حذر الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، من دعوات الانفلات الأخلاقي ونشر ظاهرة الشذوذ، مؤكدا أنَّ أزمة عالمنا المعاصر – في المقام الأول – “أزمة أخلاق” و”أزمة إلحاد”، وأن معظم الشرور التي يعانيها إنسان اليوم انبعاثات حتمية لهذه الأزمة الأم؛ التي دهمت الإنسان، وأطبقت على فكره وسلوكه.
جاء ذلك خلال لقاء فضيلته بقداسة البابا فرنسيس، وكبار رجال الكنيسة الكاثوليكية وعلمائها في عالمنا العربي، معربًا عن سعادته بالشراكة التي تجمع الكنيسة الكاثوليكية بمجلس حكماء المسلمين في مسيرة الأخوة الإنسانية التي انطلقت في مصر، مرورًا بدولة الإمارات العربية المتحدة، واليوم في مملكة البحرين الشقيقة.
وأكد الإمام الطيب أن هذا اللقاء هو محطة مضيئة في مسار حوار الأديان، الذي بدأه الأزهر والفاتيكان، وأثمر -ولا يزال يثمر- وعيًا جماعيًّا متناميًا بالتحديات التي تواجهنا، ويزرع الأمل في ولادة صحوة جديدة يستيقظ فيها الضمير العالمي ليقوم بدوره في مجابهة التحديات، لافتا إلى أنَّه لم يكن غريبًا أن نرى ظواهر هذا الانحراف في الواقع الأخلاقي والسلوكي في المجتمعات المفتوحة أولًا، ثم في الدعوات التي تحاول اليوم فرض هذا الانفلات المتمثل في نشر ظاهرة الشذوذ والجنس الثالث على مجتمعات محافظة يشكل الدين والأخلاق مكونًا رئيسًا وأساسًا في بناء حضارتها وثقافتها وتقاليدها، وكل ذلك يروج تحت لافتة “الحرية” و”حقوق الإنسان”، وفلسفة “الحداثة” و”التنوير”.
وبيَّن الإمام الطيب أن هذه الانحرافات الأخلاقية التي يحاول البعض فرضها، ما هي إلا حرية الفوضى والتدمير الخلقي، وهدم البناء الداخلي للإنسان، مشيرًا إلى أن ما يعانيه إنسان اليوم من آلام وما يواجهه من تحديات، ما هي إلا نتاج لما اقترفته يد الإنسان، وإقصائه للقيم الدينية والمبادئ الأخلاقية، وأن أزمة تغير المناخ هي أيضا من صنع الإنسان المنخلع وهي أثر من آثار “الأنانية” واقتصاد السوق والفلسفة الرأسمالية وخطابها الذي يقول: “اربح أكبر قدر ممــكن حتى لو بعت كل شيء”.