عاشوا رجالًا واستشهدوا أبطالًا| الذكرى الخامسة لمعركة كمين البرث.. قصة صمود منسي وشهداء الكتيبة 103 صاعقة أمام أعداء الدين والوطن
في مثل هذا اليوم منذ 5 سنوات رفض البطل الشهيد أحمد منسي وزملائه التخلي عن المعركة أو الاستلام، واستبسلوا في الدفاع عن الكمين، وسيظل التاريخ مخلدا ذكراهم، وستظل أسمائهم محفورة في قلوب المصريين، وسوف تتناقل الأجيال بطولاتهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وسوف يتحدثون عن بطولات “جنود الله في الأرض”، ضد من كان يريد الدمار والخراب لهذا الوطن في ملحمة البرث.
اقرأ أيضًا:
وقد أحيا المصريون اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد شهداء أبطال وجنود الجيش كمين أو معركة البرث، الذي قام بقيادة الشهيد البطل أحمد صابر منسي، الذي توفته المنية في مثل هذا اليوم الـ 7 من شهر يوليو الجاري لعام 2017 واستشهد معه جنود وأبطال الجيش المصري البواسل.
بطولة معركة البرث
بدأت معركة البرث في تمام الرابعة فجر يوم 7 يوليو 2017، حيث بدأ الهجوم بواسطة 150 مقاتل و12 عربة كروز محملة بالسلاح بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بي جي وقذائف هاون ومدافع جرينوف وقنابل يدوية ومفخخات.
واقتحمت إحدى السيارات المفخخة التي تم تدريعها جيدا وتمويهها داخل إحدى المزارع، كمين “البرث” برفح، فتعاملت معها قوات الكمين، ولكن لشدة تدريعها انفجرت قرب الكمين، وخلال دقيقة كانت بقية القوات في أماكنها ترد على الإرهابيين.
ولم تكن أجواء “البرث” هادئة كعادتها، بل كانت مُشتعلة بصيحات الله أكبر التي كان يُرددها شهداء الكتيبة 103 صاعقة، خلال مواجهتهم مع العشرات من العناصر التكفيرية والإرهابية، بالإضافة إلى السيارات المفخخة التي كانت تستهدف أبطال الجيش المصري.
وكان الهدف الرئيسي للعناصر الإرهابية والتكفيرية هو العقيد أحمد منسي، الذي استطاع أن يقضي على العشرات من العناصر التكفيرية والإرهابية في شمال سيناء، منهم قيادات مهمة داخل صفوف التنظيم الإرهابي، لذلك، أصبح “منسي” هدفاً لخوارج العصر في شمال سيناء.
منسي أيقونة القوة والشجاعة والإنسانية
منسي لم يكن مقاتلا من طراز فريد فقط، ولم يكن مجرد قائد كتيبة وأحد أبطال الصاعقة المصرية، بل كان أيقونة في القوة والشجاعة والإنسانية، ولا يشغله سوى شيء واحد، وهو الوطن، الوطن الذي لا تعترف به جماعات الضلال والتخريب.
ولد الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، في مدينة منيا القمح، بمحافظة الشرقية، عام 1978، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ثم عمل ضابطًا بوحدات الصاعقة، كما خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وهي وحدة العمليات الخاصة للصاعقة المصرية التابعة للقوات المسلحة.
التحق “منسي” بأول دورة للقوات الخاصة المعروفة باسم الـ “SEAL” عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية “دورة أركان حرب” من كلية القادة والأركان وتولى الشهيد قيادة الكتيبة 103 صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
ملحمة البرث وصمود المنسي وأبطاله
صدرت الأوامر للشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي، بالتوجه إلى رفح، لقطع الإمدادات واللوجستيات على العناصر الإرهابية والتكفيرية، وبالفعل، فقد ذهب “منسي” ورفاقه لتنفيذ مهمتهم، واتخذوا من أحد المواقع في منطقة البرث، تمركزا لهم ونقطة انطلاق لهم، وفي فجر 7 يوليو من عام 2017، اقتحمت “سيارة مفخخة”، تم تدريعها تدريعا عاليا جدا، حاجزًا أمنيًا، قبل قوة تمركز كتيبة منسي ورفاقه، وذلك بهدف تشتيت قوات الأمن، وبعدها، قامت العناصر الإرهابية، بعملية الهجوم على الشهيد أحمد منسي، وأبطال القوات المسلحة المتواجدين معه.
استخدمت العناصر الإرهابية في هجوم “البرث” سيارات مفخخة، بهدف اختراق الحواجز والتحصينات المحيطة بالتمركزات المستهدفة، وذلك عبر إحداث موجة انفجارية هائلة، تركز على هدم الموقع الذي كان يتمركز فيه الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي ورفاقه، والهجوم عليه من عدة جهات مدروسة عبر قذائف الهاون والـ “آر بى جي”، فى ظل عجز العناصر الإرهابية عن المواجهة المباشرة مع القوات المتمركزة.
وكانوا حقا خير أجناد الأرض، فقد تعامل أبطال القوات المسلحة، مع السيارة المفخخة، دون خوف، لكن لشدة تدريعها، انفجرت قرب الكمين، وبعدها بلحظات كان هناك عدد من سيارات الدفع الربع، مُحملة بالعشرات من العناصر الإرهابية والتكفيرية، مُحملين بالأسلحة المختلفة، قاموا بتطويق التمركز الأمني بالكامل، والاشتباك مع عناصر القوات المسلحة التي كانت مُتمركزة.
وحاول عشرات الإرهابيين احتلال التمركز الأمني، لكن أبطال القوات المسلحة كان لهم رأي غير ذلك، ودارت معركة شرسة استمرت فترة طويلة، أظهر فيها أبطال الجيش ملحمة بطولية فى هذا اليوم، حيث قاتلوا وردوا على الهجوم الإرهابي بكل قوة وشجاعة وثبات وقد آتت قوات الدعم إلى أبطال الكتيبة 103 صاعقة بمنطقة «البرث» في رفح، وأثناء مجيء قوة الدعم، تم قتل عشرات التكفيريين على يد الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي وأبطاله من ضباط وجنود القوات المسلحة.
أهمية منطقة البرث الاستراتيجية
تعتبر منطقة البرث إحدى المناطق الاستراتيجية الواقعة في مدينة رفح، وطبيعة مهامها تتركز على قطع الدعم اللوجستي عن العناصر الإرهابية والتكفيرية، ويعيش في المنطقة قبائل الترابين والسواركة والرميلات.
استشهاد العقيد أحمد منسي
استشهد البطل العقيد أحمد منسي نتيجة إصابته بطلقة رصاصة، حيث كان “منسي” فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان الشهيد “منسي” في تلك اللحظات يطلق النيران على العناصر الإرهابية من فوق سطح المبنى للدفاع عن التمركز الخاص به وللدفاع عن باقي زملائه من ضباط وجنود القوات المسلحة.
شهداء أبطال الكتيبة 103 صاعقة
1-النقيب أحمد الشبراوي
2-النقيب خالد محمد كمال حسين المغربي
3-الملازم أحمد محمد حسين شاهين
4-الشهيد محمد صلاح محمد:
5-الشهيد أحمد العربي مصطفى:
6-الشهيد محمد محمود محسن
7-الشهيد فراج محمود:
8-الشهيد مؤمن رزق أبو اليزيد:
9-الشهيد علي علي السيد:
10-الشهيد محمد إسماعيل رمضان:
11-الشهيد محمد رجب السيد عبد الفتاح:
واستشهد أيضًا في كمين البرث، البطل جندي “محمد صلاح الدين جاد عرفات”، والبطل جندى “محمد عزت إبراهيم إبراهيم”، والبطل سائق “عماد أمير رشدي يعقوب”، والبطل جندي “أحمد محمد علي نجم”، والبطل جندى “على حسن محمد الطوخى”، والبطل جندى “محمود صبرى محمد”، والبطل جندي “محمد محمود فرج”، والبطل مندوب مدني “صبرى”.
موضوعات ذات صلة:
أرملة البطل أحمد منسى تحيى ذكرى استشهاده: أبطال البرث الله يرحمهم كلهم
بطل معركة البرث.. أحمد منسى مع زوجته وأطفاله فى لحظات أسرية بذكرى استشهاده
“الحكاية” يحيي ذكرى موقعة البرث.. رجال قدموا حياتهم فداءً للوطن