ما هو محور فيلادلفيا ولماذا يسعى الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة عليه؟
بالرغم من المساعي المصرية القطرية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة بين حماس وتل أبيب، وإعلان حركة حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم أنه سيطر على معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة.
اقرأ أيضًا:
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف معبر «كرم أبو سالم» بـ4 قذائف هاون وقذيفتين صاروخيتين
وأعلن جيش الاحتلال بدأ عملية جزئية للسيطرة الكاملة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومن ثم سيسيطر على كامل محور فيلادلفيا.
حيث أرسلت إسرائيل دبابات إلى رفح وأحكمت سيطرتها على المعبر الذي يربط قطاع غزة بمصر، لتتوقف بذلك حركة مرور الأشخاص ودخول المساعدات إلى القطاع بشكل تام.
ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن مصادر عسكرية موثوقة قولها إنه في ظل المعارضة والتحذيرات الدولية، وبضمنها الأميركية، من اجتياح رفح التي يوجد فيها أكثر من 1.4 مليون نازح، لا بد من البحث عن بديل يؤدي الغرض.
ويعتبر البديل الأفضل هو السيطرة على الحدود بين قطاع غزة وسيناء المصرية، المعروفة باسم محور فيلادلفيا، أو محور صلاح الدين، كما كان الحال عليه قبيل الانسحاب الإسرائيلي منه في سنة 2005.
ما هو محور فيلادلفيا وأهميته
تعتبر منطقة محور فيلادلفيا، المعروفة أيضًا باسم محور صلاح الدين، منطقة استراتيجية للغاية بين الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وهذا بسبب طول شريط الحدود العازل البالغ 14 كيلومترًا الذي يفصل بين الطرفين.
ويُعتبر هذا الشريط منطقة أمنية حيوية تتبع لاتفاقية ثنائية بين مصر والاحتلال.
يمتد محور فيلادلفيا على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، ويعتبر المعبر البري رفح المنفذ الرئيسي للسكان الفلسطينيين للتواصل مع العالم الخارجي، وتحكم في هذه المنطقة ثلاثة أطراف، هي مصر وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي.
معاهدة كامب ديفيد
وظهرت المنطقة العازلة “محور فيلادلفيا”، التي تعرف فلسطينيا باسم “محور صلاح الدين”، على إثر معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر و”إسرائيل” عام 1979، التي نصت على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود بين الطرفين.
ووفقا للاتفاقية، فإن المنطقة الحدودية التي تقع على الأراضي الفلسطينية، والتي أطلق عليها (د) تخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية التي حددت بحسب الاتفاقية بكتائب مشاة، تصل إلى 180 مركبة مدرعة من الأنواع كافة، وطاقم مكون من 4 آلاف عنصر، إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية.
ومنعت الاتفاقية وجود أي قوات مسلحة مصرية على الأراضي المصرية المتاخمة للحدود الفلسطينية التي أطلق عليها (ج)، وسمحت فقط للشرطة المدنية المصرية بأداء مهام الشرطة الاعتيادية بأسلحة خفيفة.
وظلت القوات الإسرائيلية مسيطرة على المنطقة إلى حين انسحاب إسرائيل من قطاع غزة منتصف أغسطس/آب 2005، وتسليمه للسلطة الفلسطينية التي منحت الإشراف على المناطق الحدودية والمعابر، بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.