صالح سليم.. يُصادف اليوم الإثنين 6 مايو ذكرى مرور 22 عامًا على رحيل الأسطورة «صالح سليم» أحد أيقونات كرة القدم المصرية والنادي الأهلي، والأب الروحي للقلعة الحمراء الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم السادس من مايو عام 2002 بعد مُعاناة كبيرة مع مرض سرطان الكبد، ورغم شهرته الواسعة ومسيرته الطويلة كأحد الرموز الرياضية في العالم العربي والنادي الأهلي، إلا أن مواهبه لم تقتصر على الرياضة فحسب، بل أصبح أيضًا وجهًا سينمائيًا حيث صنع ضجة كبيرة على الشاشة.
مواليد صالح سليم «المايسترو»
وُلد صالح سليم «المايسترو»، بحي الدقي في 11 سبتمبر عام 1930، والده هو الدكتور محمد سليم، ووالدته هي السيدة زين الشرف التي تنتسب للعائلة الهاشمية، وأثناء دراسته بالمدرسة السعيدية، انضم إلى فريق مدرسة الأورمان الإعدادية، ثم منتخب المدارس الثانوية، وفي عام 1944، اكتشفه حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي الأهلي، وانضم إلى فريق الناشئين بالنادي، وفي نفس العام انتقل إلى صفوف الفريق الأول وظل يلعب به حتى عام 1963، واحترف في نادي جراتس النمساوي ثم عاد مرة أخرى للعب بالنادي الأهلي، وأكمل به مشواره الكروي حتى عام 1967 الذي أعلن به اعتزاله.
مسيرة صالح سليم في الإدارة
بعد الاعتزال عمل «المايسترو صالح سليم»، في الإدارة كمدير للكرة بالقلعة الحمراء عام 1971 حتى عام 1972 وخاض بعدها انتخابات مجلس إدارة النادى الأهلى وحصل على 45% من الأصوات أمام الفريق أول عبدالمحسن مرتجى، وخاض الانتخابات مُجددًا في 1980 ليفوز برئاسة مجلس إدارة الأهلي، واستمر رئيسًا للقلعة الحمراء حتى 1988، وقرر الابتعاد عن الأضواء، ولكن في عام 1990، وبسبب سوء أداء ونتائج النادي، قرر العودة لإعادة الاستقرار للنادي حتى وفاته في 6 مايو 2002.
فترة رئاسة صالح سليم للأهلي
كانت فترة رئاسة صالح سليم للأهلي هي الأعظم في تاريخ القلعة الحمراء حيث حصل «المايسترو» على 35 بطولة مختلفة بواقع 12 لقب دوري عام وثمانية ألقاب لكأس مصر وثلاثة ألقاب لدوري أبطال إفريقيا، وأربعة ألقاب لكأس الكؤوس الإفريقية، كما حصل الأهلي تحت رئاسته على بطولة كأس السوبر الإفريقي مرة واحدة عام 2002، بجانب بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس وبطولة الأندية العربية أبطال الدوري وبطولة كأس السوبر أو النخبة العربية مرتين، وكأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961، وفاز ببطولة كأس أمم أفريقيا 1959 مع المنتخب، وشارك بدورة ألعاب الأوليمبية عام 1960 والتي أُقيمت في روما.
مسيرة صالح سليم في الأهلي
تميزت مسيرة صالح سليم في الأهلي بالعديد من المواقف والأرقام القياسية التي لا تُنسى والتي ستظل خالدة في تاريخ القلعة الحمراء لقرون مُقبلة.
على الرغم من نجاحه في عالم الرياضة وشهرته الواسعة، ظهر وجه آخر لـ«المايسترو» صالح سليم على الشاشة. فقد امتهن التمثيل وأصبح وجه السينما، وبالرغم من أنه لم يُقدم سوى ثلاثة أفلام فقط في مسيرته الفنية كلها، إلا أنه ترك أثرًا كبيرًا في قلوب وعقول جمهوره.
صالح سليم يُجسد أولى أعماله الفنية من خلال فيلم «السبع بنات»
حيث جسد صالح سليم، في أولى أعماله الفنية من خلال فيلم «السبع بنات»، بشخصية «نبيل» والذي كانت تربطه علاقة حب ونادية لطفي، ولكنه يموت خلال أحداث الفيلم، ويتناول الفيلم والذي يعد أولى تجارب صالح سليم السينمائية، حول قصة أب مُكافح لديه سبع بنات، ويُحاول جاهدًا توفير حياة كريمة لهم وسط ظروف قاسية، لتتوالى الأحداث والتي يشوبها الكثير من المشكلات، وهذ الفيلم شارك فيه مع كوكبة من النجوم، وهم حسين رياض، نادية لطفي، زيزي البدراوي، سعاد حسني، أحمد رمزي، عبد السلام النابلسي.
«الشموع السوداء»
محطة سينمائية أخرى قدمها الراحل صالح سليم، من خلال فيلم «الشموع السوداء» للمخرج عز الدين ذو الفقار، والذي يعد من أبرز الأعمال الرومانسية التي قدمها، وبمشاركة الفنانة نجاة، حيث جسد شخصية «أحمد» وهو شاب ضرير، ولديه بعض الأزمات النفسية، وتقوم بتمريضه فتاة تُدعى «إيمان» والتي تُجسدها الفنانة نجاة، وخلال فترة عملها ومحاولاتها الدائمة لحل أزمته النفسية، ولكن تزداد الأزمات بعد مقتل شقيقه والذي كان يُحاول أن يُضايق ممرضته ليتم اتهامها بمقتله، ويقف «أحمد» في محاولات مستميتة منه لإنقاذها ليقينه بأنها بريئة خاصة أنه ارتبط بها عاطفيًا، وهذ الفيلم من إخراج عز الدين ذو الفقار، وتأليف ضياء الدين بيبرس، وبطولة نجاة الصغيرة، صالح سليم، أمينة رزق، فؤاد المهندس، صلاح سرحان، ملك الجمل.
«الباب المفتوح»
عمل آخر قدمه الفنان الراحل «صالح سليم»، من خلال ثالث أفلامه التي قدمها، من خلال «الباب المفتوح» في 1963 والذي كان مزيجًا من السياسة والرومانسية، والذي تُؤخذ بعض كلماته وجمله في مشاهد جمعت الراحل صالح سليم، والفنانة الراحلة فاتن حمامة، ويتداوله رواد «السوشيال ميديا» حتى الوقت الراهن، بين الحين والآخر، حيث اتسم بحالة رومانسية بينهما خلال الأحداث، حيث يتناول قصة جمعت بين «ليلى» وتُجسدها فاتن حمامة، التي تعيش في أسرة متوسطة، وتُحاول أن تثور وتُشارك في المظاهرات لكن يكبحها والدها بعنف ويُعاقبها بشكة، لتقع في حب ابن خالتها، ويجسده «حسن يوسف»، ولكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها، ثم يتم خطبتها للدكتور الجامعي ، والذي يتعرف عليها في الجامعة، ولكنها تتركه أيضًا بسبب أفكاره، وتفقد ثقتها في المجتمع، لتُقابل صديق شقيقها الثوري والمنفتح والذي يُقدمها صالح سليم، لتبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيدًا عن أفكار المجتمع، وهذ الفيلم من إخراج هنري بركات، تأليف لطيبفة الزيات، بطولة فاتن حمامة، حسن يوسف، شويكار، محمود مرسي، ومجموعة كبيرة من النجوم.
صراعه مع المرض
بدأت معركة «سليم» مع سرطان الكبد في عام 1998 عندما كشفت الفحوصات الدورية عن إصابته بالمرض، لكن الأطباء أخبروه أن النصف الآخر من كبده مُتليف ويصعب علاجه بسبب إصابته السابقة بالتهاب الكبد الوبائي «فيروس سي»، وبدأ العلاج الكيميائي الموضعي والعلاج الحراري. وبدأ يُسافر كثيرًا إلى لندن لتلقي العلاج، لكنه رفض الإفصاح عن أسباب زياراته حتى اُتهم بإهدار المال، واستمر في إخفاء حقيقة مرضه حتى دخوله في غيبوبة دورية حتى وفاته في نهاية المطاف في 6 مايو 2002.