أخبار وتقاريرهام

شيخ الأزهر وتصريح ضرب الزوجة بين الهجوم الإعلامي ورسائل الدعم.. وصوت الأزهر: الكلام اجتزأ من سياقه لتشويه صورة الإمام الأكبر

تسببت إحدى حلقات برنامج “الحكاية” الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب في إثارة الجدل بسبب تصريحات ضيفه إسلام بحيري، وهجومه على شيخ الأزهر بسبب تصريحات سابقة عن ضرب الزوجة، وهو ما دفع صحيفة شيخ الأزهر للرد.

اقرأ أيضًا:

مبروك عطية لـ”إسلام بحيرى”: الأدب فضلوه على العلم يا أخى وشيخ الأزهر بدرجة رئيس وزراء

بدأت القصة بعد تصريحات إسلام بحيري مع الإعلامي عمرو أديب، والتي قال فيها:”مع كامل الاحترام والتقديس لشيخ الأزهر؛ كلامه خطأ وضد الدستور؛ ولا يوجد ما يسمى الضرب بشروط، وفكرة فتح الضرب لأن الزوجة ردت على زوجها يخلق دولة في الغابة وضد الدستور والدستور أقوى من أي مؤسسة في مصر”.

وبعد هجوم ضيوف برنامج الإعلامي عمرو أديب على شيخ الأزهر وانتقادهم لفتوى قديمة أعيد نشرها حول «تأديب المرأة»، شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة لدعم شيخ الأزهر، بعد إعادة تداول تصريحات أجاز فيها الضرب في حالة «النشوز والتكبر» ورفضه المساواة المطلقة بين الرجال والنساء في تصريحات سابقة.

تصريحات شيخ الأزهر عن ضرب الزوجة

قال أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في حلقة سابقة من برنامج «حديث شيخ الأزهر»، على التليفزيون المصري عام 2019، إنه ضرب الزوجة ليس فرضا أو سنة ولا مندوبا، لكنه أمر مباح لمواجهة الزوجة الناشز وكسر كبريائها وصولا للحفاظ على الأسرة من الضياع والتشرد، كما أكد أنّ الموضوع له ضوابط وشروط، وأن هذا المباح يمكن التغاضي عنه إذا ترتب على استعماله ضرر.

وأضاف شيخ الأزهر عن ضرب الزوجات: «هذا الموضوع أسيئ فهمه وظُلم القرآن والفقه الإسلامي الصحيح في هذه المسألة بسبب أن كلمة الضرب لها وقع ثقيل على النفس البشرية التي لا تقبل أن يضرب إنسان إنسانًا، وكذلك الإسلام لا يقبل أن يضرب إنسان إنسانًا، ولا أجد في أي أحكام أخرى في مسألة القتل مثل أن يجمع الشرع عقوبتين على القتل عقوبة في الدنيا وهي القصاص وعقوبة في الأخرة وهي معروفة جزاءه جهنم خالدا فيها».

وقال الإمام الطيب، إنّ الإسلام دين فطرة ومع الفطرة حيثما ذهبت، وكلمة ضرب يجب أن نفهمها على الضرب المُباح في حالة معينة باعتباره دواء لعلة طارئة يجب أن نفهمه فهما آخر بعيدا عن كلمة الضرب التي نتخيلها والتي للأسف كثير من الأسر الإسلامية تقع فيها.

وواصل شيخ الأزهر: «يُقال أنّ الزوج يضرب زوجته في الإسلام، ويفهم السامع أن هذا حق مطلق حينما يريد الزوج أن يضرب زوجته لأي سبب من الأسباب وهذا لم يقل به الإسلام ولم يقل به القرآن ولم يأت به الشرع وليس من المعقول أن تأتي به شريعة ولا نظام محترم، لكن الضرب أحيانا نستطيع أن نسميه رمز لجرح كبرياء المرأة، فالنشوز هو الكبر، وهناك نوع من النساء حتى لو كان قليل، لو استعمل معه هذا العلاج وهو الضرب الذي يرمز لكسر هذا الكبر طبعا مفيش عاقل يقول لا تستخدم هذا وإلا ستتمادى لهدم المعبد».

وأكد «الطيب»، أن كل الاتفاقيات التي نادت بالمساواة المطلقة، تأتي على جثة الأسرة، فهذه الحقوق المتاحة والمطلقة للمرأة أو الرجل أو المساواة المطلقة فإن الأسرة هي من ستدفع ثمنها، فالإسلام والعقول الحكيمة لا يمكن أن تفرط في الأسرة وإلا ستخرب الدنيا، فالحفاظ على الأسرة مقصد وهدف فإذا وضعته في كفة ووضعت رمزية الضرب أو الضرب الذي يوصل للمرأة رسالة أنها تكبرت أكثر من اللازم وأنها يجب أن تنكمش لتسير هذه الأسرة ولأضمن بقاء هذه الأسرة.

وتابع شيخ الأزهر قائلا: «من الذي يقول لا تجرح كرامة المرأة وتتشرد الأطفال والأسرة، هذا ليس تبريرا للضرب فهو أولا ليس الاختيار الأول وليس مأمورا به باعتباره واجب ولا فرض ولا سنة ولا مندوب هو يباح للزوج إذا وجد نفسه في مأزق من هذا النوع وتأكد أن هذه الوسيلة ترد الزوجة فيباح له أن يلجأ إليها وكأنه استثناء من أصل ممنوع».

 إسلام بحيري يهاجم شيخ الأزهر

وشن إسلام البحيري خلال مداخلته مع عمرو أديب هجوما على شيخ الازهر الذي قاله حول هذه المسألة، وقال البحيري إن رأي شيخ الأزهر مخالف للدستور والقانون، وأن كلامه خطأ وضد الدستور، ولا يوجد ما يسمى الضرب بشروط، مضيفا: “فكرة فتح الضرب لأن الزوجة ردت على زوجها يخلق دولة في الغابة وضد الدستور والدستور أقوى من أي مؤسسة في مصر”.

مبروك عطية يدافع عن شيخ الأزهر

وعقب تصريحات إسلام البحيري، خرج الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، في مقطع فيديو مصور على صفحته الرسمية مدافعًا عن شيخ الأزهر بعد هجوم البحيري عليه قائًلا: “إن قيمة الإمام الأكبر شيخ الإسلام بالنسبة لمصر وإلى جميع المسلمين على سطح الكرة الأرضية، كلمة باحث إسلامي كبيرة عليك، وأنت أولى بالضرب من الزوجة الناشز، فانت عيل لا صلة لك بالبحث ولا الكتابة الدينية”.

صوت الأزهر: التصريح اجتزأ من السياق

كما شنت صحيفة صوت الأزهر، الصادرة عن مشيخة الأزهر، هجوما على الإعلامي عمرو أديب، وخصصت ملفا لذلك أطلقت عليه “صحيفة المخالفات المهنية لإعلامي الترفيه في قضية ضرب الزوجات”.

وأوضحت صحيفة الأزهر، أن الإعلامي عمرو أديب أذاع أخبارا كاذبة عن تبني شيخ الأزهر للضرب، وروج شائعات عن وقوف الأزهر الشريف ضد صدور قانون لردع الضارب، لافتة إلى أن عمرو أديب شوّه رأي الإمام الأكبر وتجاهل قوله القاطع في تجريم العنف الأسري، و اجتزأ السياق لتصدير صورة غير صحيحة عن الأزهر وشيخه.

وأضافت أن عمرو أديب شجع على العنف الأسري بالإيحاء بأن ضرب النساء بلا عقوبة قانونية حاليا، وتوجد موافقة أزهرية عليه.

الأزهر: يتوجب على الزوج حسن معاشرة زوجته والمبالغة في إكرامها

أصدرت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بيانًا عقب جلستها التاسعة في دورتها الثامنة والخمسين بعدما ناقشت ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة إلى شيخ الأزهر تتعلق بموضوع (ضرب الزوجات)، وموقف الإسلام منه.

وأكدت اللجنة أنه من المعلوم شرعًا أن العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، وتوجب على الزوج أن يعاشـر زوجته بالمعروف، وأن يبالغ في إكرامها وحسـن عشرتها، كما قـال النبي ﷺ: (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)، ولهذا كان ضرب الزوجات محظورًا بحسب الأصل، ولا يجوز اللجوء إليه إلا إذا فرضته ضرورة إنقاذ الأسرة من الضياع بسبب نشوز الزوجة واحتقارها لزوجها بالتعالي عليه والتجاوز في حقه لتكون إباحته في تلك الحالة من باب اختيار أهون الشرين وأقل الضررين.

وتابعت اللجنة: إذا كان القرآن الكريم أشار إلى ذلك، وبيَّن حدود الإباحة في هذا التصرف، فإن السنة النبوية ضبطته بما يحقق حفظ الأسرة من الضياع وبما لا يمس كرامة الزوجة أو يترك في نفسها أثرًا منه أو الخروج على حدود العشرة التي أمر بها الشرع وأقرها القانون.

كما أوضحت اللجنة أنه إذا كان بعض الناس قد أساءوا استعمال المباح في هذا الموطن وغيره واستعملوه في حالة النشوز وغير النشوز دون استيفاء لشروطه أو تَحَسُّب لما يترتب عليه من آثار فيكون من حق ولي الأمر تقييد استعمال هذا المباح، ومن الممكن أن تُطرح قضية الضرب عمومًا كقضية اجتماعية عامة، وليس للزوجة الناشز فقط، ولكن بشكل مطلق، لأن الضرب إهانة تسبب للإنسان عُقدًا نفسية قد لا تفارقه حتى يدخل قبره.

وأشارت اللجنة إلى أنه لا مانع من أن نناقش قضية الضرب عمومًا بما يمنع هذا التصرف الشائن، وكما قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عندما أعلن ذلك منذ سنوات في برنامجه على القناة المصرية وعلى مدار حلقات قال فيها بالحرف الواحد: «أتمنى أن أعيش لأرى ضرب الإنسان جريمة يُعاقب عليها الضارب معاقبة المجرم».

مصطفى بكري يدعم شيخ الأزهر

وفي سياق متصل أعرب الإعلامي مصطفى بكري، عن تضامنه مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ضد ما وصفه بـ«الحملات التي تستهدف النيل منه» على خلفية تصريحات منسوبة له حول ضرب الزوج زوجته.

وقال مصطفى بكري خلال تقديم برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة صدى البلد، «أنحاز لشيخ الأزهر الشريف، لأنه نموذجا في الانتماء والحرص على الوطن والعقيدة، وما زل يتمسك بالقيم والمبادئ ولا شيء يمكن أن يؤثر فيه أو يجعله يتراجع.

وتابع مصطفى بكري، أن البعض يحاول النيل من شيخ الأزهر الشريف ومن مواقفه، لكنه لا يرد إلا على ما يرى أنه يستحق الرد، ويقف دوما حائط صد ضد كل ما يستهدف النيل من القيم والعقيدة، وإذا أردتم معرفة شيخ الأزهر انظروا إلى تسامحه مع المختلفين معه، لأنه رجل وسطي ونموذج للتسامح والتعايش وقبول الآخر.

المجلس القومي للمرأة: الاعتداء على المرأة جريمة

ومن جانبها قالت مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، إنه لا يوجد نية سليمة في ضرب الزوج لزوجته، معلقة: كلمة تأديب مش موجودة في الشريعة، واصفة الاعتداء على المرأة بأنه جريمة.

وأشارت مرسي، إلى أن قبول تعرض المرأة للعنف غير متوافق مع الشرع والقانون، حيث هناك مادة في الدستور تفيد أن الاعتداء على الإنسان جريمة يعاقب عليه القانون، مؤكدة أن إهانة المرأة وضربها لا يوجد به رأي ورأي آخر.

وأكدت أن هناك رفض جملة أو تفصيلا السماح بضرب الزوج لزوجته، معلقا: “يعني إيه تأديب الزوج لزوجته.. في أنهي فكر أن الزوج يربي مراته، هى خارجة من بيت اتربت فيه على يد والديها”، منوهة بأن العنف الأسري هو السبب الأول للطلاق.

موضوعات ذات صلة:

آمنة نصير: ضرب الزوج للزوجة قتل للمودة والرحمة والعشرة الطيبة

عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: ضرب النساء ثقافة عربية وليست شرعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى