي شهد تغيرًا واضحًا في المناخ نتيجة سنوات طويلة من الإهمال والفوضى والاستهتار بموارد تلك الأرض التي وهبنا الله عز وجل إياها لنعمرها لا لنفسدها، وهو ما أكده الله تعالى في قوله: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة:30)، وفي نفس الوقت حذر سبحانه من مغبة الإفساد في الأرض بالعديد من الآيات، مثل قوله تعالى: (وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (البقرة:60)، وقوله أيضًا: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) (الأعراف:56). أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة”، ففيه – أيضًا- حث واضح على الإعمار والتنمية وهما نقيض للإفساد وما يفعله الإنسان في وقتنا هذا.

وعن مخاطر تغير المناخ تابع المرصد أن الجانب الإنساني يعد الأكثر تأثرًا من تداعيات ذلك التغير، ونقصد هنا “أوضاع اللاجئين” ممن دفعتهم النزاعات المسلحة والحروب إلى الانتقال من أماكن استقرارهم إلى غيرها سواء داخل أوطانهم أو خارجها نضيف إليهم النازحين المتضررين من تغير المناخ بالفعل داخل أوطانهم خاصة في قارة إفريقيا، فالنزوح وتردي الظروف المعيشية سلاحان يضيقان الخناق على هؤلاء اللاجئين ويأكلان أجسادهم ببطئ.

الأمر الذي دفع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى تسليط الضوء على معاناة هؤلاء اللاجئين في ظل تغير المناخ الذي أثر سلبًا على أغلب دول العالم ومن بينها الدول المستضيفة لهم. وبحسب ما أعلنته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن المخاطر الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية مثل: هطول الأمطار بغزارة، والجفاف، والتصحر، وارتفاع منسوب مياه البحر، والأعاصير الموسمية، تتسبب بالفعل في ترحيل أكثر من 20 مليون شخص إلى مناطق أخرى في بلدانهم سنويًا.

يذكر أنه بحلول نهاية عام 2020، تم تسجيل نحو 82.4 مليون امرأة وطفل ورجل خارج ديارهم بسبب الصراعات والعنف وانتهاكات الحقوق – وهو ضعف العدد المسجل قبل عقد من الزمان –، ووفق المفوضية فإنه يوجد 48 مليون شخص داخل حدود بلدانهم، إضافة إلى 26.4 مليون شخص في الخارج كلاجئين.
وقد عمد مرصد الأزهر في تقريره إلى تناول قصص إنسانية وقعت بالفعل للاجئين سوريين وروهينجا وصوماليين وأفغان؛ لبيان مدى المعاناة التي يمر بها هؤلاء اللاجئين خاصة مع مواجهة دول العالم لجائحة شرسة مثل “كوفيد-19” التي أنهكت الأنظمة الصحية والاقتصادية وزادت من أعباء اللاجئين المقيمين في مخيمات تفتقر إلى أبسط وسائل الحماية والرعاية الطبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى