في اليوم العالمي للمرأة.. الأيادي الناعمة بجهاز الشرطة يحققن النجاحات والانجازات.. المرأة تقتحم عالم الرجال وتظهر بالعمليات الخاصة والاطفاء وقوات حفظ السلام.. الشرطيات يصلن لرتبة لواء ويتواجدن بكافة قطاعات الداخلية
مع أجواء الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، لا يمكن أن ننسى دور المرأة في جهاز الشرطة، حيث حققت الأيادي الناعمة نجاحات كبيرة، فحصلت المرأة على أماكن مرموقة في جهاز الشرطة، حيث تدرجت في المناصب وصولًا لرتبة “اللواء”، ولم تعد الشرطة النسائية مظهرًا جماليًا في الشرطة، وإنما تكافح الجريمة وتحقق الأمن، وتشغل مناصب حيوية في كافة القطاعات والإدارات.
ونحن بصدد الاحتفال بـ”اليوم العالمي للمرأة”، فقد عملت المرأة بكافة قطاعات الوزارة، وصولًا للحماية المدنية، والتصدي للنيران وإنقاذ الأرواح، إيمانًا منها بأهمية ذلك، لأحياء أنفس بشرية “من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.
وحققت الفتيات نجاح كبير في الحماية المدنية وعلى رأسهن أحلام سيف وإيناس سليمان وأية رجب وأسماء حسن وانارة فوزي
وفي اليوم العالمي للمرأة، لا يمكن أن ننسى دور ضابطات سطرن تاريخ مشرف في جهاز الشرطة، ورفعن اسم مصر عاليًا، ليس محليًا فقط، وإنما في المحافل الدولية، ومن بين هذه الأسماء، اللواء ناهد الواحي” أول ضابطة شرطة تعمل بقوات حفظ السلام، حيث تقول:” منذ دراستى فى الثانوية العامة وحلم الالتحاق بكلية الشرطة يراودنى، حتى جاءت الفرصة عندما طلبت كلية الشرطة طالبات خريجة جامعات يجدن اللغة الفرنسية، فأسرعت وتقدمت بأوراقى، حيث إننى أجيد اللغة الفرنسية بطلاقة، وبالفعل اجتازت كافة الاختبارات وانضممت للضباط المتخصصين، وتخرجت فى كلية الشرطة دفعة 1988.
وعن تجربة التحاقها بقوات حفظ السلام، تقول “الواحى”: أنا أول ضابطة شرطة فى تاريخ الجهاز التحق للعمل فى قوات حفظ السلام، وكانت وزارة الداخلية تراهن على قدراتى، ولم ينتأبنِ الخوف أبداً من هذه التجربة، وسط دعم كبير من وزارة الداخلية، وإصرار لدى بالنجاح فى المهمة الأصعب، حتى أفتح الباب للضباطات بعدى لاحقاً للانضمام لقوات حفظ السلام.
وتضيف “الواحى”، التحقت بقوات حفظ السلام لعام 2014/2015، فى دولة المغرب، وكنت فى مهمة للصحراء الغربية فى إقليم “العيون”، وعملت رئيس مكتب البوليس المصرى، وكنت أنظم جدول الخدمات وأشرف على برنامج الزيارات بين المغرب والجزائر.
وحول الصعوبات التى قابلتها، تقول “الواحى”، كنت أعيش فى مخيمات فى جو صحراوى، قاسى البرودة وشديد الحرارة، ولم أعبأ بجميع هذه الظروف الصعبة، أملاً فى نجاح المهمة، وكنت لا أرى الظروف ولا أشعر بها، ولا أرى أمامى سوى اسم بلدى “مصر”، حريصة على أن أضيف لهذا الاسم، وأكون نموذجًا مشرفًا لبلدى، فقد كنت مضرب المثل فى الالتزام والجدية، وكانوا يلقبونى بـ”المصرية”، وساهمت فى كل مشاكل البسطاء من المواطنين هناك، وعشت أجواءً صعبة كان نجاحى فى عملى لا يجعلنى أبداً أشعر بها.
وأردفت “الواحى”، عملت فى قسم الحاسب الآلى بالجوازات وكنت حريصة على مساعدة المواطنين والاشتراك فى المأموريات، ولدى عملى بوحدة مكافحة العنف ضد المرأة كنت أشارك فى تأمين المدارس والكنائس، وتلقينا تدريبات مستمرة فى وزارة الداخلية، حتى أصبحنا مؤهلين للعمل فى أى مكان، حتى لو تطلب الأمر العمل بسيناء الذى طالما تمنيته، لأننى أعمل فى جهاز عريق اسمه “الشرطة المصرية”، ومن ثم مستعدة للعمل فى أى مكان تحت اسم هذا الجهاز الذى أحبه.
وحول التحاق ضابطات الشرطة بالعمليات الخاصة، قالت “الواحى”، المرأة المصرية بصفة عامة قادرة على تحدى الظروف والتعايش معها، وضابطة الشرطة مثل أى امرأة مصرية قادرة على العمل فى أى موقع شرطى، حتى لو تطلب الأمر العمل فى العمليات الخاصة، إلا أن هذا الأمر يحتاج تدريبات معينة.
وقالت “الواحى”، المرأة حصلت على حقها بالكامل فى وزارة الداخلية، ووصلت لأعلى المناصب حتى وصلت لرتبة لواء بدرجة مساعد وزير الداخلية، وعملت بقوات حفظ السلام، وأتمنى التوسع فى الشرطة النسائية، خاصة بعدما وصلت للأقاليم والصعيد، مضيفة: سقوط الشهداء من الشرطة النسائية لأول مرة فى حادث استهداف كنيسة الإسكندرية لم يرهبنا، فكلنا نتمنى الحصول على هذه الرتبة “شهيدة”، والشهادة من الأشياء التى يتمناها جميع من يعمل بجهاز الشرطة، فنحن نقدر قيمة التضحية والولاء للوطن، ونقدم الأنفس حتى لا تسقط نقطة دم واحدة من مواطن مصرى.
وحول كيفية التوفيق بين المنزل والعمل، تقول “الواحى”، أستطيع التوفيق بين الاثنين، فأنا شخصية صارمة وحاسمة فى عملى، أم حنونة هادئة فى المنزل، إلا أن طبيعة عملى تنعكس على تصرفاتى فى المنزل، حيث أكون شديدة الالتزام مع أولادى حريصة على الاستيقاظ مبكراً، أقدس الانضباط.
ومن ضمن النماذج المشرفة في الشرطة المصرية أيضًا، اللواء هبة أبو العمايم، حيث تقول: “الشرطة النسائية ليس الهدف منها أن تكون مظهرا جماليا بالشرطة، وإنما تؤدي عملها بشكل طبيعي، ولا يقل دورها عن الرجال، حيث أصبحت العناصر النسائية تعمل في كافة قطاعات الوزارة المختلفة، وتحقق نجاحات أمنية كبيرة وملموسة، وعندما كنت أعمل في الداخلية، كان الناس يلقبوني بـ”أسد الشرطة النسائية”، فمعروف عني الحسم والشدة في العمل، فضلًا عن الالتزام الشديد، وهما سر نجاحي في كافة المواقع التي عملت بها.
تابعت: “اشتغلت على نفسي كويس”، فكنت من أوائل الدفعة، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه بامتياز، وكنت من أوائل الضابط اللاتي يدرسن في أكاديمية الشرطة”.
ويأتي اسم اللواء عزة الجمل من أبرز الأسماء بالشرطة النسائية، والتي تقول: “القصة بدأت بإعلان فى إحدى الصحف عن رغبة كلية الشرطة فى ضم طالبات من كلية الطب عقب تخرجهن، وبالفعل تقدمت بأوراقى ونجحت، وتم قبولى بعد اجتياز الاختبارات، دون أى وساطة من أحد، وساعدتنى أسرتى فى ذلك بالرغم من أنه لا يوجد أحد منهم فى مجال الشرطة، وبعد تخرجى عملت بمستشفى الشرطة فى العجوزة نحو 5 سنوات، ثم مستشفى مدينة نصر ثم القاهرة الجديدة، وتدرجت وصولاً لمساعد المدير للشؤون العلاجية، ثم نائب مدير المستشفى، ثم مدير للمستشفى، ثم وكيل للإدارة العامة لرئاسة الشؤون الطبية، ثم مدير الإدارة العامة للشؤون الطبية بدرجة مساعد وزير داخلية، وحصلت على المركز الأول بدفعتى لدى تخرجى وحصلت على نوط الامتياز، وفى 2008 حصلت على نوط الامتياز أيضاً بسبب إنشاء وحدة لعلاج الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء رجال الشرطة.
الأسماء في مجال العمل الشرطي كثيرة وعديدة، منهن اللواء حنان يوسف التي عملت بحقوق الإنسان بمديرية أمن القاهرة والعميد منى بديع باتحاد الشرطة، والعميد نجوى درويش بشرطة النقل والمواصلات، والعميد سهير العادلي بمديرية أمن الجيزة، وغيرهن الكثيرات من الضابطات اللاتي أوفين العطاء.
ولم يتوقف عطاء المرأة والأم المصرية في جهاز الشرطة، فلم تقدم الزوج والابن الشهيد فقط، وإنما قدمت نفسها شهيدة أيضاً، لتسجل اللواء نجوى الحجار اسم أول شهيدة فى تاريخ جهاز الشرطة من السيدات، لتلحق بابنها فى الفردوس الأعلى، ومعها مجموعة من الشرطيات الشهداء اللاتى سقطن أثناء الدفاع عن الكنائس وحراستها فى الإسكندرية.
ويعتبر اليوم العالمى للمرأة احتفال سنوى، يتم الاحتفال به 8 مارس من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية، وهو مناسبة للاحتفال بأعمال النساء وشجاعتهن وثباتهن فى أداء أدوار استثنائية فى تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن.
وبحسب الموقع الرسمى لمنظمة اليونسكو، فى عام 1945، أصبح ميثاق الأمم المتحدة أول وثيقة دولية تؤكد مبدأ المساواة بين النساء والرجال، واحتفلت الأمم المتحدة بأول يوم دولى رسمى للمرأة فى 8 مارس خلال السنة الدولية للمرأة فى عام 1975، وبعد ذلك بعامين، فى ديسمبر 1977، اعتمدت الجمعية العامة قرارًا يقضى بإعلان يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولى فى أى يوم من السنة من قبل الدول الأعضاء، وفقا لتقاليدها التاريخية والوطنية.
وبدأ اليوم الدولى للمرأة لأول مرة جراء أنشطة الحركات العمالية فى مطلع القرن العشرين فى أمريكا الشمالية وأوروبا، وقد تم الاحتفال باليوم الوطنى الأول للمرأة فى الولايات المتحدة فى 28 فبراير 1909، الذى خصصه الحزب الاشتراكى الأمريكى تكريما لإضراب العاملات فى مجال الألبسة عام 1908 فى نيويورك، حيث احتجت النساء على ظروف العمل القاسية.
وأما فى روسيا، اختارت النساء آخر يوم أحد من شهر فبراير لعام 1917 للاحتجاج والإضراب تحت شعار “الخبز والسلام” (والذى يوافق 8 مارس وفقاً للتقويم الميلادي)، وقد أدت حركتهن فى نهاية المطاف إلى سن حق المرأة فى التصويت فى روسيا.
يعد اليوم الدولى للمرأة مناسبة للاحتفال بالتقدم المحرز فى مجال تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وأيضاً للتفكير النقدى فى تلك الإنجازات، والسعى إلى تحقيق زخم أكبر نحو المساواة بين الجنسين فى جميع أنحاء العالم.