فتاوى تشغل الأذهان| لماذا يحتفل المسلمون بيوم عاشوراء؟.. حكم صيامه منفردا.. وهل يجوز صيامه بأكثر من نية؟.. وحكم صيام عاشوراء يوم الجمعة
فتاوى تشغل الأذهان، حرصًا من موقع الحكاية على تقديم كل ما يهم القارئ، نستعرض معكم في التقرير التالي، عددا من الفتاوى الدينية التي شغلت الأذهان خلال الفترة الماضية، وردود الجهات المختصة وأهل العلم، أبرزها، لماذا يحتفل المسلمون بيوم عاشوراء؟، فضل صيام يوم عاشوراء، حكم صيام يوم عاشوراء منفردا، هل يجوز صيام عاشوراء بأكثر من نية؟، حكم صيام عاشوراء يوم الجمعة.
اقرأ أيضًا:
الأدعية المستحبة يوم عاشوراء ..”اللهم إني أسألك الجنة واستجير بك من النـ.ـار”
فتاوى تشغل الأذهان
لماذا يحتفل المسلمون بيوم عاشوراء
يتساء الكثيرين عن سبب احتفال المسلمون بيوم عاشوراء، ويحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، في العاشر من محرم كل عام بـ يوم عاشوراء، باعتباره اليوم الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام وجماعته، وأغرق فرعون وقومه الظالمين.
ويحتفل أهل السنة،بيوم عاشوراء باعتباره سنة مستحبة عن النبي صلي الله عليه وسلم، حيث يُقال أنه عندما دخل الرسول المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم، فسأل عن السبب، فقيل له لأن الله أنجى فيه موسى عليه السلام من الغرق.
وقيل أيضًا، أن سيدنا موسى كان يصومه شكرًا لله وهما يفعلون مثلما فعل، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم، نحن أولي وأحق بموسي منكم فصامه وأمر بصيامه.
وقال صلى الله عليه وسلم “لو عشت إلى العام المقبل، لأصومن تاسوعاء وعاشوراء”، وذلك حتي يخالف اليهود في صيامهم، ولهذا يحرص المسلمون السنة على صيام التاسع والعاشر من شهر محرم في كل عام، ومن العادات المصرية للاحتفال بهذا اليوم، هو طبق عاشوراء، الذي يتم صنعه من حبوب القمح والسكر، واللبن، مع إضافة بعض المسكرات.
ومن جانبه، قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن يوم عاشوراء يوم من أيام الله وورد الاحتفال به على شكل مخصوص وكذلك صومه، وكان محل اهتمام من المسلمين وغيرهم.
وأضاف ممدوح خلال فيديو منشور عبر موقع الفيديوهات “يوتيوب”، أن البعض يعترضون على الاحتفال بيوم عاشوراء لأنه اليوم الذى قتل فيه سيدنا الحسين عليه السلام، لافتا إلى أن هذا الكلام ليس صحيحا فبالرغم من صحة الواقعة وقتل الحسين فى هذا اليوم، ولكن الشرع لم يطلب منا أن نقيم المآتم فى ذكرى وفاة أولياء الله الصالحين والمرسلين والأنبياء.
وأشار إلى أننا نحتفل بالمعانى الدينية فى يوم عاشوراء وليس بموت سيدنا الحسين، كما أننا نحتفل بمولد النبى، حيث إنه كان نعمة كبرى للعالم، وقدومه إلى هذه الدنيا، كما أن النبى مات يوم أن ولد، فالإحتفال ليس بوفاته ولكن بقدومه إلى الدنيا.
حكم صيام يوم عاشوراء منفردا
قالت دار الإفتاء، إنه يجوز صوم يوم عاشوراء منفردا، ولا حرج في ذلك شرعا؛ لأنه لم يرد نهي عن صومه منفردا، بل ورد ثبوت الثواب لمن صامه ولو منفردا؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه. أخرجه البخاري في “صحيحه”.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» أخرجه مسلم في “صحيحه”.
وعاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله الحرام المحرم، وصيامه ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسنة الفعلية والقولية، ويثاب فاعل هذه السنة بتكفير ذنوب سنة قبله كما مر من الأحاديث.
ولكن يستحب صوم يوم التاسع من شهر المحرم مع يوم عاشوراء؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أخرجه مسلم في “صحيحه”.
قال الإمام النووي في “المجموع” (6/ 383، ط. دار الفكر): [واتفق أصحابنا وغيرهم على استحباب صوم عاشوراء وتاسوعاء] اه.
وقال الإمام البهوتي الحنبلي في “الكشاف القناع عن متن الإقناع” (2/ 339): [ولا يكره إفراد العاشر بالصوم، قال في “المبدع”: وهو المذهب] اه.
وذهب الحنفية إلى أن إفراد يوم عاشوراء بالصوم مكروه كراهة تنزيه؛ جاء في “حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح” (ص: 640): [(وأما) القسم السادس وهو المكروه فهو قسمان: مكروه تنزيها، ومكروه تحريما، الأول الذي كره تنزيها كصوم يوم عاشوراء منفردا عن التاسع أو الحادي عشر] اه.
ويناء عليه: فيجوز صوم يوم العاشر من شهر الله المحرم منفردا، ويستحب مع ذلك صوم يوم قبله أو يوم بعده خروجا من الخلاف.
هل يجوز صيام عاشوراء بأكثر من نية؟
قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن تعدد النيات في قضاء صيام يوم أفطره في رمضان، ويوم تطوع ك”يوم عاشوراء”؛ لا يصح ، مشيرا إلى ضرورة تبييت النية قبل الفجر لأنه قضاء صيام مفروض وفي الحديث :«لا صيام لمن لم يفرضه من الليل» رواه ابن ماجه والدارقطني.
وأوضح أمين لجنة الفتوى في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس وك، ردا على سؤال: (هل يجوز أن أصوم يوم عاشوراء وأنوي معه قضاء صيام يوم أفطرته؟)، أن هذه المسألة تعرف عند أهل العلم بمسألة التشريك -الجمع بين عبادتين بنية واحدة، لافتا إلى أن حكمه أنه إذا كان في الوسائل أو مما يتداخل صح، وحصل المطلوب من العبادتين، كما لو اغتسل الجنب يوم الجمعة للجمعة ولرفع الجنابة، فإن جنابته ترتفع ويحصل له ثواب غسل الجمعة.
حكم صيام عاشوراء يوم الجمعة؟
يتساءل عدد كبير من مواطنين عن حكم صيام عاشوراء يوم الجمعة، وذلك بالتزامن مع موعد يوم عاشوراء هذا العام هو يوم الجمعة.
وفي هذا الصدد، قالت دار الإفتاء المصرية، مؤكدة أنه يجوز صيام يوم الجمعة منفردا إذا وافق يوم عاشواء بغير كراهة، مؤكدة أن هذا ينطبق أيضا على كافة الأيام التي يُستحب صيامها، إذا وافقت صومًا مُعتادًا للمسلم
ونوهت الإفتاء إلى أنّ حكم صيام عاشوراء يوم الجمعة جائز، إذا أتى يوم عاشراء يوم الجمعة وصامه المسلم منفردا؛ فيصح صومه ولا حرج عليه.
فضل صيام يوم عاشوراء
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل صيام يوم عاشوراء، روي حديث عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، قال فيه “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”، رواه مسلم في صحيحه.
ويشير فضل صيام يوم عاشوراء إلى أن المسلم الذي يصوم هذا اليوم يحظى بتكفير الذنوب السنة الماضية، لذا يجب على كل مسلم أن يكون حريصا على الصيام وذكر الله سبحانه وتعالى، وإخراج الصدقة.