طالبان تواصل إحكام قبضتها على أفغانستان وتستولي على مدينة قندهار.. وزير دفاع بريطانيا يهدد بالعودة مجددا إلى كابول.. و3 آلاف جندي أمريكي يحاولون إنقاذ البلاد
تتسارع الأحداث فى أفغانستان بشكل لم يكن حتى أكثر المتشائمين يتوقعونه.
فبعد أن كانت تحذيرات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن سقوط البلاد فى يد طالبان مجددا يمكن أن يحدث فى غضون سنوات قليلة، فإن السقوط بات أقرب ربما فى غضون أشهر أو حتى أسابيع.
الاستيلاء على قندهار
استولت حركة طالبان اليوم الجمعة على مدينة قندهار، ثانى أكبر المدن فى أفغانستان، بحسب ما قال عضو البرلمان الأفعانى جول أحمد كامين لشبكة سى إن إن، مع مواصلة الحركة تقدمها السريع نحو العاصمة كابول.
وأوضحت “سى إن إن” أن قندهار، التى تقع جنوب البلاد كانت محاصرة من قبل طالبان على مدار أسبوعين، ويعتبر كثير من المراقبين سقوطها بداية النهاية للدولة التى ساندتها الحكومة الأمريكية.
وفى بيان لها اليوم، الجمعة، قالت طالبان إنها استولت على مكتب الحاكم ومقرات الشرطة، وأيضا مراكز عملياتية رئيسية أخرى عبر المدينة. وذكر بيان طالبان أنه تمت مصادرة أيضا مئات الأسلحة والحافلات والذخيرة.
وقال النائب كامين إنه وكثيرين آخرين قد توجهوا إلى قاعدة عسكرية قريبة من المطار الدولى بالمدينة، وينتظرون طائرة للخروج منها، وأوضح أن العديد من الجنود الحكوميين قد استسلموا بينما فر الباقون.
وزير الدفاع البريطاني: سنلجأ للتدخل العسكري
من جانبه، حذر وزير الدفاع البريطاني بن والاس حركة طالبان فى أفغانستان، قائلا: إن قواته يمكن أن تعود إلى هناك إذا شعر الخبراء أن تنظيم القاعدة سيعيد بناء نفسه بعد انسحاب القوات الدولية، لمنع البلاد من أن تتحول لبؤرة للإرهاب الذى يهدد العالم خاصة الغرب.
أضاف والاس خلال مقابلة تلفزيونية: “سأترك كل خيار مفتوحًا، إذا كانت لدى طالبان رسالة من المرة الماضية، تبدأ باستضافة القاعدة، تبدأ بمهاجمة الغرب، أو دول من هذا القبيل، يمكننا العودة.”
جونسون يستبعد التدخل العسكري
فى حين استبعد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إمكانية لجوء المملكة المتحدة للتدخل العسكري في أفغانستان، لمنع تحولها إلى قاعدة للإرهاب العالمي مجددا مع تنامي نفوذ حركة طالبان، وسيطرتها على مساحات واسعة في أفغانستان منذ انسحاب الجيش الأمريكي، واقترابها بشدة من العاصمة كابول.
وقال جونسون، عقب اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية “كوبرا”، إن المملكة المتحدة ستستخدم الحلول السياسية والدبلوماسية وميزانية المعونات الأجنبية، لضمان ممارستها الضغط قدر المستطاع بهذا الصدد”، حسب ما نقلت عنه صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية.
وأضاف: “أعتقد أن أي شخص في الحكومة بكابول سيعترف بأن الغرب والمملكة المتحدة لديهما مصلحة دائمة في ضمان عدم تحول أفغانستان لقاعدة للإرهاب العالمي”، مشيرا إلى أن فكرة الحل العسكري أو القتالي ليس حلّا نتّبعه في الوقت الحالي.
عزوف أمريكا عن الانسحاب
جاءت تصريحات الجانب الأمريكي بسحب قواتها منذ أيام من أفغانستان صادمة للبعض.
وبحسب تصريحات الصحف الأمريكية، اتخذت إدارة الرئيس جو بايدن قرارها، لأنها لم تكن تعتقد أن طالبان تستطيع بهذه السرعة السيطرة على البلاد.
وقد وجهت فى هذا الصدد اتهامات كثيرة الجانب الأمريكي بتحمله مسئولية مايحدث فى أفغانستان.
لكن سرعان ما تغيرت الأوضاع، وأصدرت وزارة الدفاع الأمريكي قرارا اليوم، يفيد بأن 3 آلاف مقاتل سيصلون أفغانستان نهاية الأسبوع الجاري، بسبب تطورات الأوضاع وسيطرة طالبان على معظم أفغانستان فى غضون أيام.
وصرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الامريكية جون كيربي أن معظم القوات الإضافية التى من المقرر نقلها إلى أفغانستان، للمساعدة في عمليات الإجلاء والنقل من هناك ستصل البلاد بحلول نهاية الأسبوع.
وأضاف: “رأينا حركة طالبان تتقدم على مستوى الولايات قبل أن يتخذ الرئيس بايدن قراره”
وأكد كيربي، أن القوات المتواجدة في أفغانستان حاليا تواصل توفير الأمن فى مطار كابل والسفارة الأمريكية، قائلا: “تعمل قواتنا على توفير الأمن في مطار كابل وسفارتنا في أفغانستان”.
وأضاف: “عدد من القوات الأمريكية الإضافية وصل بالفعل إلى أفغانستان”، مشيرا إلى أن فريق الأمن القومى أطلع بايدن على جهود تخفيض عدد المدنيين الأمريكيين في أفغانستان، ومؤكدا أن ثلاثة آلاف من القوات ستصل مع نهاية الأسبوع إلى هناك.
وفي نفس السياق، قال مسؤول في البيت الأبيض إنه برغم سرعة تقدم حركة طالبان في أفغانستان، إلا أن الحضور الكافي للجنود الأمريكيين في القواعد القريبة والمقرر إرسالهم إلى أفغانستان هذا الأسبوع، يُظهر أن الإدارة الأمريكية خططت لجميع الحالات الطارئة، بما في ذلك تقدم سريع لـطالبان.
وأضاف المسؤول، حسبما نقلت قناة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية، اليوم الجمعة، أن فريق الأمن القومي الأمريكي سوف يُطلع الرئيس جو بايدن بشكل منتظم، نهاية هذا الأسبوع، على آخر التطورات في أفغانستان أثناء وجوده في منتجع كامب ديفيد لقضاء العطلة.
وأكدت القناة الإخبارية الأمريكية أن الرئيس بايدن لن يعدل عن قرار الانسحاب من أفغانستان، حتى مع تقدم حركة طالبان بشكل سريع أكبر مما توقعته الولايات المتحدة.