سياسةهام

فيضانات إثيوبيا.. بين كوارث متكررة وتساؤلات عن تأثيرها على سد النهضة ومياه النيل

فيضانات إثيوبيا.. تُعد الفيضانات من أخطر الكوارث الطبيعية التي تهدد العديد من دول العالم، وإثيوبيا واحدة من أبرز هذه الدول، حيث تشهد موجات متكررة من الفيضانات المدمرة التي تخلف خسائر بشرية ومادية جسيمة، فضلًا عن تأثيرها المباشر على البنية التحتية.

وقد تصدرت العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” مؤخرًا مشهد الكارثة بعد اجتياح سيول جارفة لأحيائها، جراء هطول أمطار غزيرة أدت إلى غمر الشوارع والمنازل وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك السيارات والمباني.

أسباب تكرار فيضانات إثيوبيا

ترجع أسباب الفيضانات المتكررة في إثيوبيا إلى عدد من العوامل الطبيعية والبشرية، على رأسها:

  • غزارة الأمطار الموسمية خلال فصل الصيف، خاصة في المناطق المرتفعة.
  • فيضان النيل الأزرق، الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية، وهو مسؤول عن أكثر من 85% من مياه نهر النيل، ويُعد من أبرز أسباب تدفق المياه بغزارة.
  • التغيرات المناخية التي غيرت من أنماط سقوط الأمطار وزادت من شدتها.
  • إزالة الغابات والتحولات العمرانية التي تسببت في تآكل التربة وزيادة الجريان السطحي للمياه.
  • ضعف البنية التحتية، مثل السدود وقنوات التصريف والجسور، ما يجعل المدن الإثيوبية أكثر عرضة لتأثير الفيضانات.
  • الانهيارات الأرضية والإنجرافات التي تسد مجاري الأنهار وتفاقم الأزمة.

وقد دفع هذا الوضع آلاف السكان إلى مغادرة منازلهم هربًا من السيول، مما زاد من حجم الكارثة الإنسانية، وأثار مخاوف حول تأثير الفيضانات على استقرار البلاد وأمنها المائي.

هل تؤثر فيضانات إثيوبيا على مياه النيل في مصر والسودان؟

رغم حجم الكارثة، تشير صور الأقمار الصناعية وتقارير الأرصاد إلى أن الفيضانات في إثيوبيا زادت بالفعل من تدفقات المياه في النيل الأزرق.

ومع أن هذه الزيادة قد تعني تدفقًا أكبر للمياه نحو دول المصب، وتحديدًا مصر والسودان، إلا أن هناك تساؤلات حول مدى وصول هذه المياه فعليًا في ظل وجود سد النهضة.

سد النهضة بين الفيضانات والتخزين

ويُعرف “سد النهضة” (أو سد الألفية سابقًا) بأنه أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا، وقد بدأ تشييده عام 2011 على بعد نحو 15 كيلومترًا من الحدود مع السودان. ويهدف السد إلى توليد الكهرباء بطاقة تصل إلى 6.45 جيجاواط، وهو ما يعادل سابع أكبر محطة بالعالم.

بدأ ملء خزانه في يوليو 2020، ومن المقرر أن تكتمل عملية الملء بين 5 إلى 15 عامًا، وفقًا للظروف الهيدرولوجية واتفاقات الملء مع مصر والسودان.

ورغم أن السد قد يُستخدم في تقليل آثار الفيضانات عبر تخزين المياه الزائدة، إلا أنه في حالة الفيضانات الشديدة، قد يُجبر على تصريف كميات كبيرة من المياه، وهو ما يمكن أن يؤثر على دولتي المصب سلبًا أو إيجابًا، بحسب توقيت وكميات هذا التصريف.

تأثير مزدوج للسد

  • إيجابيًا: يمكن أن يُقلل من خطر الفيضانات على المناطق المنخفضة في إثيوبيا من خلال التحكم في تدفق المياه.
  • سلبيًا: في حالات الطوارئ، قد يُجبر السد على إطلاق كميات ضخمة من المياه، مما يهدد استقرار تدفقات المياه نحو السودان ومصر، ويؤثر على استخدامات المياه والزراعة.

تسلط الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز البنية التحتية وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، لا سيما في دول مثل إثيوبيا التي تلعب دورًا محوريًا في أمن المياه الإقليمي.

كما تفتح النقاش مجددًا حول تداعيات سد النهضة، ومدى تأثيره الفعلي على دول المصب في حالات الطوارئ البيئية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى