سر برودة بلاط الحرم المكي..تثير برودة أرضية الحرم المكي اهتمام الكثيرين، خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديدة في السعودية.
سر برودة بلاط الحرم المكي
هذه الظاهرة الغامضة كانت موضوعًا لعدة تساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تداول البعض شائعات حول وجود نظام أنابيب مياه باردة تحت الساحة.
برودة بلاط الحرم المكي
إلا أن الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين أكدت أن السبب وراء برودة الأرضية هو نوعية الرخام الفريدة المستخدمة في تشييد الحرم.
ووفقًا لتصريحات الرئاسة، فإن الأرضية مصنوعة من رخام “ثاسوس” اليوناني، وهو نوع نادر من الرخام يتم استيراده خصيصًا من جبال اليونان.
ويتميز هذا الرخام بقدراته الفائقة على عكس الضوء والحرارة بطرق تختلف عن الجرانيت أو الرخام التقليدي.
إضافة إلى ذلك، فإن سمك الرخام الذي يصل إلى 5 سنتيمترات، والملمس المسامي الذي يمتلكه، يساعدان في امتصاص الرطوبة خلال الليل وإطلاقها خلال النهار، مما يساهم في الحفاظ على برودة الأرضية حتى في أشد الأيام حرارة.
وبالتالي، فإن البرودة التي يشعر بها الزوار ليست نتيجة تقنيات تبريد صناعية، بل هي نتيجة لابتكار عمراني عريق يستخدم مواد طبيعية لتلبية احتياجات بيئية محددة.
علاقة المهندس المصري محمد كمال إسماعيل به؟
فيما يتعلق بدور المهندس المصري محمد كمال إسماعيل، فهو العقل المدبر وراء فكرة استخدام الرخام في أرضيات الحرم المكي للتغلب على الطقس الحار في السعودية.
وإسماعيل، الذي كان مسؤولًا عن العديد من المشروعات الكبرى لتطوير الحرمين الشريفين، أدرك أهمية استخدام مواد طبيعية قادرة على تخفيف حدة الحرارة في مثل هذه البيئات القاسية.
وقد قام المهندس إسماعيل بالبحث عن أفضل أنواع الرخام التي تلائم الظروف المناخية في المملكة، ووجد أن الرخام اليوناني “ثاسوس” هو الأنسب لهذه المهمة.
هذا الرخام النادر يتميز بقدرته على عكس الحرارة وأشعة الشمس، بالإضافة إلى أنه يحتفظ بالرطوبة ويطلقها تدريجيًا، مما يوفر برودة طبيعية على مدار اليوم.
قرار إسماعيل باستخدام هذا النوع من الرخام كان خطوة رائدة في التصميم المعماري للحرم المكي، وما زالت نتائجه الإيجابية واضحة حتى اليوم، حيث يستمتع المعتمرون والزوار ببرودة الأرضية، حتى في أقسى درجات الحرارة.