بوتيرة متسارعة، تسابق حركة طالبان الزمن في التمدد بأفغانستان، حيث أكد مسؤول أفغاني، اليوم الأحد أن طالبان تسيطر الآن على كافة المعابر الحدودية للبلاد، مؤكدا أن مطار كابول هو المخرج الوحيد الباقي تحت سيطرة قوات الحكومة.
من جانبها أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية اليوم، أن حركة طالبان بدأت الدخول إلى العاصمة كابول من جميع الاتجاهات.
الفريق الأمريكى يباشر عمله من مطار كابول
فيما قال مسؤول أميركي إن الأعضاء “الرئيسيين” في الفريق الأميركي يباشرون عملهم من مطار كابول في حين ذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أن عددا من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى مكان أكثر أمنا في العاصمة.
في السياق ذاته، أفادت مصادر صحفية بأن هناك جهودا مستمرة للتوصل لاتفاق بين الحكومة الأفغانية وطالبان، مضيفة أن طوابير من المواطنين تقف أمام المصارف الأفغانية لسحب ودائعهم.
لكن المصارف في كابل أغلقت أبوابها أمام المودعين، لعدم توفر السيولة اللازمة لسحب أرصدتهم.
كما أفادت بأن هناك مساعي دولية لإقناع طالبان بتجنب السيطرة على كابل بالقوة.
العبور الآمن
أكد قيادي بحركة طالبان أنه صدرت الأوامر لمقاتلي الحركة بتجنب اللجوء إلى العنف في العاصمة كابل، مشيرا إلى إعطاء حق العبور الآمن لكل من يريد الخروج من العاصمة، داعيا النساء إلى التوجه لأماكن آمنة.
بالتزامن مع كل هذه التطورات المتسارعة، أعلن مستشار للرئيس الأفغاني أن القوات الأميركية تولت مسؤولية الأمن في العاصمة كابل.
وقالت الرئاسة الأفغانية إن كابل لم تتعرض لهجوم لكن هناك دوي لإطلاق النار في المدينة، مشددا على أن الوضع لا يزال تحت السيطرة.
وأضافت أن القوات الحكومية تتعاون مع القوات الدولية لتوفير الأمن في كابل.
كان مسؤولون قد أعلنوا في وقت سابق اليوم أن الحركة المتمردة سيطرت على مدينة جلال آباد الرئيسية شرق البلاد الأحد بدون قتال.
جلال أباد تستسلم
وقال مسؤول أفغاني في جلال آباد لرويترز: “لا توجد اشتباكات حالياً في جلال آباد لأن الحاكم استسلم لطالبان.. فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين”
فيما أكد مسؤول أمني غربي سقوط المدينة التي كانت واحدة من بضع مناطق رئيسية مجاورة للعاصمة كابول تسيطر عليها الحكومة.
من جهتها أعلنت حركة طالبان على وسائل التواصل الاجتماعي أنها سيطرت على المدينة.
مدن مشتتة
يشار إلى أنه إلى جانب كابول، لا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة، لكنها مشتتة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها أهمية استراتيجية كبيرة.
يذكر أن مقاتلي طالبان سيطروا مساء أمس السبت على مزار شريف، آخر كبرى مدن الشمال الأفغاني التي كانت لا تزال تسيطر عليها الحكومة.
وتعهد الرئيس الأفغاني أشرف غني، السبت، “إعادة تعبئة” القوات الحكومية، فيما تواصل طالبان تقدمها باتجاه مشارف كابول، حيث يُبدي سكان مخاوفهم مما قد تحمله الأيام المقبلة.
بايدن يتوعد طالبان
من جانبه أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس رفع عديد القوات الأميركية المرسلة إلى أفغانستان للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان إلى 5 آلاف عنصر.
وحذر بايدن حركة طالبان الزاحفة إلى كابول من عرقلة هذه المهمة، متوعداً إياها بـ”رد عسكري أميركي سريع وقوي” إذا ما هاجمت مصالح أميركية.