لن تكون إلا نووية| حرب التصريحات تشتعل بين روسيا وأمريكا وجولة المفاوضات تنتظر الحسم
حالة من الترقب تنتاب العالم، بسبب تصعيد العمليات العسكرية فى اوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الخميس، ثامن أيام العمليات، تدمير 1612 منشأة عسكرية أوكرانية و52 طائرة حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا.
فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب “بالتفكير في حرب نووية”. وقال خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت الخميس إن “الكل يعلم أن حرباً عالمية ثالثة لا يمكن إلا أن تكون نووية”.
وقال لافروف “إذا كان البعض يضعون خطة حرب فعلية ضدنا، وأعتقد أنهم كذلك، عليهم التفكير ملياً”، مؤكداً أن بلاده “لن تسمح لأحد بزعزعة استقرارنا”.
جاءت تصريحات لافروف في وقت أفادت فيه الأنباء من أوكرانيا عن سيطرة الجيش الروسي على خيرسون في جنوب البلاد، أولى المدن الأوكرانية الكبرى التي تسقط بيد الروس منذ بداية الغزو.
كذلك أفادت الأنباء عن أن العاصمة كييف شهدت بعد منتصف ليل الأربعاء العديد من الانفجارات الضخمة، وسط دويّ صافرات الإنذار، بعد سقوط أول المدن الكبرى
وقالت كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي ليس دوسيت، إن صوت صافرات الإنذار بات الصوت المعبّر عن العاصمة، حيث لم يعد يغمض لأحد جفن.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لكرة نارية ضخمة برتقالية اللون تتوهج في سماء كييف.
ولا تزال قافلة من المصفحات الروسية الضخمة ترابض على أعتاب المدينة.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان لها إن “القافلة العسكرية الروسية لم تحرز تقدماً ملموساً على مدار ثلاثة أيام”.
وبحسب تقييم للمخابرات العسكرية البريطانية، فإن القافلة العسكرية الروسية، التي تقترب من العاصمة كييف من جهة الشمال، لا تزال على مسافة 30 كيلومتراً من وسط المدينة، وإنها تلقى مقاومة أوكرانية عنيدة”.
وجاء تصريح لافروف في مؤتمر صحافي الخميس تعليقاً على خطاب للرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيه إن البديل الوحيد للعقوبات هو حرب عالمية ثالثة.
وقال لافروف إن تلك الحرب ليست قائمة إلا في أذهان الساسة الغربيين – وليس الشعب الروسي.
وأضاف المسؤول الروسي: “إذا شُنّت حرب ضدنا، فعلى هؤلاء الذين يعدّون مثل هذه الخطط أن يفكروا ملياً في الأمر، وفي اعتقادي أن خططاً من هذا القبيل قيد الإعداد”.
وكرر لافروف مزاعم روسية بأن الحكومة الأوكرانية هي نظام نازي جديد، قائلاً إن عصابات تنهب القرى والمدن بما في ذلك ماريوبول.
وقال لافروف أيضاً إن الأوكرانيين “يحاولون الآن استخدام المدنيين كدروع بشرية”.
وأشار لافروف أكثر من مرة إلى هوليود، قائلاً إن على الناس ألا “يكتفوا بمشاهدة هذا الفيلم الهوليودي” الذي كتب الإعلام الغربي السيناريو الخاص به.
وقال لافروف إن حلف شمال الأطلسي ناتو يحاول تعزيز أمن الغرب على حساب روسيا.
وشبّه لافروف الولايات المتحدة بكل من نابليون وهتلر، قائلاً: “في الماضي، كان لنابليون وهتلر هدف هو إخضاع أوروبا – وكذلك هم الأمريكيون اليوم”.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة تقف وراء قرار إلغاء خط غاز نوردستريم2.
انطلقت منذ قليل ثاني جولات المفاوضات بين روسيا واوكرانيا في بيلاوسيا، والتي تنعقد بالتزامن مع استمرار القتال داخل الأراضي الأوكرانية لليوم الثامن على التوالي.
وقالت وكالة “بيلتا” البيلاروسية الرسمية إن الجولة الثانية انطلقت بعدما تبادل الوفدان المصافحة لدي وصولهم إلى طاولة التفاوض.
وتواصلت العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لليوم الثامن، بعد تأييد 141 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، بينها مصر، مشروع قرار يدين تلك التحركات وسط معارضة 5 دول وامتناع 35 دولة آخري عن التصويت، في وقت جددت فيه موسكو تأكيدها على أن التحرك العسكري في أوكرانيا جاء تلبية لطلب إدارة إقليم دونباس، وللدفاع عن المدنيين.
وعلى صعيد العمليات العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الخميس، ثامن أيام العمليات، تدمير 1612 منشأة عسكرية أوكرانية و52 طائرة حتى الآن منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف إن القوات المسلحة الروسية استهداف 1612 منشأة خلال العملية، بما في ذلك 62 موقع تحكم ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية، و39 من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز إس-300، وبوك إم-1 و52 محطة رادار.
وأضاف أن العملية العسكرية أسفرت كذلك حتى الآن عن تدمير 49 طائرة على الأرض و13 طائرة في الجو، و606 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و67 صاروخا، و227 قطعة مدفعية ميدانية ومدافع هاون، و 40 وحدات من المركبات العسكرية الخاصة، و53 طائرة مسيرة.
ومساء الخميس، دعا الرئيس الروسي فلادمير بوتين ، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لانضمام بلاده إلى جهود ضمان الإجلاء الآمن للمواطنين الأجانب من الأراضي الأوكرانية ، وذلك في اتصال هاتفي مساء اليوم الخميس.
وبحسب بيان للكرملين ، شدد بوتين في المحادثة على أن “مهام العملية العسكرية الخاصة ستُنفذ على أي حال، وأن محاولات كسب الوقت من خلال إطالة أمد المفاوضات لن تؤدي إلا إلى مطالب إضافية في موقفنا التفاوضي“.
وأضاف أن “القوات المسلحة الروسية تبذل كل ما في وسعها خلال العملية الخاصة للحفاظ على حياة المدنيين“.
وأوضح البيان أن ماكرون تعهد خلال محادثة مع بوتين “بالعمل مع كييف بشأن الطلاب الهنود المحتجزين كرهائن في مدينة خاركوف“.
موضوعات ذات صلة: