أحال مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، مؤخرا للحكومة قبل رفع دور الانعقاد الثاني، تقرير للجنة الشئون الدينية والأوقاف عن الاقتراح برغبة المقدم من النائب أحمد فوزي عبد الكريم، بشأن إنشاء فرع لجامعة الأزهر بمحافظة سوهاج.
أكد النائب أحمد فوزي أنها أكثر المحافظات اهتماما بالتعليم الأزهري ورغبة فيه، ويوجد بها أعداد كبيرة من المعاهد الأزهرية، التي تخرج الآلاف سنويا، وتلتحق بجامعة الأزهر، ولكن يعاني هؤلاء الطلاب بسبب عدم وجود فرع لجامعة الأزهر داخل نطاق محافظة سوهاج، مما يضر بالطلاب خاصة الذين يلتحقون بكليات الجامعة في القاهرة، تلك الكليات التي لا نظير لها إلا بالقاهرة.
وقال فوزي إن إنشاء فرع لجامعة الأزهر بسوهاج يحقق رسالة الأزهر ورؤيته في نشر صحيح ومواجهة الفكر المتطرف والإرهاب (ممارسة أو فكرا)، ويتيح الفرصة لأولياء الأمور متابعة ابنائهم، ويجنبهم عبء النفقات بسبب الالتحاق بفرع القاهرة أو أسيوط، مشيرا إلى أنه يوجد قطعة أرض قد تم تخصيصها لجامعة الأزهر في محافظة سوهاج بحي الكوثر، وكانت مساحتها عند التخصيص 50 فداناً، وبسبب عدم استفادة الجامعة منها تم استقطاع جزء منها، وتبلغ مساحتها الآن ما يقارب سبعة أفدنة، وهي محاطة بسور وبها مبنى خرساني من الممكن استغلالها وإضافة بعض المباني الأخرى بجواره وينشئ بها أهم البرامج التعليمية.
ومن جانبه قال ممثل جامعة الأزهر، خلال مناقشات المقترح، أنه يوجد بسوهاج كلية للدراسات الإسلامية والعربية (بنات)، وكلية اللغة العربية (بنين) بجرجا، وقد تم تخصيص 50 مليون جنيه لاستكمال كلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنات) وذلك في الأرض المخصصة لجامعة الأزهر والكائنة بحي الكوثر وبها مبنى خرساني ممكن استغلاله کمبنی للمدينة الجامعية وننشئ بجواره مبنى للكلية، كما أن محافظة أسيوط تبعد حوالي 100 كم عن محافظة سوهاج وبها الكثير من التخصصات المختلفة والمتنوعة للبنين والبنات؛ قائلا “لا أستطيع أن أكلف الدولة الكثير من الأموال لإنشاء فرع وهناك فرع آخر على بعد 100 كم فقط عن هذه المحافظة.. كما أن عدد الطلاب الذين يريدون الالتحاق بهذه الكلية ليس بالعدد الكافي لإنشاء فرع جديد للجامعة في هذه المحافظة في حال أنهم يستطيعون الذهاب للقاهرة لاستكمال دراستهم هناك”، مبديا موافقته على الاقتراح بإنشاء كلية أو برامج تعليمية ليس لها مثيل بجامعة الأزهر بصعيد مصر.
واعتبر ممثل محافظة سوهاج أنه يمثل تثمينا لدور الأزهر ومكانته العلمية، كما أن المكان متوفر فإذا بدأنا بإنشاء كلية واحدة فهذا إنجاز، خاصة أن الدولة خصصت لمحافظة سوهاج ثلث ميزانيتها في مشروع حياة كريمة والمخصص لتطوير المحافظات وإعادة بناء البنية التحتية لها، فمن الممكن أن ننقل كلية للدراسات الإسلامية والعربية (بنات) لهذه الأرض، وإضافة مبنى آخر لكلية أخرى غير موجوده في أسيوط، فيما أكد ممثل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أنه قد زادت ميزانية جامعة الأزهر لهذا العام من 311 مليون جنيه إلى 648 مليون جنيه، وإن الصعيد يستحوذ على 43% من ميزانية جامعة الأزهر لهذا العام، مبديا تأييده لإنشاء فرع في المحافظة وإن أول كلية تكون كلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنات)، وقد تم تخصیص 50 مليون لاستكمال إنشاء هذه الكلية في هذا المكان، وقد يأخذ سنة ونصف؛ حتى يتم نقل الطالبات والمبنى إلى هناك، وبعد الانتهاء من ذلك من الممكن النظر في إنشاء الكليات الأخرى وذلك حتى لا نثقل على خطة الجامعة.
واعتبرت اللجنة، أن ذلك له أهمية كبيرة في قيام جامعة الأزهر برسالتها وتحقيق رؤيتها خدمة لوطننا الحبيب مصر ولخدمة الأمة في كل مكان وزمان، ومنعا لتكديس الكثافة العددية للطلاب بالقاهرة، وتقليلاً للاغتراب، ومن ثم توصي بإنشاء فرع لجامعة الأزهر بقطعة الأرض المخصصة لجامعة الأزهر مسبقا والكائنة بحي الكوثر بعاصمة محافظة سوهاج، ونقل كلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنات) أولاً إلى هذا الفرع، ويتم إنشاء البرامج التعليمية بهذا الفرع، التي لا توجد بفروع جامعة الأزهر بالوجه القبلي ملبية حاجات الصعيد ومتطلبات سوق العمل به.