أمهات بين الهجر والحجر | سر الجفاء بين وردة وابنتها وداد.. الأم تركت الطفلة للبحث عن الشهرة.. والابنة رفضت أي أعمال فنية تخلد ذكرى الفنانة الجزائرية
الأمومة من أرقى وأجمل وأسمى المعاني الإنسانية والوجدانية، ينعم الله بها على كل أم عندما ترزق أو تحظى بأولاد يكونوا لها سندا وعونا فيما بعد.
لكن ربما تختلف هذه النظرية عند أهل الفن، فالأمومة التي يعتبرها الجميع نعمة، تحولت إلى نقمة فى حياة بعض الفنانات.
جفاء أبناء الفنانات وبناتهن فتح الباب للتفتيش في حياة هؤلاء، والتعرض لأسباب ذلك الجفاء. أولى هذه الحالات كانت لـ وداد ابنة سيدة الطرب وردة الجزائرية، فكما فعلت وردة التي اضطرت لترك ابنتها وداد يوم ولادتها، بسبب لحن لعبدالوهاب، الذي هاتفها ليطلب منها العودة فورا من باريس لتضع صوتها على لحن أغنية “بعمرى كله حبيتك”، ردت لها وداد الصاع صاعين.
تركت وردة ابنتها لحظة ولادتها من أجل فنها، تلك اللحظة التي ومن المفترض أن تكون الأم بجانب ابنتها، واستمر تركها لها وهي في سن صغيرة، وسافرت إلى مصر أرض الشهرة وهوليود الشرق، لتحقق حلمها فى عالم الفن والأضواء.
فكانت وداد تغير دائما وأبدا على أمها من فنها، لذلك لم تكن علاقتهما ببعض طيبة على الإطلاق، فكانتا دائما فى شد وجذاب وخصام يدوم لسنوات.
ربما كانت هذه هي الغصة الكبرى بحياة الراحلة وردة، حتى توفيت في القاهرة وجاءت وداد ممتعضة لتتسلم جثمان والدتها، وطردت كل محبي وردة الذين لطالما كانوا سببا فى ابتعاد أمها عنها، حتى فى أحلك اللحظات الفارقة.
ظلت وداد ترفض أي تكريم يخص اسم الراحلة وردة الجزائرية رفضا باتا، لدرجة أن إحدى شركات الإنتاج فكرت مؤخرا فى تنفيذ مسلسل يحكى السيرة الذاتية لوردة الجزائرية إنسانيا وفنيا، فخرجت وداد بالتهديد برفع دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة، أو كل من تسول له نفسه إنتاج أي عمل يخص وردة، وكأنها تريد طمس فن وردة ودفنه إلى الأبد، أو لربما خافت من التعرض لما حدث بينها وبين والدتها من جفاء وإهمال، ليكون ملء السمع والبصر، ومشاع على الشاشات وأحاديث الجمهور فى الشوارع.