مانشيت الحكاية

فتاوى تشغل الأذهان| هل كثرة خسوف القمر من علامات الساعة؟.. هل يجوز الاقتراض للذهاب إلى الحج؟.. هل يجوز قضاء الست من شوال في ذي القعدة؟

حرصًا من موقع الحكاية على تقديم كل ما يهم القارئ، نستعرض معكم في التقرير التالي، عددا من الفتاوى الدينية التي شغلت الأذهان خلال الفترة الماضية، وردود الجهات المختصة وأهل العلم، أبرزها، هل كثرة خسوف القمر من علامات الساعة؟، هل يجوز الاقتراض للذهاب إلى الحج؟، هل يجوز قضاء الست من شوال في ذي القعدة؟.

 

هل يجوز الاقتراض للذهاب إلى الحج؟

مع دخول موسم الحج، تكثر الأسئلة حول حكم الحصول على قرض من أجل أداء الفريضة، وهو ما أجابت عليه دار الإفتاء المصرية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز الاقتراض أو الحصول على سلفة لأداء فريضة الحج؛ بشرط أن يكون الفرد قادرًا على الإيفاء بها دون أن يخل بالتزاماته تجاه أسرته التي يعولها.

وأضاف “الورداني”، أن هذا الأمر لا ينقص من إيمانه، موضحا أن هناك الكثير من الناس في بعض الأحيان يكلفوا أنفسهم مالا يطيقون ويؤدي إلى مشكلات في حياتهم من الناحية الاقتصادية، لافتا إلى أنه يجوز إذا توفى الفرد الذي نوى أداء فريضة الحج أن ينوب عنه أحد أفراد أسرته لتأدية الفريضة.

وتابع: الإنسان الذي لديه القدرة على الاقتراض ثم تسديده فيجوز له الحج، وإذا كان عليه دين فلابد أن يستسمح صاحب الدين، أما اذا كان مقسطا وأخذ هذا المال فيستطيع أن يسده فسيكون حجه صحيح، بل لا يؤثر على التزاماته على أسرته، والأهم أن يكون قادرا على سداد هذا الدين، لافتا إلى أنه من الأفضل أن يتكفل الفرد بتكاليف الحج لشخص غير مقتدر ماليًا على أداء الفريضة؛ على أن يؤدي الحج مرة أخرى.

 

هل يجوز قضاء الست من شوال في ذي القعدة؟

يبحث الكثيرين عن حكم قضاء الست من شوال في شهر ذي القعدة في حال لم يلحق صيامهم في شهر شوال، حيث قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف انه لا يجوز بأي حال من الأحوال قضاء صيام الست من شوال في شهر ذي القعدة أو ذي الحجة، فلكل مقام مقال.

وأشار جمعة إلى حديث النبي: “من صام رمضان وأتبعه ست من شوال فكأنه صام الدهر كله”، ولم يقل النبي ست أيام وتركها على المطلق ولكن حددها في شوال، وهذا له هدف او مقصود محدد.

ومن جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي على الإنترنت، أن حكم صيام الست من شوال في غير شهر شوال اختلف حوله العلماء والفقهاء، إذ ذهبت جماعة من المالكية وبعض من الحنابلة إلى أن ثواب تلك الأيام الست يكون لمن صامهم في خلال شهر شوال أو في غيره من الشهور، لافتة إلى أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، وذُكر شوال من باب التيسير، حيث إن صيامهم بعد شهر رمضان يكون أسهل من صيامهم بعد فترة طويلة من انقضاء رمضان، وفقا للمالكية والحنابلة.

أما الشافعية، فذهبوا إلى أن من فاته صيام الست من شوال، فيمكنه أن يقضيها في شهر ذو القعدة، ولكن في هذه الحالة يكون الثواب مختلفا عن ثواب من صامهم في شهر شوال، موضحة أن من صام رمضان وأتبعه بـ 6 أيام من شهر شوال يحصل على ثواب صيام عام كامل، أما من صام رمضان، و6 أيام من شهر شوال في غير شوال فيكون ثوابه صيام رمضان و6 أيام نافلة.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن الحنابلة اتفقوا على أن فضل وثواب صيام الست من شوال لا يحصل عليه العبد إذا صامهم في غير شوال، أما من صام بعضا من هذه الأيام الست، ولم يتمكن من إكمالها لعذر ما، فيمكن في هذه الحالة أن ينال الثواب، لافتة إلى ما ورد عن الشيخ ابن باز رحمه الله: «ولا يشرع قضاؤها بعد انسلاخ شوال؛ لأنها سُنة فات محلها، سواء تركت لعذر أو لغير عذر».

 

هل كثرة خسوف القمر من علامات الساعة؟

الخسوف من آيات الله تعالى الكونية التي لها العديد من السنن المستحبة عند حدوث خسوف القمر ومنها صلاة الخسوف، ولكن يتساءل البعض عن كونها علامة من علامات يوم القيامة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن ظاهرة خسوف القمر وقعت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم – وصادف ذلك وفاة ابنه إبراهيم، حتى قال الناس (إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم) فرد النبي قائلًا (إن الشمس والقمر لا يٌخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا).

وأضاف علي فخر، في تصريح له، أن الكسوف والخسوف هما آيتان من الله سبحانه وتعالى، أراد الله بهما أن ينبه الناس لمشاهد يوم القيامة، وذلك لأن الناس قد اعتادت أن الشمس هي الشمس والقمر هو القمر، فأراد الله أن ينبه الناس ويذكرهم بأن مقاليد الأمور بيده وأنه إذا أراد أن يغير ما اعتاد الناس عليه فله ذلك وهو على كل شئ قدير.

وأشار إلى أن النبي الكريم علمنا أنه إذا رأى الناس الكسوف أو الخسوف إنما يلجأون جميعا إلى الصلاة ويقيمون الصلاة حتى ينتهي الكسوف أو الخسوف ويتضرعون إلى الله بالدعاء حتى تنجلي هذه الظاهرة.

ولم يثبت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن تكرار خسوف القمر من علامات الساعة الصغرى أو الكبرى، ولكن الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في علامات الساعة، قال فيه حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه: «اطَّلع النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر. فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعةَ، قال: إنها لن تقومَ حتى ترَوا قبلَها عشرَ آياتٍ. فذكر: الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى بنِ مريم عليهما السلّامَ، ويأجوجَ ومأجوجَ. وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ. وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم» (صحيح مسلم).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى