“سُِبًْحًَآنَِ آلََّذِِيَٓ أَسِْرَيَٰ بًِعٌَبًْدٍِهِّ لََيَْلًَآ مًِنَِ آلَْمًَسِْجِّدٍِ آلَْحًَرَآمًِ إِلََيَ آلَْمًَسِْجِّدٍِ الأقصى آلََّذِِيَ بًَآرَکْْنَِآ حًَوٌْلََهُّ لَِنُِرِيََهُّ مًِنِْ آيََآتٌِنَِآٓ إِنَِّهُّ هُّوٌَ آلَسَِّمًِيَعٌُ آلَْبًَصِّيَرُ”، بدأت منذ ساعات ليلة الإسراء والمعراج بفضلها العظيم التي كانت مثابة هدية روحانية من الله -عزوجل- ليزيح بها الحزن عن قلب نبيه بعد عام الحزن.
ففي ليلةٍ مباركةٍ من رجب، أزاح الله -عز وجل- حزن نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، واصطحبه في رحلةٍ إلهيةٍ خالدة، من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ثم عرج به إلى السموات العلى.
اقرا أيضا:-
ليلة الاسراء والمعراج.. دار الإفتاء تكشف موعدها وفضلها
الإسراء والمعراج رحلةٌ عبر الزمان والمكان
لم تكن رحلة الإسراء والمعراج مجرد حدثٍ عادي، بل كانت معجزةً إلهيةً فاقت الخيال، حيث تحدّت قوانين الزمان والمكان، وبرهنّت على قدرة الله -عز وجل- وعظمته.
ورغم ثبوت هذه الرحلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إلا أنّ البعض حاول إنكارها، ونسج حولها رواياتٍ مختلفة، ممّا أثار الجدل بين المؤمنين والمشككين.
رحلةٌ غنيةٌ بالدلالات
وتُعدّ قصة الإسراء والمعراج رحلةً غنيةً بالدلالات والعبر، فهي تُؤكّد على قدرة الله -عز وجل- وعلمه وحكمته، كما تُظهر عظمة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومكانته عند الله -عز وجل-.
مراحل الرحلة
• الإسراء:
بدأ الإسراء من المسجد الحرام، حيث شقّ جبريل -عليه السلام- صدر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وغسله بماء زمزم، ثم أركبه على البراق، وعرّج به إلى المسجد الأقصى، حيث صلى بالأنبياء.
• المعراج:
من المسجد الأقصى، عرج بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السموات العلى، حيث التقى بالأنبياء في كل سماء، ورأى من آيات الله الكبرى، مثل سدرة المنتهى، والجنة، والنار، وذلك لقوله -عز وجل- في كتابه العزيز:”وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ*لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ”.
بدأ المعراج من الصخرة المشرفة، حيث حمل جبريل -عليه السلام- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على جناحه ليصعد به إلى السماء الدنيا.
عبور السماوات السبع
ارتقى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مع جبريل -عليه السلام- عبر السماوات السبع، متجاوزًا كلّ حجابٍ وفَتْحٍ، مُطّلعًا على عجائبِ كلّ سماءٍ، ولقائه بالأنبياء في كلّ سماءٍ.
ووصل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى سدرة المنتهى، تلك الشجرة العظيمة التي تُعدّ منتهى غاية الخلق.
وتقدّم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى الحجاب، حيث فرض الله -عز وجل- عليه وعلى أمته خمسين صلاةً في اليوم والليلة.
وأدخل جبريل -عليه السلام- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى الجنة، فرأى من نعيمها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ثم عرض عليه النار، فنظر في عذابها وأغلالها.
وصعد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مع موسى -عليه السلام- إلى ربه، يطلب التخفيف في عدد الصلوات، فخفّف الله -عز وجل- عنه عشرةً، ثم عشرةً أخرى، حتى جعلها خمس صلوات في اليوم والليلة.
وعاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى مضجعه في مكة المكرمة، وكلّ ذلك في ليلةٍ واحدةٍ.
عِبرٌ ودروسٌ
تُلهمنا قصة الإسراء والمعراج العديد من العِبر والدروس، أهمها:
- الإيمان بالله -عز وجل- وقدرته: تُؤكّد الرحلة على قدرة الله -عز وجل- وعظمته، حيث تحدّت قوانين الزمان والمكان.
- الصبر على الشدائد: واجه النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الشدائد، لكنه لم يُيأس، بل صبر وثابر حتى أزاح الله عنه الحزن.
- الأمل والثقة في الله: تُعلّمنا الرحلة أهمية الأمل والثقة في الله -عز وجل-، فهو قادر على تغيير الأحوال من سيء إلى جيد.
- الإيمان بالغيبيات: تُؤكّد الرحلة على وجود الغيبيات، مثل الجنة والنار، وأنّ الله -عز وجل- يُطلع من يشاء على ما يشاء من آياته
أخبار ذات صلة:
كيفية اغتنام ليلة الإسراء والمعراج.. دار الإفتاء توضح
تابعونا على صفحات موقع الحكاية الرسمية