سهيلة عمر تكتب: صناعة الحلي في مصر القديمة
تعد الحلي المصرية من اهم ما يشغل بال الكثير بسبب انها فريدة من نوعها من حيث تكنولوجيا الصناعة و الرمزيات العديدة التي توجد بداخلها حيث بدأ المصريون صناعة الحلي منذ فجر التاريخ لأسباب عدة منها للزينة و منها للحماية من السحر و الشر.
كما أدى ذلك إلى تفردهم في مجال التعدين عن سائر الأمم فمن عصور ما قبل التأريخ استطاع المصري التعدين بشكل واسع و برع في استخدام المعادن كما أن صناعة الحلى كانت بالغة الأهمية في المعتقدات الدينية في تمثل عن طريق استخدام الرموز مفاهيم مختلفة مثيرة تتعلق بالحياة والكون .
مثل الروح والاستقرار والحقيقة عن طريق في انها الرموز الأخرى تشمل (البردي ، عقدة إيزيس ، الجعران، عنخ) و غيرهم حيث أن المصري القديم صنع الحلي منذ حضارة البداري ونقاده و حلون وعهود ما قبل التاريخ من مواد بسيطة كأغصان النباتات والأصداف والخرز والأحجار الصلده .
و بدأت إرهاسات استخدام المعادن ومع مرور الوقت أكتسب المصري مهارة في صناعة الحلي وتطور في صياغتها في عصر الدولة الوسطي فأستخدم المعادن المتنوعة كالذهب والفضة والنحاس وطليت الحلي بالمواد المختلفة فاكتسب المصري الخبرة إلى أن وصل لدقة ومهارة عالية وتبادل الخبرات من جيل إلى جيل وفي عصر الدولة الحديثة وصلت هذه الصناعة لقمتها نظرا للبعثات التعدينة المنتظمة في سيناء و الصحراء الشرقية و النوبة.
قيمة الحلى عند المصري القديم
لم يكن الحلي مقتصر على الأغنياء فقط حيث كان الجميع في مصر القديمة يرتدون الحلى من المزارعين الفقراء إلى أفراد العائلة المالكة الأثرياء تم استخدام الأحجار شبه الكريمة والمعادن الثمينة والخرز الزجاجي لصنع قطع الأثرياء تم استبدال تلك الخامات الباهظة من قبل العوام من الناس بالطين الملون والحجارة والاصداف وأسنان الحيوانات والعظام و نستنتج من ذلك أن اهمية الحلى لم تكن للزينة فقط بل كان لها اكثر من اهمية الحلى كرمز للمكانة كان للحلى.
أثر كبير في إظهار المكانة الاجتماعية لدى الشعب حيث كان يستخدم العامة (الطين و الفاينس و الخرز و النحاس) حيث انهم انواع رخصيه الثمن تناسب قدرتهم المادية على عكس الطبقات الغنية من النبلاء و الملوك حيث انهم استخدموا (الذهب و الفضة و الأحجار الكريمة ) لذا يمكننا بسهولة التعرف علي مكانة الشخص من خلال الحلى التي تكتشف معه الخصائص الروحية للحلى كان المصريون مؤمنين إيمانا راسخا بالأهمية الروحية للحلى تم ارتداؤه لردع الأرواح الشريرة وحماية ثرواتهم وجلب الحظ السعيد لهم تم ربط ألوان وأنماط ومواد معينة بقوى ومعبودات خارقة للطبيعة مثل (حتحور و ايزيس و واجيت) .
كما شاعت التمائم الواقية ايضا خلال هذه الفترة وكثيراً ما تم دمجها مع المجوهرات المصرية كانت هذه التمائم عبارة عن تعويذات أو تمائم كان يُعتقد أنها تضفي القوة على التميمة أو تحمي مرتديها تم نحت التمائم في مجموعة متنوعة من الأشكال وتجمع بين الرموز والبشر والحيوانات والمعبودات علاوة على ذلك.
كان يُنظر إلى التمائم على أنها حامية مهمة لكل من الأحياء والأموات كما كان معتاًدا في مصر القديمة كانت التمائم تُصنع خصيصا للحياة الأخرى و يمكننا التعرف على ان كان الحلى دنيوي ام جنائزي من خلال بعض الاختلافات فالحلى الجنائزي يكون ثقيل الوزن ال يحتوى على مشابك او ثقالات على عكس الحلى الدنيوي التي لا توجد به تلك الأشياء ليسهل ارتدائه حيث كان يخشى الصانع سرقة الحلى الجنائزي و استخدامه لذا صنعه بشكل لا يتماشى مع الحياه الدنيوية
استخدام المعادن والأحجار الكريمة
لكى يقدر المصري القديم على صناعة تلك التحف الفنية التي نراها الأن تحتم علية معرفة علم التعدين والجيولوجيا حيث انه بدأ فيهم منذ فجر التأريخ و وصل بيه العلم انه صنع خرائط للبحث عن المعادن
حيث ان في عهد الملك سيتي الأول خرجت أول خريطة جيولوجية وأقدم خريطة منجميه في العالم اجمع.
وهى خريطة مصرية قديمة مسجلة على ورق البردي يعود تاريخها إلى 1400 ق.م وهى محفوظة حاليا
في متحف تورين بإيطاليا ومسجل بها أسرار مناجم الذهب عند المصريين القدماء كما استخدم في صناعة الحلى نطاق واسع من المعادن التي ال حصر لها بل فرق في درجات الصلادة و نرى هنا التفريق في قيمة القطعة حيث استخدم انفس و اصلد المعادن في الحلى الجنائزي و هذا يعكس أهمية ما كان يشكله لدية فكرة البعث و الخلود و ايضا استخدم المعادن الأقل صلادة و الأحجار الشبة كريمة في الحياه الدنيوية بشكل اكثر ما نجدة في المتاع الجنائزي
ويعد من اشهر ما استخدم المصري القديم من المعادن:-
(النحاس –الذهب – الفضة – الإلكتروم)
التطعيم بالأحجار الكريمة
شكل التطعيم بالأحجار الكريمة جزء هام من صناعة الحلى حيث وجدوا ان الأحجار الكريمة تعطى فخامة
و جمال للحلى فضال عن طاقتها العالية التي تمد الجسم بالحيوية و الإيجابية و تحمية من الشرور و صنعوا من تلك الأفكار التجارب ما يسمى حاليا بعلم طاقة الأحجار الكريمة كما وجدت معظم الأحجار شبه
الكريمة في الصحراء المصرية و بعضها استوردت من بلاد أخرى و من أهمها (الفيروز – العقيق – الأماسيست –الفلسبار – البلور الصخرى)
دلالات الرموز المستخدمة في الحلي
لم تكن تصاميم قطع الحلى لدى المصري القديم هباء او بلا معنى على العكس تماما حيث ان تعمد المصري
القديم تصنيع قطع الحلى طبقا لمعتقداته الدينية لأغراض متعددة منها ( نيل الخير و البركة – الحماية من الأرواح الشريرة – الشفاء من مرض – تحقيق امنية ما) نجد ان بجانب حرصهم على التزين استخدموا الحلى كتمائم ايضا تستطيع ان توفر لهم الحماية من بعض القوي الغامضة الشريرة التي قد تؤذيهم او توقع بهم الضرر هذه القوي الشريرة المؤذية قد تتجسم في شكل بعض الحيوانات أو الكائنات المؤذية مثل التماسيح والثعابين والعقارب وما شابه ذلك أو قد تختفي غير مرئية وتتسبب في الأمراض أو الحوادث أو الظواهر الطبيعية الضارة كالفيضانات الجارفة او العواصف العاتية او الجفاف والقحط و حتي يتقي المصري القديم هذه القوي الشريرة المعادية ويحمي نفسه من أضرارها فإنه كان يقوم بمثل ما يقوم به بعض الناس المعاصرين في
عالمنا اليوم بربط الأحجبة والرقيات او التمائم علي أرسخ يديه أو علي كواحل قدميه أو بتعليقها علي رقبته أو فوق صدره أو علي وسطه وعلي سائر الأجزاء الأخرى الحساسة من جسمه التي يظن انها قد تكون عرضه للهجوم من جانب تلك القوي الشريرة
وتعد من اهم تلك الرموز ( العنخ –الجعران – اللوتس – قرص الشمس – عين الأوجات )
كمان يصور ايضا بعض من المعبودات على الحلى نظرا لقوتهم السحرية في المعتقد المصري و من اهمهم ( ايزيس حورس – باستت – سخمت – حتحور)
العنخ: عنخ هي اللغة الهيروغليفية المصرية والتي تعني(الحياة) هذا الرمز لأنه يُعتقد أنّه يجلب القوة
لمالكه الذي يمكنه منح أو حرمان الأخرين من الحياة
الجعران: هي خنفساء الروث في مصر القديمة أصبحت خنفساء الجعران رمًزا لدورة الحياة الأبدية مثل كرة الغزل لخنفساء الروث أصبح الجعران رمًزا للولادة والحياة والموت والقيامة لأنه كان يُعتقد أن الشمس تموت كل ليلة وتولد من جديد كخنفساء كل صباح اكتسب الجعران قوى تجديد كبيرة كان على المتوفى أن يستخدم هذه القوى لكي يولد من جديد في الحياة الأخرى بنفس الطريقة التي تولد بها الشمس من جديد كل صباح
اللوتس : شكلت زهرة اللوتس أهمية كبيرة بسبب نقاءها حيث تظهر فوق سطح المياه ولا تلتصق بها
رمزاً مهماً الشوائب كما تظل اللوتس في الاساطير المصرية فقد ارتبطت بـ رع (الشمس) الذى احتل
مساحة كبيرة فى الميثولوجيا المصرية
قرص الشمس :هو رمز ديني لمصر الموحدة فالقرص يمثل الشمس والأجنحة هي قرص الشمس
اجنحه الصقر المعبود الرئيسي للأسرات الحاكمة المصرية و قيل ان اول ظهور له في عهد الأسرة الأولى
على مشط الملك (جت) و لكنها مازالت محل نظر و قيل انها ظهرت بوضوح في عصر الأسرة الثالثة
عين حورس (الأوجات ) : من أهم الرموز المصرية القديمة التي مازالت مستخدمه حتى الأن و يكون الهدف من ارتدائها للحماية من الحسد و تكون في غالب الأمر باللون الأزرق الذى يعد من أهم الألوان العقائدية عند المصري القديم و كلمة الأوجات تعنى (السليمة) و هي متربطه بأسطورة حورس و صراعه مع عمه ست حين اشتد النزاع.
بينهم على الحكم حيث فقع ست أحد عيون حورس و اقلع حورس خصوبة ست ثم تدخل المعبود الطبيب
تحوت ألصالح كل من فأرجع لحورس عينيه و جعلها عين الأوجات لتكون سليمه و محميه إلى الأبد حيث
استخدمت كتميمة حمايه من الجميل ان تلك المفاهيم و المعتقدات خلفت لنا حلى غاية في الروعة و مازالت نموذج عالمة للجمال المبهر