تلسكوب “ناسا” الخارق يتلقى أول أمر لهذا السبب
تمكن مهندسو المراقبة بمركز “جودارد” لمهام الفضاء في جرينبلت بولاية ماريلاند الأربعاء، من القيام بإرسال أوامرهم الأولية لمحركات متناهية الصغر، تعكف على تركيب مرآة التلسكوب “جيمس ويب” الرئيسية وضبطها، وفقا لتقرير سكاى نيوز عربية، وتعمل “ناسا” على تمكين التلسكوب “جيمس ويب” من رؤية الكون بدقة، حيث ستبدأ عملية الرصد أوائل الصيف القادم.
وتتألف دائرة المرآة الرئيسية من 18 قطعة سداسية الشكل من البريليوم المطلي بالذهب، ويبلغ قطرها 6.5 متر، وهي سطح له قدرة أكبر بكثير على تجميع الضوء مقارنة بالتلسكوب “هابل” الذي سبق التلسكوب الجديد بثلاثين عاما.
وانفتحت القطع الثمانية عشرة، التي كانت موضوعة معا في حجرة الشحن الخاصة بالصاروخ الذي حمل التلسكوب إلى الفضاء، مع بقية مكوناتها خلال أسبوعين بعد إطلاق التلسكوب يوم 25 ديسمبر.
ويتعين الآن فصل تلك القطع عن صمامات تثبيتها وقت الإطلاق، وأن تتحرك للمقدمة بمقدار نصف بوصة بعيدا عن وضعها الأصلي في عملية تستمر عشرة أيام قبل إعادة صفها لتشكل سطحا واحدا متصلا يقوم بتجميع الضوء.
وبحسب لي فاينبرج، مدير المكون البصري في التلسكوب “جيمس ويب”، فإن عملية إعادة الصف ستستغرق ثلاثة أشهر أخرى. وأضاف فاينبرج أن صف قطع المرآة الرئيسية معا لتشكل مرآة واحدة كبيرة يعني رصّ كل قطعة على مسافة “تصل إلى واحد على خمسة آلاف من سمك شعرة الإنسان”.
وتابع: “كل هذا تطلب منا اختراع أشياء لم تحدث قط من قبل مثل المحركات الدقيقة التي صممت لتتحرك تدريجيا عند حرارة قدرها 240 درجة مئوية تحت الصفر في فراغ الفضاء”، حسبما نقلت “رويترز”. ووفقا لفاينبرج فإنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط فإن التلسكوب سيكون جاهزا لالتقاط أول صور علمية في مايو، وسيجري معالجتها لنحو شهر آخر قبل أن يتسنى نشرها.
إمكانيات هائلة وسيرى التلسكوب “جيمس ويب” الكون في مجال من الأشعة تحت الحمراء، مما يتيح له الرصد عبر سحب الغاز والغبار حيث تولد النجوم، كما أن عمله بشكل رئيسي في موجات بصرية فوق البنفسجية.
وبلغت تكلفة التلسكوب تسعة مليارات دولار ووصفته “ناسا” بأنه باكورة المراصد العلمية للفضاء في العقد القادم، وهو أقوى بنحو مئة مرة من “هابل” مما يتيح له ملاحظة الأشياء على مسافات أبعد، ومن ثم كشف أسرار زمن أبعد مما وصله إليه أي تلسكوب آخر.
ويقول علماء الفضاء إنه سيعطي لمحة عن الفضاء لم تكن معروفة قط من قبل، تعود لمئة مليون سنة بعد نظرية الانفجار الكبير. والتلسكوب هو نتيجة تعاون دولي تقوده “ناسا” بالشراكة مع وكالتي الفضاء الأوروبية والكندية. ويزيد وزن التلسكوب على 6 آلاف كيلوغرام، ويعادل عند فتحه مساحة ملعب تنس تقريبا.
وسيتجه التلسكوب خلال الشهر المقبل إلى وجهته في مدار حول الشمس، على بعد نحو 1.6 مليون كيلومتر من الأرض. وسيحافظ المسار الخاص للتلسكوب على محاذاة ثابتة مع الأرض، حيث يدور الكوكب والتلسكوب حول الشمس جنبا إلى جنب. وأطلق على التلسكوب اسم “جيمس ويب” نسبة إلى رئيس “ناسا” خلال معظم فترة تكوين الوكالة في الستينيات.