تُعتبر بمبة كشر واحدة من أبرز الراقصات في تاريخ الفن المصري، إذ تمتعت بشهرة واسعة وتألق استمر لنصف قرن.
وولدت بمبة عام 1860 في عائلة ذات جذور عريقة، إذ كان جدها السلطان مصطفى كشر ووالدها الشيخ أحمد مصطفى، أحد أبرز قارئي القرآن في عصره.
عاشت بمبة طفولة مميزة، فبجانب خلفيتها العائلية، ساهمت تجاربها المبكرة في حي الحسين في تشكيل مسيرتها الفنية.
في شبابه، أثارت بمبة شغفها بالفن وبدأت بالتقرب من عالمة تدعى “سلم” التي عرّفتها بفن الموشحات القديمة.
ومع ذكائها وإبداعها، كانت بمبة كشر سبّاقة في تقديم حفلات الزار، حيث اجتذبت شخصيات بارزة من جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك سياسيون وشخصيات عربية مرموقة.
على الرغم من غيابها عن السينما، إذ لم تظهر سوى في فيلم صامت عام 1927، إلا أن بمبة تركت بصمة واضحة في عالم الفن.
وتزوجت سبع مرات، حيث تزوجت في البداية من شخص من عامة الشعب ثم من الفنان سيد الصفتي، ومن بينهم توفيق النحاس الذي أنجبت منه ابنيها حسين وخديجة.
أسلوبها في الرقص كان يميزها؛ إذ كانت تعتلي رأسها صينية مليئة بالمال والذهب، مما جعل الباشاوات يطلقون عليها لقب “ست الكل”.
كما كانت تُشترط عدم مشاركة أي مطربة أخرى في حفلاتها، وكانت تدلل على مكانتها العالية في الوسط الفني.
رحلت بمبة كشر عام 1930 عن عمر يناهز السبعين، تاركة وراءها إرثًا فنيًا وثقافيًا ضخمًا يُذكر حتى اليوم، مسجلةً اسمها في سجلات التاريخ كواحدة من أعظم فناني مصر.
