روسيا تلوح لـ أوروبا بورقة ضغط استراتيجية| بوتين يغلق إمدادات الغاز عن القارة العجوز لمدة 10 أيام.. قلق وطوارئ بدول الاتحاد الأوربي لبحث الحلول قبل الشتاء
تزداد أزمة الطاقة في أوروبا تعقيدًا، وتتنامى مخاوف دول القارة العجوز من استخدم روسيا هذا السلاح الاستراتيجي كورقة ضغط في حربها ضد أوكرانيا والدول المساندة لها، وذلك بعد أن أعلنت روسيا إغلاق خط الغاز نورد ستريم بداعي إجراء عمليات الصيانة.
اقرأ أيضًا:
روسيا توسع نظام مدفوعات الروبل مقابل الغاز
واضطربت امدادات الغاز الطبيعي وأصبحت أسوأ ما توقعته الأسواق في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، وتستعد القارة العجوز لأزمة حادة خلال الشتاء، وستناقش دول الاتحاد الأوروبي تعزيز خطط الطوارئ الشتوية في اجتماع طارئ سيتم عقده فى 26 يوليو مع تصاعد المخاوف من أن روسيا ستقطع إمدادات الغاز عن الاتحاد الأوروبي.
روسيا توقف إمدادات الغاز عن أوروبا
وأعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقف تدفق الغاز الروسى لمدة 10 أيام لإجراء عمليات صيانة سنوية لأكبر خط أنابيب منفر بنقل الغاز الروسى إلى ألمانيا نورد ستريم 1، الأمر الذى اعتبره البعض قد يكون وسيلة للضغط على الدول الأوروبية، إثر تمديد موسكو الصيانة المقررة للحد بشكل أكبر من إمدادات الغاز الأوروبية وتعطيل خطط تخزين كميات من الغاز لفصل الشتاء وتفاقم أزمة الغاز.
وينقل خط أنابيب (نورد ستريم 1) 55 مليار متر مكعب سنويا من الغاز من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق وستستمر عملية الصيانة المقررة من 11 إلى 21 يوليو.
طوارئ في أوروبا بعد قرار بوتين وقف إمدادات الغاز
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن المنطقة يجب أن تكون جاهزة لمزيد من الانقطاعات وحتى للقطع الكامل، رداً على العقوبات الشديدة المفروضة على الكرملين رداً على الحرب ضد أوكرانيا، لافتة أمام البرلمان الأوروبي في فرنسا إلى أن زعيم الكرملين قد استخدم هذا المورد الذى لا يزال يحقق أرباحًا به، كسلاح حرب، لذلك لا يمكنهم استبعاد ذلك من لحظة إلى أخرى. وضع حد للعقود.
وأضافت رئيسة الاتحاد الأوروبى أنهم ما زالوا يبحثون عن خيارات، حيث لا يكفى التفكير فى مقدمى الخدمات الآخرين، كما أشارت إلى أن أى تغيير سيكون لضمان الغاز للجميع، خاصة لمن يحتاجون إليه.
فرنسا: روسيا ستقطع الغاز بشكل كامل عن أوروبا
قال وزير الاقتصاد والمالية الفرنسى، برونو لو مير، أن إجمالى قطع الغاز الروسى إلى أوروبا هو “الخيار الأكثر ترجيحًا”، فى تعليقات حيث ردد تقييمات متطابقة تقريبًا تم إجراؤها فى اليوم السابق. من قبل رئيسة وزراء البلاد إليزابيث بورن.
وقال لو مير خلال منتدى الاجتماعات الاقتصادية فى إيكس أون بروفانس “أعتقد أن الانقطاع التام لإمدادات الغاز من روسيا هو احتمال حقيقى ويجب أن نستعد لهذا الخيار”. وأضاف: “أفضل طريقة للاستعداد لهذا الانقطاع للغاز هو أن نكون منتبهين للغاية لاستهلاكنا للطاقة، وهذا ينطبق على الإدارات، وهذا ينطبق على الشركات، وينطبق على الأفراد”.
ولا تزال فرنسا، مثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى، تعتمد بشكل كبير على روسيا فى إمدادات الغاز الطبيعى والنفط، وإن كان بدرجة أقل من بعض جيرانها. فى عام 2020، استوردت البلاد 17 % من غازها و13 % من نفطها ومشتقاتها من روسيا، وفقًا للمفوضية الأوروبية (يوروبريس).
ارتفاع أسعار الغاز في هولندا
وفى الأسبوع الماضى ارتفع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعى الهولندى وهو الغاز القياسى للسوق الأوروبية إلى حوالى 175 يورو لكل ميجاوات/ساعة ليصل إلى ضعف السعر قبل شهر تقريبا، وذلك بعد تراجع كميات الغاز التى تضخها روسيا إلى أوروبا عبر خط نورد ستريم1 بدعوى وجود مشكلات فنية. فى المقابل ظلت أسعار العقود الفورية للغاز أقل بنسبة 30% عن أعلى مستوياتها خلال الأيام الأولى للحرب وكانت 227 يورو لكل ميجاوات.
خطة طوارئ سريعة في إيطاليا لمواجهة أزمة الغاز
كما خفضت روسيا الإمداد المعتاد من الغاز لإيطاليا بمقدار الثلث، وأكدت شركة المحروقات الإيطالية إينى، التى تسيطر عليها الدولة بنسبة 30%، أن شركة جازبروم ستزودها بكميات غاز تبلغ 21 مليون متر مكعب/ يوم فقط فى الأيام الأخيرة.
وأشارت صحيفة “الجورنال” الإيطالية إلى أن شركة جازبروم أنها ستزود إينى بكميات غاز تبلغ حوالى 21 مليون متر مكعب / يوم، مقارنة بمتوسط يبلغ حوالى 32 مليون متر مكعب، مشيرة إلى أنها ستقدم المزيد من المعلومات فى حالة حدوث تغييرات جديدة فى التدفقات”.
ومن ناحية آخرى، رفض الكرملين أى تلميح إلى أن روسيا تستخدم النفط والغاز كسلاح للضغط السياسى، فى إشارة إلى توقف نورد ستريم بسبب مشاكل فنية، لكن احتمال قطع كامل لإمدادات الغاز الروسى يثير مخاوف متزايدة فى البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإيطالية تلجأ لخطة طوارئ سريعة لحل تلك الأزمة، حيث يلجأ رئيس الوزراء الإيطالى، ماريو دراجى، بإعداد تدابير مختلفة تتراوح من إصدار مرسوم تقنين لشركات الطاقة إلى الحد من استهلاك كل من التدفئة والإضاءة العامة، كما ستلجأ الحكومة الإيكالية إلى زيادة استخدام محطات توليد الكهرباء التى تعمل بالفحم والتى لا تزال قيد التشغيل، والتى خططت فى الوقت الحالى لاستخدام حوالى 30 ألف مليون يورو للتعامل مع الأزمة، بمساعدة الأسر والشركات.
من بين التدابير المحددة لخطة التقشف، هى خفض درجة حرارة أجهزة تكييف الهواء والتدفئة فى المنازل بمقدار درجتين (إلى 27 و19 درجة على التوالي)، فضلاً عن وقت الاشتعال و”حظر التجول” ليلاً لتوفير الاضاءة والكهرباء، وفقا لصحيفة “المساجيرو” الإيطالية.
توقف خط أنابيب نورد ستريم 1
توقفت إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا لمدة 10 أيام لإجراء أعمال الصيانة المقررة فى خط أنابيب نورد ستريم 1 المار عبر بحر البلطيق، وهو أهم رابط من أجل تدفقات الغاز الطبيعى إلى ألمانيا.
وقامت شركة جازبروم الروسية المملوكة للدولة بالفعل بخفض إمدادات الغاز التى يجرى ضخها عبر خط الأنابيب البالغ طوله 1200 كيلومتر بين روسيا وشمال ألمانيا إلى حد كبير، مشيرة إلى التأخير فى أعمال الإصلاح. وأرجعت موسكو سبب التأخير إلى العقوبات التى فرضها الغرب، وهى حجة رفضها المستشار الألمانى أولاف شولتز.
ويجرى حاليا استخدام حوالى 40% فقط من الطاقة الاستيعابية لخط الأنابيب، وهو ما أدى إلى مزيد من الزيادات فى الأسعار فى سوق الغاز، وفقا للوكالة الاتحادية للشبكات الألمانية.
موضوعات ذات صلة:
ارتفاع قياسي في أسعار الكهرباء بأوروبا بسبب أزمة الغاز الروسي
الاتحاد الأوروبي يحذر من شتاء صعب يهدد القارة بسبب أزمة الطاقة