مؤتمر بغداد 2 بادرة أمل جديدة للعراق| فرصة لاستعادة الاستقرار ودعم تطلعات العراقيين.. التنمية وإعادة الإعمار وتبني الحوار البناء أبرز المحاور.. والرئيس السيسي: نثق في قدرة بلاد الرافدين على تجاوز التحديات
انطلق في العاصمة الأردنية عمان، اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2022، “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” بمشاركة قادة وممثلو الدول والمنظمات الإقليمية، امتدادا لقمة بغداد 1، التي عقدت في العاصمة العراقية نهاية أغسطس 2021، بهدف مناقشة وإخراج العراق من أزماته المتكررة، ولدعم عودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي، والحرص على ضمان أمنه واستقراره.
وتشمل الدول المشاركة في مؤتمر بغداد 2 الذي عقد اليوم، مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعُمان وتركيا وإيران، إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
الرئيس السيسي يشارك في قمة بغداد
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمر بغداد 2 بالعاصمة الأردنية عمان للمشاركة، لمناقشة السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف إقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.
ويأتي انطلاق المؤتمر في الأردن بناء على قرار صدر عن المؤتمر الأول الذي عُقد في شهر أغسطس 2021 في بغداد، لينعقد تأكيدا على دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه بما يعزز الأمن والاستقرار، ويسهم في عملية التنمية في المنطقة.
السيسي يؤكد على دعم مصر للعراق
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على دعم مصر الكامل لكافة الجهود الدؤوبة التى تسهم بشكلٍ ملموس، فى ترسيخ مفهوم الوطن الآمن والمستقر بالعراق ففى نجاح العراق.. نجاح لنا جميعًا.
وقال الرئيس السيسى، أن الأزمات المتعاقبة التى شهدتها العديد من دول المنطقة، على مدار العقود الماضية، أثبتت أن تحقيق الاستقرار الكامل له متطلبات لا غنى عنها تبدأ بتعزيز دور الدولة الوطنية الجامعة وتمكين مؤسساتها من الاضطلاع بمهامها فى حفظ الأمن، وإعلاء سيادة القانون، والتصدى للقوات الخارجة عنه، وصون مقدرات وثروات الشعوب، لافتا إلى أن ذلك سيوفر المناخ المناسب، لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة، وترسيخ دعائم الحكم الرشيد.
وأضاف الرئيس السيسى- فى كلمته خلال أعمال الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذى عقد فى الأردن- أنه فى إطار من المصارحة، فإن هذه الأهداف لن تتحقق، ما لم يتم إعلاء ثقافة الاعتدال والتسامح وقبول الآخر وبما يضمن التمتع بالحق فى حرية الدين والمعتقد وتجاوز مفاهيم الطائفية، والتشدد والانقسام، والأفكار الرجعية التى لا مكان لها فى عصرنا الراهن فالعالم يتسع للجميع والاختلاف لا يمكن التعاطى معه، بالاستمرار فى صراعات ممتدة لا غالب فيها، ولا مغلوب.
وأوضح الرئيس السيسى، أن ” اجتماعنا اليوم يأتى ونحن نشهد تحسنًا ملموسًا فى الأوضاع بالعراق وأغتنم هذه المناسبة، لكى أتقدم بخالص التهنئة، إلى دولة رئيس الوزراء العراقى “محمد شياع السوداني”، وللشعب العراقى العزيز، على استكمال مراحل الاستحقاق الدستورية وبما يفتح المجال للانطلاق نحو المستقبل”.
توافق على توفير كافة سبل الدعم للعراق
وشدد على أن انعقاد قمتنا اليوم، يحمل معه دلالةً سياسية مهمة، على اعتزامنا مواصلة توفير كافة سبل الدعم للعراق الشقيق ورغبةً صادقة، فى الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من خلال تعزيز العمل فى أطر التعاون الثنائى، أو المتعدد، كآلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن، أو غيرها.
وتابع الرئيس السيسى :” يمثل اجتماعنا فرصة لتبادل وجهات النظر، واستكشاف آفاق جديدة، للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق، دعمًا لمسيرته نحو الاستقرار وبما يعزز قدراتنا فى مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمات الدولية وما يستتبعها من تحديات عابرة للحدود فى مجالات؛ الصحة، وأمن الغذاء، والطاقة، وسلاسل الإمداد وغيرها، وبما يحقق مصالح شعوبنا”.
ونوه الرئيس السيسى، بأن “انعقاد قمتنا اليوم يأتى لتجديد الالتزام بالمبادئ الثابتة فى العلاقات الدولية والتى ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده وفى مقدمتها حسن الجوار، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول، والتوقف عن فرض سياسة الأمر الواقع، وأهمية العمل على تحقيق المنفعة المشتركة”.
وأشار الرئيس السيسى، إلى تأكيد مصر على رفضها، لأى تدخلات خارجية فى شئون العراق وأهمية مواصلة الجهود المشتركة، لرفع قدرات مؤسسات الدولة العراقية فى مختلف المجالات كون ذلك هو السبيل الأمثل، فى الحفاظ على أمن وسيادة هذا البلد العريق، وهو ما ستنعكس آثاره على أمن سائر دول المنطقة.
وقال، إنه إيمانًا من مصر بفوائد التعاون المتبادل البناء فقد شاركنا مع العراق والأردن، فى تدشين آلية التعاون الثلاثى بين الدول الثلاث، كأحد أطر العمل العربى المشترك الرامية إلى تحقيق التكامل، على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة، فى ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية، ووحدة مصير وأهـداف مشـتركة.
السيسي: نثق في قدرة شعب بلاد الرافدين على تخطي الأزمات
وفى ختام كلمته، وجه الرئيس السيسى حديثه إلى شعب العراق الشقيق، قائلًا: “يا شعب بلاد الرافدين العظيم إننى على ثقة تامة، فى قدرتكم على المضى قدمًا، صوب مستقبل أكثر ازدهارًا متسقًا مع حضارتكم العريقة، التى أسهمت فى تشكيل تاريخ الإنسانية وكلى يقين، أن ما تتسمون به من تعددية، وما تمتلكونه من إمكانيات، سيتيح لكم تجاوز أى تحديات مهما بلغت، لقد حققتم الكثير فى سبيل استعادة بلادكم وعليكم استكمال إنجازاتكم، على طريق البناء والتنمية والتطوير وستجدون فى مصر دائمًا عونًا لكم، وسندًا لتطلعاتكم وخياراتكم ليبقى العراق دائمًا، إحدى قلاع العروبة، ومن أهم مراكز الحضارة فى العالمين العربى والإسلامى”.
معاناة العراق مع الإرهاب
وعانت الدولة العراقية من الإرهاب وقدم الشعب العراقي ممثلا في القوات الأمنية والعسكرية تضحيات كبيرة بمساعدة التحالف الدولي ودعم الدول الشقيقة والصديقة حتى تحقق الانتصار على الجماعات الإرهابية، إلا أن العراق بحاجة إلى الدعم المستمر للارتقاء بالقدرات العسكرية والأمنية بالشكل الذي يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة لدعم عملية الإصلاح الاقتصادي التي تعمل الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني على تفعيلها، وتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات بما يعود بالنفع على الجميع ويخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص عمل.
ملفات يناقشها مؤتمر بغداد 2
ويتميز مؤتمر بغداد للتنمية والشراكة بالمتابعة المستمرة للملفات التي يتم مناقشتها عبر لجنة المتابعة من وزارات الخارجية للبلدان المشاركة في النسخة الأولى للمؤتمر الذي احتضنته العاصمة بغداد 2021، بالإضافة لدورهم المهم في مناقشة المشروعات الاستراتيجية الاقتصادية والاستثمارية التي يحتاج العراق لدعم من الدول الشقيقة والصديقة لإنجازها.
وتناقش القمة دعم العراق وتوفير الاستقرار والأمن، بجانب ملفات رئيسية كالتغيرات المناخية وأمن الطاقة والغذاء والإرهاب وتداعيات حرب أوكرانيا، فيما ستكون مناسبة مهمة للتباحث حول الملف النووي الإيراني والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتأثيرها على المنطقة وكذلك أزمة اللاجئين السوريين.
وسيتم توجيه رسائل إيرانية بوقف الانتهاكات والتدخلات في العراق، والفرنسيون يحاولون حشد أكبر عدد ممكن من الدول العربية للضغط على طهران لوقف القصف على كردستان العراق.
وباريس تتحرك في المنطقة في محاولة لتعزيز العلاقات وخلق محور عربي فرنسي مضاد للمحور الإيراني في مسعى لمحاصرة النفوذ الإيراني وتصاعده، بجانب ملف مكافحة الإرهاب بعد صحوة كبيرة لتنظيم داعش في سوريا والعراق ستكون على رأس أولويات القمة.