صفوت سليم يكتُب: خديعة القرن!
تحت ستار حقوق الإنسان والديمقراطية يرتكب الغرب جرائم مفجعة طوال العقود السابقة، ومع اشتعال الساحة بالعديد من الأحداث الجسام، تكشف لنا أن قضية الغرب الأولى هي دعم مصالح شبكة العلاقات الدولية، ومن لهم أنياب شرسة لتكبيل الدول المستهدفة، بذريعة التحرر من قبضة الحكم المغايرة لبوصلتها أو توجهاتها في الشرق الأوسط.
ورغم واجهة القصد، إلا أن التطبيق الفعلي لتلك التحركات على أرض الواقع يكشف لنا أننا إزاء نظام عالمي يتحين الفرصة لإحكام قبضته على الدول لخنقها.. أي دول تخرج من العباءة تكون هدفًا يُقصف ليلًا ونهارًا بوابلٍ من الشائعات تارة، أو بث روح الفزع عبر وسائل الإعلام المأجورة لتألب الشارع تارة أخرى.
وعلى سبيل المثال خلال العقد المنصرم، رأينا عن كثب أذناب الغرب تعيث فسادًا في الكثير من الدول، والتي دخلت في نفق مظلم واقتتال شعبي متعدد الجبهات والرؤى، حيث إن الكثير من البلدان، يرزحون أسفل مخططات غربية جهنمية لعدم عودتها عفية مرة أخرى، ويظهر ذلك جليًا على سبيل المثال لا الحصر في ليبيا والسودان، واللذان يشهدان اقتتالًا شعبيًا أهلك الزرع والضرع وأوجاعًا تفرد على مائدة لأخرى، ولا تجد بصيصًا من الأمل، أو بادرة لحل يؤكد أن آخر القتال ثمرة تثلج الصدور، وتضع الحرب أوزارها، وينعم أهلها بالسلام والأمان، مثل بلدان العالم.
نعم ما نعايشه الآن من عدم استقرار في الدول هو نتيجة طبيعية للسير وراء الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، والتي دخلت للمواطنين البسطاء عن طريق الديمقراطية الغربية الزائفة، خطوة من خطوات عديدة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، فلا اختلاف في أن يتوق الفرد للعيش في الديمقراطية، ولكن ذلك ما يروج من الغرب هو فخ وقعت فيه الكثير من الدول، وشعوبها تدفع الأثمان باهظة من عافيتها ومواردها ضريبة للحروب والصراعات بين أجنحة الحكم، والتي عندما تتصارع تفقد الدولة هيبتها ويقع المواطن فريسة للصراع الإيدلوجي.
عزيزي عندما ترى الغرب يحدثك عن الديمقراطية، يجب عليك أن تتحسس خطاك وتنظر على خريطة العالم ككل.. انظر في توقيت دخول الولايات المتحدة الأمريكية في خلاف طارئ أو مصطنع في الدولة المستهدفة، لن ترى خيرًا منها، ما يعني أن الديمقراطية الغربية تمثيلية كبرى، ولا تخدم سوى أهدافها من العالم، ولقد رأينا في الحرب المشتعلة في الداخل الفلسطيني كيف تم الحياد عن الحق، وانحازت لكيان صهيوني غاشم محتل لأرض منذ ما يزيد على 7 عقود، فأين الديمقراطية وحقوق الإنسان هنا؟!.. نعم إنها مسلسل لخداع المواطنين.
إذًا وجود ديمقراطية في الغرب حق يراد به باطل، بل يتم الزج بالمعنى في صراعات وتوجهات لإحداث تغيرًا في الدول.. والمقصود هو ميلاد لتابع جديد، ينضم لترسانة شبكة المصالح المشتركة، وهي الوسيلة لتمكين الشيطان الأكبر “مجلس إدارة العالم” من تلابيب البلاد، والتحكم في موارد العباد.. وهو الواقع الذي يستوجب أن نعيد صياغة جديدة لكيفية تطبيق الديمقراطية، ونأخذ منها ما ينفعنا ونبتعد عن التبعية، والعمل على حل الصراعات الداخلية في الدول، خاصة في أفريقيا بشكل داخلي والابتعاد عن الغرب وعدم السماع لأكاذيبه التي أرهقت بني الإنسان.. يجب أن نعود فالشعوب حقًا أضحت تعاني من خديعة القرن!