تعتبر مسألة التعدد من أكثر القضايا التي تشغل بال المتزوجين والمسلمين عموما، ما بين شروط إباحته وتحريمه، وهو ما ناقشه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال حلقة اليوم من برنامج “الإمام الطيب”.
وقال شيخ الأزهر، إن التعبير بالخوف من عدم العدل في اليتيمات يدل على أن الظلم في التعدد ليس أقل جرمًا من ظلم اليتيمات، وأن مجرد الخوف من الظلم يكفي في حرمة الزواج، وليس بلازم أن يصل الزوج لدرجة التيقن، بل يكفي مجرد التخوف يصبح التعدد أو الزواج بثانية من الظلم الذي هو أكبر الكبائر”.
وأكد على أن تعدد الزوجات يصبح من الكبائر، في حالة مجرد الخوف من الظلم، موضحا أن “مجرد الخوف من الظلم يكفي لحرمة الزواج بثانية، وليس أن يصل لدرجة اليقين”، مضيفا: قدماء المفسرين نقلوا عن ابن عباس تفسيره “إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى، كذلك خافوا في النساء، لأنهم كانوا يتحرجون في الجاهلية في اليتامى ولا يتحرجون في النساء”.
وأضاف: العلماء اختلفوا في تفسير “خفتم”، إلا أن الغالب من العلماء يحملها على معنى مجرد الظن، وليس التيقن، ويقولون خفتم أي ظننتم، وهذا التفسير الصحيح، ويقول ابن عطية: “تفسير خفتم على باب الظن وليس اليقين”.
وتابع: ليس المقصود بالعدل ليس التسوية بين الزوجتين في النفقة والكسوة والمسكن فقط، بل في البشاشة وحسن العشرة، واللطف في القول، وكل ما يدخل تحت قدرته دون ميل القلب، ونقل القرطبي عن الضحاك في تفسير الآية “أي الميل والمحبة والعشرة والقسم بين الزوجات فواحدة فمنع الله من الزيادة التي تؤدي إلى ترك العدل في القسم وحسن العشرة”.