فتاوى تشغل الأذهان| هل الأكل باليد اليسرى حرام شرعاً؟.. حكم نشر صورة للمتوفى بمواقع التواصل.. حكم تأخير الصلاة لتناول الطعام
فتاوى تشغل الأذهان، حرصًا من موقع الحكاية على تقديم كل ما يهم القارئ، نستعرض معكم في التقرير التالي، عددا من الفتاوى الدينية التي شغلت الأذهان خلال الفترة الماضية، وردود الجهات المختصة وأهل العلم، أبرزها: هل الأكل باليد اليسرى؟، حكم نشر صورة للمتوفى بمواقع التواصل بنية الدعاء له، حكم تأخير الصلاة لتناول الطعام، هل يجوز التصدّق دون علم الزوج.
حكم نشر صورة للمتوفى بمواقع التواصل بنية الدعاء له
أجاب عنه الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على سؤال حكم نشر صورة للميت على مواقع التواصل الاجتماعي بنية الدعاء له.
وقال الدكتور وسام: “يجوز شرعًا نشر صورة للميت على مواقع التواصل الاجتماعي بنية الدعاء له، ولا مانع شرعي في ذلك”، لافتا الى أن من يفعل ذلك، يريد أن يتذكر الناس هذا الوجه، ويتذكروا حسناته ويدعون له، ويرق قلبهم برؤيته، ويبعثه ذلك على إخلاص الدعاء، فيستجيب الله ويرتفع الأموات بدعاء الأحياء.
حكم تأخير الصلاة لتناول الطعام
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليه مفاده: هل تجوز الصلاة وأنا جائع؟، خلال فيديو منشور له عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب.
وقال الشيخ عثمان، في معرض إجابته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيًن فى الحديث الشريف «إذا أقيمت العِشاء وحضر العَشاء فابدؤوا بالعشاء»، وهذا حديث صحيح، قالوا حتى لا ينشغل الإنسان وهو فى صلاته بالطعام، فقالوا يأخذ قدرًا يكفيه ثم يصلى ويعود مرة أخرى لتناول الطعام.
وتابع: فلا تقف فى الصلاة وانت مشغول البال بالطعام فقال رسول الله “ان فى الصلاة لشغله” اى أنه من المفروض على الإنسان أن يكون مشغولا بالصلاة وهو يؤديها، ولا يشغل باله بأمور أخرى غيرها كالطعام أو أن يكون حابسا للبول فعلى الإنسان أن يفرغ نفسه تماما حتى يقف بين يدي الله خاشعًا.
كما ورد إلى مجمع البحوث الإسلامية سؤالا، حول حكم تأخير الصلاة لتناول الطعام، وجاء في نص السؤال: «ذهبت لشراء الطعام فلما عدنا كان المؤذن قد أذن لصلاة المغرب فأراد صديقي أن يذهب للصلاة وأردت أنا لشدة الجوع أن نأكل فأي الأمرين أفضل؟ وهل نأثم لو أكلنا ولم نذهب للصلاة؟».
وأجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أنه ينبغي على المسلم أن يراعي ترتيب وقته ليجمع بين متطلبات دينه ودنياه فيرتب طعامه قبل الصلوات أو بعدها.
وذكرت أنه في حالة تعذر ذلك وقد حضر الطعام ودخل وقت الصلاة فالأفضل أن يقدم المرء الطعام إن كان لو صلى لانشغل قلبه بالطعام أما إن كان لا يؤثر حضور الطعام على قلبه فالصلاة أولى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت العِشاء وحضر العَشاء فابدؤوا بالعشاء».
هل يجوز التصدّق دون علم الزوج
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه بالمعروف.
وأوضح « جمعة» عبر فيديو على صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك»، في إجابته عن سؤال : هل يجوز لي التصدق دون علم زوجي ، فقد تصدقت بشيء دون علم زوجي لأنه يرفض مثل هذه التصرفات فهل يجوز ما فعلت ؟، أنه بمعنى ، أن تعطى للمحتاج ما يستطيع به شراء دواء غالي الثمن.
وتابع: أو دين إن لم يسدده يدخل السجن، ومثل ذلك ممن يحل له مشكلة طبقًا للعرف بالتي هي أحسن ، أما لو تصدقت بما يجعل ذلك الشخص المحتاج يشترى شقة مثلًا؛ يحرم عليها عندئذ لأنه ليس مسامحًا فهذا ماله، ويقول الفقهاء بشرط ألا يتأثل بها، أي يشترى سيارة أو شقة أو مزرعة.
وأشار إلى أنه لا يمكن تحديد رقم المبلغ المتصدق به لأن الأمر يختلف من شخص لآخر ، لافتًا إلى أن يتأثل معناه أن يشترى أصل بهذه الصدقة وليس أن تحل له مشكلة علاج ، ديون أو سداد قسط مدرسة ، فيجوز لأنه العرف.
وعن حكم تصدق الزوجة من مالها الخاص دون علم زوجها، قال: علمًا بأني أرفض هذه التصرفات؟»، أنه يجوز للزوجة التصدق من مالها الخاص دون علم زوجها، لأنه لا علاقة له به، كما أنه يوجد انفصال في الذمة المالية عن زوجها وفقًا لما أقره جمهور العلماء، فلا يحق له الاعتراض على ذلك، فتنفق كما تشاء من مالها.
ونبه إلى أنه ليس للزوج علاقة بمال زوجته، فهناك انفصال لذمة المرأة المالية عن زوجها تمام الانفصال، فلا ينبغي عليها أن تخبره ، وإن أخبرته فليس له حق الاعتراض، فذمة المرأة مستقلة عن زوجها عند الجمهور ، والسادة المالكية قالوا إن ذمة المرأة وزوجها ذمة واحدة وليست مستقلة عن زوجها، إلا أن قول الجمهور بانفصال ذمتها عن زوجها فهذا يعطي المرأة وضعًا أكثر من القول بأن الزوج له تسلط على ذمة المرأة فلا تنفق إلا بإذنه من مالها، وهذا لا يصح لأنه لم يشترها ، فلها أن تنفق كما تشاء من مالها .
هل الأكل باليد اليسرى حرام شرعاً؟
أجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بالإفتاء، سؤالاً يقول هل الأكل باليد الشمال حرام ؟: إنه توجد أمور مقدرة، وللسائل الأمر مبني على الاستطاعة بالأكل باليمنى.
كما قال الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق: إن استخدام اليد اليسرى مع اليد اليمنى جائز شرعاً، ولا تحريم في ذلك، وإن كان الإنسان قد قام بأكل الطعام بيده اليمنى فقط فهذا هو الخير والصواب، وقد التزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا فإن حكم الأكل باليد اليسرى ليس حرام في المطلق، لكنه غير مستحب ويفضل البعد عنه، إلا في حالات عدم القدرة أو الاضطرار الشديدين كعجز اليد اليمنى أو صعوبة استعمالها، فلا مانع وقتها من استخدامها في هذا الوقت.
كما أوضح الدكتور علي جمعة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنه يجوز التسبيح باليد اليسرى، ولا بأس في ذلك، وإن كان الوارد عن النبي- صلى الله عليه وسلم – أنه كان يسبح بيمناه.
وأضاف أن اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في التسبيح باليد اليمنى أفضل، مشيرًا إلى أن التدقيق في مثل هذه المسائل، يُنشئ عقلية إسلامية سطحية، تمثل خطرًا على الأمة.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: إن العقلية الإسلامية تشبعت وتكونت في زمن المجتهدين السابقين مما اهتموا بالمسائل ذات التأثير على حياة المسلمين، وتمثل فارقًا فيها، مؤكداً أن الاهتمام والتدقيق في مثل هذه المسائل، يجعل أفراد الأمة يهتمون بالمسائل الفرعية فقط، وليست القضايا الأساسية، التي يمكن أن تخرج الأمة من أزمتها.
وأشار إلى أن اليدين وسيلة لضبط العدِّ فيحصل العد باليمنى ويحصل باليسرى ويحصل بهما معًا والأمر في ذلك واسع وليس لأحد أن ينكر فيه على أحد، مع استحباب البدء باليمنى؛ لأن السنة حثت على التيامن.