عيد الفطر المبارك| طقوس وعادات احتفالات المصريين على مر العصور.. الكحك والعيدية وزيارات الأهل قاسم مشترك من قديم الزمان.. وإطلاق مدافع القلعة أيام العيد الثلاثة في عصرالدولة العثمانية
يتفنن المصريون في المناسبات والأعياد بطقوس الاحتفال الخاصة بهم، وتختلف طقوس وعادات الاحتفال بـ عيد الفطر المبارك من دولة لأخرى، إلا أن مصر والمصريين لهم طقوسهم المميزة التي استمدوها من احتفالات الأجداد، وأضاف لها كل عصر حسب العادات السائدة والإمكانيات المتاحة، ولكن الأكيد أن طقوس المصريين على مر التاريخ مميزة ومبهجة ومختلفة عن باقي الدول.
اقرأ أيضًا:
تحتفل مصر اليوم بثاني أيام عيد الفطر المبارك، حيث عمت الفرحة وجوه الجميع بمختلف محافظات الجمهورية، ولعل أبرز طقوس احتفال المصريين الضاربة في جذور التاريخ في صناعة الحلويات مثل كعك العيد وهو ما يتم بأشكال زاهية ومختلفة، تعبر عن الفرح بقدوم العيد ويقدم للأهل والأقارب أثناء الزيارات.
ويحتفل المصريون بعيد الفطر المبارك، وسط أجواء من السعادة تسود جميع الأسر، التي تحتفل بتلك المناسبة عبر طقوس وعادات تتوارثها جيلا بعد جيل، ونستعرض معكم فيما يلي أبرز طقوس احتفال المصريين بعيد الفطرالمبارك، على مر العصور المختلفة.
أبرز عادات المصريين في أيام عيد الفطر المبارك
صلاة العيد
يقبل المصريون على صلاة العيد بشكل كبير في المساجد والساحات الكبيرة، احتفالا بعيد الفطر، فنجد الآباء والأمهات يصطحبون أطفالهم في الصباح الباكر لأداء صلاة العيد، وسط حالة من البهجة، فضلا عن الحرص على ارتداء الملابس الجديدة التي اشتروها خصيصا لهذه المناسبة، ويبدأ المصلون بعد الصلاة بتوزيع الحلوى والألعاب والزينة على الأطفال عقب أداء الصلاة.
كحك وحلوى العيد
ويعد الكعك والبسكويت من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد في مصر، وترجع أصوله إلى عصر الفراعنة، فهم أول من عرفوه، وفى التاريخ الإسلامي، يرجع تاريخ كعك العيد إلى الطولونيين، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها (كل واشكر)، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
العيدية ورسم البهجة على وشوش الأطفال
تعد العيدية أبرز الطقوس الحميمة لدى المصريين، فعقب أداء الصلاة في المساجد والساحات والميادين، يتبادل المسلمون التهاني بالعيد، وتبدأ مظاهر الاحتفال بتوزيع “العيدية” والهدايا على الأطفال تحديدا، كنوع من رسم البهجة والابتسامة عليهم.
أفراح المصريين تكثر في العيد
يحرص عدد كبير من المصريين على إقامة الأفراح والمناسبات عقب الأعياد، سواء عيدالفطر أو عيد الأضحى، كنوع من إضفاء المزيد من البهجة والفرح على هذه الاحتفالية.
زيارة المقابر
تعتاد بعض الأسر المصرية على الذهاب للمقابر، في أيام الأعياد، للترحم على أمواتهم، وقراءة بعض الآيات القرآنية، وتوزيع الصدقات الجارية على الفقراء والمحتاجين.
زيارات الأهل وصلة الرحم
من أهم المظاهر والعادات الموروثة التي تقوم بها الأسر المصرية في أيام العيد، هي زيارة الأهل، ويعتبرون العيد فرصة جيدة للتقارب بين بعضهم البعض.
احتفالات المصريين بعيد الفطر على مر العصور
تنوعت عادات وتقاليد المسلمين في مصر بعيد الفطر على مر العصور، بما يتناسب مع خصوصية كل فترة وما بها من مقومات اجتماعية وثقافية، ويستعرض معكم موقع الحكاية أجواء احتفالات العيد خلال تلك العهود الماضية.
الدولة الطولونية
أشهر ما يميز الاحتفال بالعيد في عصرالدولة الطولونية هو الكعك، حيث كانت تصنع في قوالب منقوشة عليها “كل واشكر”، وكان الوزير أبو بمر المادرالي بهتم صناعة الكعك في العيد، حيث كان يحشوه بالذهب.
الدولة الفاطمية
حرص الفاطميون على صناعة وعمل الكعك والغريبة والبيتى فور والبسكويت والمعمول وغيرها من حلويات العيد المختلفة، وهي المأكولات التي ظلت موجودة حتى وقتنا الحاضر، وقد تميز الاحتفال بالعيد في مصر بخصوصية كبيرة خلال ذلك العهد حيث كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة وإقامة الموائد الضخمة في قصر الخلافة، حيث أنشئ لذلك الغرض مطبخ لصناعة الحلوى أطلق عليه “دار الفطرة”، في عهد الخليفة العزيز بالله.
العصر المملوكي
وخلال حكم المماليك أخذت العيدية الشكل الرسمي وأطلقوا عليها الجامكية وكانت تقدم على شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية ويحيط به الكعك والحلوي، وتقدم العيدية من السلطان إلى الأمراء وكبار رجال الجيش وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها.
العصر العثماني
وفي الدولة العثمانية كانت مدافع القلعة تطلق أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلوات الخمس، وفي اليوم الأول يذهب أمراء الدولة وكبار رجالها إلى القلعة في موكب حافل ثم يتجهون لجامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لتهنئة الباشا.
وفي اليوم الثاني تقدم القهوة والحلوي والمشروبات وتفوح رائحة البخور في القلعة التي ينزل الباشا إليها للاحتفال الرسمي بالعيد في “الجوسق” المعد له والذي فرش بأفخر الوسائد والطفافس، ويتقدم للتهنئة الأمراء الصناجق “كبار البكوات المماليك” و”كبار الضباط” و”الانكشارية” كما يأمر الباشا بالإفراج عن بعض المساجين.
العصر الحديث
ونجد أن أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك في عصرنا الحالي هي العيدية والمراجيح والملابس الجديدة والكعك، وزيارة الأماكن الترفيهية كالحدائق والسينما والملاهي وكذلك الالتقاء بالأصدقاء، وزيارة الأقارب وتبادل التهاني أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد والتي يضاف إليها استخدام الألعاب النارية داخل المناطق الشعبية وغيرها من المناطق فضلا عن الخروج للتنزه وغيرها.
موضوعات ذات صلة: