أثار فيديو زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون عن مدى صحة هذا الزواج من الناحية الشرعية، وسط تعليقات متباينة بين مؤيد ومعارض.
وفي رد حاسم، أكدت دار الإفتاء أن زواج المصاب بمتلازمة داون جائز شرعًا ما دامت أركان الزواج متوافرة والشروط مستوفاة.
وأوضحت أن من حق الشخص المعاق عقليًا، إذا كان مسؤولًا عن تصرفاته في حدود حالته، أن يتزوج، مشيرة إلى أن الشريعة أجازت زواج المجنون كذلك، مع توفير الرعاية اللازمة له.
وأضافت دار الإفتاء أن كتب الفقه تناولت مسائل زواج فاقدي الأهلية العقلية كالمجنون، وبيّنت أن الولاية في تزويجهم تكون للأولياء أو القاضي إذا اقتضت المصلحة ذلك، نظرًا لما يوفره الزواج من سكينة ورعاية ووقاية.
وشددت الفتوى على أن وجود إعاقات عقلية بسيطة لا يمنع من الزواج، مع مراعاة مصالح الطرفين، مؤكدة أن الزواج لا يُشترط فيه القدرة على الإنجاب، بل يكفي ما يوفره من معاني المودة والرحمة.
كما حذّرت «الإفتاء» من استغلال هذه الحالات في ممارسات غير أخلاقية، مشددة على أن الأصل في تصرفات الأولياء هو تحقيق مصلحة المعاق، وفي حال كان الزواج يحقق له منفعة نفسية أو اجتماعية، فلا يجوز منعه منه.
بهذا الموقف الشرعي، وضعت دار الإفتاء حدًا للجدل الدائر حول أحقية المصابين بمتلازمة داون في الزواج، مؤكدة أن الأصل هو احترام كرامتهم الإنسانية وحقهم في حياة كريمة.
