فريدة الشوباشي في حوار لـ الحكاية: فشل دعوات 11 نوفمبر بمثابة صفعة على وجه الإخوان.. الغرب دائما يحارب من يسعى لنهضة وطنه وهذا ما يفعله البرلمان الأوروبي.. والرئيس السيسي هدية ربنا لمصر
أدار الحوار – منى سرحان:
كشفت الأستاذة فريدة الشوباشي الكاتبة والصحفية، وعضو مجلس النواب، خلال حوار خاص مع موقع الحكاية، عن رأيها في بيان البرلمان الأوروبي الأخير تجاه مصر، مؤكدة أن منهج الغرب هو محاربة من يسعى لنهضة وطنه، وفي ظل التقدم الكبير والإنجازات التي تتم على أرض الواقع في مصر، يسعى الغرب لمحاربة مصر بطرق ملتوية.
وعن فشل دعوات 11 نوفمبر التي دعت لها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، قالت إنها بمثابة صفعة على وجه الإخوان، مشيدة بوعي الشعب المصري.
هل يكتب فشل دعوات 11 نوفمبر نهاية جماعة الإخوان الإرهابية في مصر؟
شواهد نهاية جماعة الإخوان كثيرة، فمنذ تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية على يد بريطانيا، ومواقف تلك الجماعة غير وطنية بالمرة، حيث نهم يعتبرون الدين هو القومية، وبهذا المنطق إذا اعتبرنا الإسلام قومية، بالتالي علينا الاعتراف بأن اليهودية قومية ووجود إسرائيل، وهذا لن يحدث فلا يوجد أمة إلا بالوطن، “الأمة هي اللي موجودة جوه الوطن”.
مصر خاضت حروب كثيرة ضد أعداء كثر، وخصوصا إسرائيل، المصريين مسلم ومسيحي عنصر واحد دافعوا عن وطنهم كالجسد الواحد، وتجسد ذلك في الحروب مع إسرائيل وشهدائنا مصريين لا فرق بين مسلم ومسيحي، منذ الفراعنة والمصري واحد الديانات مختلفة والوطن واحد والمصري واحد، وسيظل واحد بإذن الله إلى يوم الدين.
وفشل دعوات 11 نوفمبر كانت بمثابة صفعة على وجه الإخوان، وهذا يرجع لوعي الشعب المصري، فقد كان هناك ثقة يقين من جانبهم بنزول الناس للشوارع، لا أعلم أين مصدرها، فخلال فترة حكمهم فشلوا في إدارة الأمور والحصول على ثقة الشعب، فهل هذه الدعوة كانت تدعونا للحنين لـ “السنة السودة” التي حكمونا فيها ؟، بالطبع الشهب المصري واعي ولا يمكن أن ينخدع ثانية.
سبق أن قلتي: “لم أخرج من بيتي في فترة حكم الإخوان الإرهابية لأني كنت مهددة”.. هل تعرضتي لتهديدات بالفعل؟ وما نوعيتها؟
في عهد الإخوان لم أخرج من منزلي منفردة، بسبب التهديدات التي تعرضت لها، كنت دائما بخرج مع حد ثقة، لكل أجل كتاب ولكن هذه السنة كانت ثقيلة على قلب كل المصريين.
الإخوان دائما منهجهم القمع والصوت الواحد، ولا يمتلكون مقومات لتقديم أنفسهم بصورة تدعو للاحترام، لذلك لم يكملوا فوق سدة الحكم أكثر من عام بسبب وعي الشعب المصري، الذي أحس بالخطر مبكرا، وتداركه بفضل الله.
الإخوان شوهوا الدين وشوهوا قيم الإسلام، والوطن كان آخر همهم، وسيد قطب قال أنا معنديش كشكلة واحد ماليزي يحكمني طالما مسلم، لكن أنا عندي مانع أي حد يحكمني غير مصري، وأنا ناصرية قلبا وقالبا، وبشوف إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعظم رئيس حكم مصر، وهو عمر بن الخطاب العصر الحديث، والرئيس عبدالفتاح السيسي أعطاني أمل إن مصر هترجع تاني تسترد مكانها ومكانتها، وربنا بعت لمصر هدية اسمه عبدالفتاح السيسي.
كيف ترين تحركات البرلمان الأوروبي الأخيرة تجاه مصر؟… وتوصياتك للتعامل مع مثل هذه الأمور؟
الغرب عندهم معيار واحد، بيحاربوا أي حد بيحب بلده وبيعمل لصالحها، ولما تخربي بلدك تصبحي صديقة، وهذا منهجهم على مدار الزمن، وأبسط رد على بيان البرلمان الأوروبي، ماذا عن معتقل جوانتانامو وسجن أبو غريب؟.
حتى لما إسرائيل بتقتل الفلسطينيين، ترد هذه المنظمات بكل “بجاحة” بأن إسرائيل تدافع عن نفسها، وعلى النقيض لما احنا بنتعرض لتهديد إرهابي بوضع متفجرات بالأبنية، أو قتل جنودنا بدم بارد وفي الكماين أثناء تأدية واجبهم تجاه وطنهم، ماذا تسمون ذلك.
ولهذا فمعيار الغرب كما ذكرت واحد، اللي يضر مصر والعرب هذا حبيبهم وغايتهم، ويعتبرونه مدافعا عن حقوق الإنسان، ولكن أنا أرى أن أكثر رئيس دافع عن حقوق الإنسان بعد جمال عبدالناصر هر الرئيس السيسي، عملنا حياة كريمة وتكافل وكرامة، وكل ما يحفظ ويصون كرامة المواطن المصري.
معيار الغرب هو العداء للعرب والعداء لمصر بشكل خاص، لأن نهضتها من نهضة المنطقة، فعندما تحلق عاليا، ترفع معها الوطن العربي كله، فكل توجهات القيادة في الوقت الحالي للبناء، حتى أن الرئيس السيسي دعا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية رغم أنها بعيدة عن حدودنا، هذه هي الأصالة المصرية على مر التاريخ، فمصر أصبحت نموذج للبناء وللقيم المصرية الأصيلة.
رغم جهود مصر في ملف حقوق الإنسان.. لماذا تصر بعض الدول والمؤسسات على تصدير صورة مغايرة للحقيقة؟
الغرب مفزوع من فكرة عودة مصر ونهوضها، لذلك يسعى دائما للتخريب، وكانوا فرحين بدعوات 11 نوفمبر الإخوانية، ومولوهم بالملايين، ولكنهم فشلوا بفضل وعي المصريين.
والأمثلة على دعوات الغرب لتخريب مصر عديدة، أذكر أنه عندما كنت بفرنسا أنا وزوجي أيام السادات، عندما ذهب السادات لإسرائيل، فجاء أحد الأشخاص يطالب زوجي بالتوقيع على بيان بأن المثقفين المصريين في فرنسا يرون السادات خاين، فرفض رغم أنه كان معارض للسادات في حينها، واتهموه بالجبن والخيانة، وكان رده عليهم: “عندما أريد معارضة السادات أذهب لبلدي وأعارض من هناك مش أعارض من هنا”، لذلك أرى أن من يريد أن يعارض يعارض من وطنه، وليس من الخارج.
ومؤامرات الغرب ضد مصر، منذ قديم الزمان، منذ عبدالناصر والسادات، مصر كانت مؤهلة لمنافسة دول كبيرة في وقت ما زي كوريا الجنوبية والهند والصين، ولكن ما حدث لمصر من تخريب المصانع وتشريد العمال، ومع الزيادة السكانية وقلة فرص العمل زادت الانحرافات، بسبب حاجتهم للمال، وتم استغلالها بأبشع الصور ضد الوطن، وفي رأيي كل هذا كان مؤامرة مخطط لها.
وفي الوقت الحالي نتعرض لمؤامرة بسبب إن عندنا رئيس مخلص، بيحاول يرجع مصر تاني، وما يفعله البرلمان الأوروبي، وغيره مخطط له لتدمير مصر.
طرد أمن الأمم المتحدة للنائب عمرو درويش من إحدى الندوات بمؤتمر المناخ.. أين حرية الرأي التي تنادي بها تلك المؤسسات ولماذا تتبع سياسة الكيل بمكيالين؟
الأمم المتحدة وغيرها معندهمش حرية رأي، زي ما بيدعوا، وبيحاربونا عشان إحنا معطلين مشروعهم في السيطرة على العالم كله، وأتمنى أعيش يوم وأسمع الولايات المتحدة الأمريكية سابقا، وكما قال الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي، أمريكا طليعة الانحطاط، فهي من تساند إسرائيل التي تمارس القتل ضد الفلسطينيين يوميا.
عشرات الجولات الخارجية التي قام بها الرئيس السيسي لإعادة التحالفات وتدعيم الصداقات، أعادت مكانة مصر في محيطها العربي والإفريقي والعالمي أيضًا.. ماذا تجني مصر من وراء ذلك؟
مصر جمعت العالم كله في مؤتمر المناخ، ومصر دائما تستغل مكانتها لصالح الشعوب الأخرى، فلأول مرة في مؤتمر مناخ يتم النص على إن الدول التي أضرت بالمناخ تعوض الدول المتضررة، وتساعدها في إعادة بناء نفسها، وكل هذا بفضل الرئيس السيسي، الذي أعتبره فعلا هدية من ربنا لمصر.
فالرئيس السيسي يدافع عن كل ما هو نبيل، لا تخص مصر فقط ولكن تخص الإنسانية كلها، وفي مؤتمر المناخ، كل الدنيا شافت إن مصر بخير يعمها الأمن والأمان، وكل ما يقول عكس ذلك كذب وتشويه من أهل الشر، فقد شاهد آلاف المشاركين في مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ، مصر الحقيقية تحت السماء المفتوحة بأعينهم وانبهروا بالتنظيم وبمصر.
فقد أعطت مصر مثال للإنسانية كلها بإن العدالة، والإيمان بالوطن ومحاولة السمو بيه، لنفع أهلها والمحيطين، ومصر أصبحت نموذج يحترمه العالم، بشهادة الإعلام العالمي، وأنا شايفة إن الرئيس السيسي مرحلة مهمة في تاريخ مصر ستذكر بعد آلاف السنين.
هناك اتهامات للإعلام المصري بالتقصير في الدفاع عن مصر خارجيًا.. بعد انطلاق قناة القاهرة الإخبارية.. هل تعود لمصر قوتها الناعمة؟
الحقيقة قناة سي بي سي إكسترا بهرتني، لأنها تقدم الحقيقة متجردة وتعرض مشاكل الوطن، وكل ما يحدث في العالم بأمانة، وبدون تحيز، ومع نجاح التجربة المصرية والتي حازت على إعجاب من كل العالم، وتدشين قناة القاهرة الإخبارية كي تكون عاصمة الخبر، ويتم مدها بشبكة مراسلين مهنيين ومثقفين، وتعرض قضايا تهم الإنسان من كل العالم، نثبت أننا نموذج يحتذى به بالفعل.
وفي رأيي لابد من استغلال تلك القناة لتوعية الشباب المصري، وتفنيد الشائعات والمغالطات التي يستغلها أعداء الوطن لاستقطابهم.
تعقيب حضرتك على زيارة بايدن الأخيرة لحضور قمة المناخ وإشادته بدور مصر في المنطقة؟
لا يستطيع أحد إنكار دور مصر الإقليمي، وإشادة بايدن تضيف له، لأن مصر ليست بحاجة لها، حيث أن العالم أجمع اعترف بدور مصر، ولأول مرة يحدث مثل هذا، ومصر فرضت على العالم احترامها.
النجاح الكبير والتنظيم المبهر لمؤتمر المناخ أعاد لمصر قوتها الناعمة.. كيف توظف مصر ذلك لصالحها؟
القوة الناعمة سلاحنا منذ قديم الأزل، وخاصة الفن، ففي فترة الحرب العراقية الإيرانية وقت إذاعة مسلسل رأفت الهجان، كان لا يوجد شخص واحد في الشارع، فالفن قادر على تقديم رسائل وزرع قيم، لذلك سلاح القوة الناعمة لمصر من أهم أسلحتها، والتي تجلى مؤخرا في تجميع رؤساء وزعماء أكثر من 200 دولة بمؤتمر المناخ.
أحوال الفن والإبداع في مصر الفترة الأخيرة.. مصر في أحسن حالاتها ولا هناك من يسحب البساط من تحت أقدامها؟
هناك من يحاول ويستقطب الفنانين، لكن لا تستطيع صناعة فن مثل فننا، وبالتالي يصبح منتجهم النهائي مشوه، ولنضرب مؤخرا مثال بمسلسل الاختيار وفيلم الممر، وشبه الاجماع عليهم، فمصر تسترد حاليا مكانها ومكانتها، ولا خوف على الفن المصري، بل بالعكس أنا متفائلة، لأن الشركة المتحدة تعيد إحياء الفن المصري الأصيل والقيم المصرية الأصيلة، من خلال فن هادف ومحترم.
وأكبر مثال على دور المتحدة في إعادة الفن المصري، هو عودة الأستاذ محمد فاضل، ونجوم كبار آخرين كبار وشباب، بيتم دعمهم لإعادة تقديم فن هادف، يفيد الوطن ويخدم مصالحه.
زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لقطر ولقائه بالرئيس التركي.. هل يمهد لعودة العلاقات المصرية التركية؟
الرئيس السيسي لم يقطع علاقته بأحد، ومن يريد وصل علاقاته بمصر عليه أن تكون علاقات نظيفة، وإنسانية ووطنية، فمصر ليست بحاجة أحد.
رأي حضرتك في قائمة المحظورات اللي فرضتها قطر في مونديال كأس العالم.. مثل منع شرب الخمور بمحيط الاستادات ومنع بعض المنتخبات من لبس شارة المثليين؟
أنا شخصيا ضد كل هذا، ولكن أرى أن تقنعني لا تقمعني، وكل مجتمع له عاداته ومعتقداته التي لا تتماشى مع كل الشعوب، ولابد أن نقدم مثال محترم على صدق ثقافتنا، ونعيد إحياء القيم العربية النبيلة التي تربينا عليها
تقييم حضرتك لأداء البرلمان المصري؟ وأهم القوانين التي تتشرفي بالمشاركة في مناقشتها؟
هذا سؤال محرج لأن أنا أحد أعضائه، ولكني أرى أنا كل ما نطمح إليه لمصلحة الوطن سيتم تحقيقها.
تحدثت عن قانون الإيجار القديم، لما يمثله من ظلم للمالك، وأيضا قضية الغارمات التي لا أتعاطف معها مطلقا، لأن الإسراف في الإنفاق بدون وعي ثم يتحولون لغارمات لا يجب أن نتعاطف معه، وخاصة من تستدين لتجهيز بناتها والمغالاة في شراء أجهزة ومستلزمات غير ضرورية.
واحنا داخلين على نهاية العام.. من وجهة نظر حضرتك ايه أهم حدث أو أحداث حصلت السنة دي ستؤثر على مصر في المستقبل؟
مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، وفشل دعوات الإخوان في 11 نوفمبر.
كلمة أخيرة وجهيها للشباب ومحبي مصر؟
أقول للشباب مصر هتكبر بيكم وانت الأمل وكلنا أملنا في الشباب المصري وربنا يوفقك لما فيه مصلحة الوطن بإذن الله.