مانشيت الحكاية

سينا رجعت كاملة لينا| رحلة استعادة أرض الفيروز بالحرب والمفاوضات.. بدأت يوم 6 أكتوبر 1973 وانتهت برفع العلم المصري على كامل أراضيها في 25 إبريل 1982

يحتفل المصريين هذه الأيام بذكرى نصر أكتوبر، وبداية رحلة استعادة أغلى جزء على أرض مصر، أرض الفيروز، سيناء الغالية، من العدو الإسرائيلي، وبدأت الرحلة بالعبور يوم 6 أكتوبر 1973 في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وانتهت باستعادة آخر جزء بالمفاوضات في 25 إبريل 1982 في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.

وحل أول أمس الخميس الذكرى التاسعة والأربعين على نصر السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، عندما رفع جيل أكتوبر العظيم النصر، راية الوطن على ترابه المقدس، عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن وهي سيناء.

وبعد الحرب استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف‏، وفي 19 مارس 1989، رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا المصرية.

رحلة تحرير سيناء

بدأت معركة استعادة الأرض من العدو الإسرائيلي، بالحرب تارة وبالدبلوماسية تارة أخرى، وأبلى في كلاهما المصريين بلاء حسنا، فبعد حرب أكتوبر، بدأت المفاوضات للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية عام 1974 وعام 1975، ثم بعد ذلك مباحثات “كامب ديفيد”، التي أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط، وبعدها تم توقيع معاهدة السلام “المصرية – الإسرائيلية” عام 1979.

بدأت المفاوضات على استعادة سيناء كاملة مرة أخرى، لكن بطريق المفاوضات بين الطرفين المصري والإسرائيلي، والمفاوض المصري حينها، كان يعلم أن إسرائيل لا تؤمن بالسلام، لكنها تماطل لتكسب مزيدًا من الوقت لنقبل سياسة الأمر الواقع، لكن المفاوض المصري كان يعي جيدا الأسلوب الإسرائيلي.

ويوم 22 أكتوبر عام 1973تم إصدار القرار رقم 338، والذي يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، بعد تكبيد مصر قوات العدو خسائر فادحة.

قبلت مصر القرار ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قرارًا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذي التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخولها في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذي أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.

 

مباحثات الكيلو 101

كانت مباحثات الكيلو 101 في شهري “أكتوبر ونوفمبر عام 1973″، وتم فيها الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع في 11 نوفمبر 1973 على اتفاق تضمن التزامًا بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى، واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة في إقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط.

 

اتفاقيات فض الاشتباك الأولى يناير 1974 والثانية سبتمبر 1975

في يناير 1974 تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومترًا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية.

وفي سبتمبر 1975، تم التوقيع على الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من أرض سيناء، ومن أهم ما تضمنه الاتفاق أن النزاع في الشرق الأوسط لن يحسم بالقوة العسكرية ولكن بالوسائل السلمية.

 

زيارة الرئيس السادات للقدس

 

زار الرئيس الراحل أنور السـادات، القدس في نوفمبر 1977، وذلك بعد الخطاب الشهير الذي ألقاهُ في مجلس الشعب المصري باستعداده للذهاب لإسرائيل من أجل السلام، وبالفعل قام السادات بزيارة إسرائيل، وألقى كلمة بالكنيست الإسرائيلي، طرح من خلالها مبادرته للسلام والتي تتكون من خمس أسس محددة يقوم عليها السلام وهي:

إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية التي احتلت عام 1967، وتحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته، وحق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة.

كما تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقًا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية.

 

اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل

وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية في 5 سبتمبر 1978، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق بين مصر وإٍسرائيل يوم 17 سبتمبر عام 1978، كما تم التوقيع على وثيقة كامب ديفيد في البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978، ويحتوي الاتفاق على وثيقتين هامتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي:

الوثيقة الأولى.. السلام في الشرق الأوسط

الوثيقة الثانية.. إطار الاتفاق لمعاهدة سلام

 

توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل

وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام اقتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل جميع قواتها المسلحة وأيضًا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.

 

مراحل استعادة سيناء كاملة

بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتي تقضي بانسحاب إسرائيلي كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء على النحو التالي:

في 26 مايو 1979، تم رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط “العريش / رأس محمد” وبدء تنفيذ اتفاقية السلام.

في 26 يوليو 1979، بدأت المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء، من “أبوزنيبة حتى أبو خربة”.

في 19 نوفمبر 1979، تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.

في 19 نوفمبر 1979، تم الانسحاب الإسرائيلي من منطقة “سانت كاترين ووادي الطور”، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.

‏25‏ أبريل ‏1982‏ تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى