غرق الإسكندرية.. اليونسكو يحذر مجددا والأمم المتحدة تحدد الموعد… ما القصة
انتفضت دول العالم مؤخرا لمواجهة التغيرات المناخية، بعدما انتبهت لكونها الخطر الأكبر الذى يواجه الحياة على سطح كوكب الأرض، وتسبب في كوارث طبيعية “غير مسبوقة”، تهدد الوجود البشرى والحياة على كوكب الأرض، وصل لتهديد مدن بأكملها، من بينها تكهنات ب غرق الإسكندرية.
اقرأ أيضا:
وزير الري: التهديد بغرق الإسكندرية حقيقي لكن الدولة تنفذ مشروعات كثيرة لحماية الشواطيء
وغي هذا الصدد، حذرت منظمة اليونسكو من تعرض المدن الساحلية في البحر المتوسط ومن بينها الإسكندرية لخطر حدوث موجات تسونامي بحلول العام 2030، مؤكدة أن خطر حدوث تسونامي كبير على المدن الساحلية، في غضون الثلاثين عامًا القادمة، يقارب 100%.
ويستعرض موقع الحكاية معكم في التقرير التالي، تفاصيل توقعات غرق مدينة الإسكندرية ومتى بدأت التحذيرات، وجهود الدولة لمواجهة التغيرات المناخية
تحذيرات من غرق مدينة الإسكندرية
في عام 2021 بمؤتمر المناخ الذي عقد في بريطانيا، حذر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، من اختفاء أكثر من مدينة إذا لم يتم التصدي إلى التغيّر المناخي، من بينها مدينة الإسكندرية.
وقال جونسون خلال كلمته في قمّة الأمم المتحدة للمناخ السابقة، التي استضافتها مدينة جلاسكو الاسكتلندية، إن مدن مثل ميامي، والإسكندرية وشنغهاي، كلها ستضيع تحت الأمواج إذا ارتفعت درجة الحرارة 4 درجات مئوية إضافية عن المُعدّل العالمي، على حدّ تعبيره، محذرا من الاستمرار في كل ما يتسبب في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما يرفع درجة حرارة كوكب الأرض.
وأكد بوريس جونسون أن “نهاية العالم أصبحت قريبة، وعملية ضخ الكربون في الهواء متسارعة. علينا الإسراع في اتخاذ التدابير لمواجهة التغيرات المناخية”.
وأضاف: “استمعنا إلى العلماء وعلينا ألا نتجاهلهم. مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين نخاطر بالإنتاج الغذائي والجراد سيجتاحنا، وإذا ارتفعت درجة الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية فقد تتزيد أعداد الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر”.
اليونسكو تحذر من غرق الإسكندرية
ومن جانبه حذر الدكتور بدوي رهبان، خبير الكوارث الطبيعية وتغير المناخ ومدير الحد من الكوارث الطبيعية في اليونسكو سابقا من أن مدينة الإسكندرية قد تغرق، لافتا خلال تصريحات إعلامية، إلى أن مصر معنية بأزمة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه على الشواطئ، التي تهدد مدينة الإسكندرية بالغرق.
وأشار الخبير إلى أن بعض المدن في الصين مهددة بالغرق أيضا بسبب التغيرات المناخية، كما لفت إلى أن خبراء المناخ قالوا إن دول شرق البحر المتوسط قد تشهد أعاصير قوية خلال الفترة المقبلة، بسبب التغيرات المناخية.
الأمم المتحدة تحذر من خطر التغيرات المناخية
وحذرت الأمم المتحدة هذا العام من زيادة درجات الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ وظاهرة النينيو الطبيعية، وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إنه هناك توقعات بسلسلة من الأحداث المناخية القاسية مثل الفيضانات والأعاصير وموجات الحر التي تضرب العالم في الأشهر المقبلة.
غرق الإسكندرية 2050
والتقطت صورة لمدينة الإسكندرية في 31 أكتوبر 2022، تظهر كتل خرسانية مثبتة لكسر أمواج البحر المتوسط قبالة قلعة قايتباي بمدينة عروس البحر التي يهددها الغرق بسبب أزمة التغيرات المناخية، ما يثير مخاوف حول مصير الإسكندرية، والشكوك والتساؤلات حول التوقعات التي تشير إلى احتمالية غرق الإسكندرية بحلول عام 2050.
وكانت الأمم المتحدة أوضحت في تقرير لها أن ثلث الإسكندرية سيصبح تحت الماء، أو غير صالح للسكن بحلول عام 2050، ما يدفع ربع سكانها البالغ عددهم 6 ملايين نسمة على ترك منازلهم، والتي قد لا تنجو آثارها وكنوزها من خطر الغرق، موضحة أن مئات السكان من أهالي الإسكندرية اضطروا خلال الفترة من 2015 وحتى 2020، إلى هجر منازلهم التي اختلت جدرانها بفعل زحف المياه والسيول، فكل عام تغرق المدينة بأكثر من ثلاثة مليمترات.
وتوقع التقرير، ارتفاع مستوى البحر الأبيض المتوسط مترًا واحدًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وفقًا لأسوأ توقعات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، ويقول خبراء الأمم المتحدة إن مستوى البحر الأبيض المتوسط سيرتفع أسرع من أي مكان آخر في العالم تقريبًا، ومن شأن هذا، وفق اللجنة أن يغرق “ثلث الأراضي الزراعية عالية الإنتاجية في دلتا النيل، وكذلك “مدنًا ذات أهمية تاريخية مثل الإسكندرية”.
ارتفاع منسوب البحر وغرق مدن مصرية بحلول 2050
وكان قد توقع تقرير التنمية البشرية لعام 2021 الصادر عن وزارة التخطيط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن بحلول عام 2050 “قد يرتفع منسوب البحر المتوسط بمقدار متر واحد نتيجة الاحترار العالمي، ما ينتج عنه.. أن يتم غمر بعض المدن الصناعية والمدن ذات الأهمية التاريخية مثل الإسكندرية ودمياط ورشيد وبورسعيد”.
وفي حال ارتفاع منسوب البحر بمقدار نصف متر، “قد تغرق 30% من مدينة الإسكندرية، ما سيؤدي إلى نزوح ما يقرب من 1.5 مليون شخص أو أكثر”، بحسب التقرير. كما يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى فقدان 195 ألف شخص وظائفهم.
جهود الدولة لمواجهة التغيرات المناخية
أنشأت الدولة حواجز خرسانية على بعد عدة كيلو مترات من شاطئ البحر، بحيثُ تحد من مستوى سطح البحر، لكن سقطت أمطار صيفية بسوريا ولبنان والعراق جراء التغيرات المناخية مما ينذر بكارثة ليست فى مصر فقط بل على مستوى العالم، ووضعت الدولة خطة استراتيجية لعام 2050 من أجل مواجهة التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها للتكيف مع ظروف مصر المناخية.
وخصصت الحكومة المصرية مبلغاً يزيد على 120 مليون دولار لإقامة حواجز خرسانية ومصدات أمواج على طول الواجهة البحرية في الإسكندرية، المعروفة باسم “الكورنيش”.
موضوعات ذات صلة:
محمد الباز: الكلام عن غرق الإسكندرية مش هزار والخطر يقترب
أسعار شواطئ الإسكندرية وقرار جديد بشأن النخيل بعد حوادث الغرق (فيديو)