ذقون حول المستريحين| النصابون يستغلون ثقة البسطاء في المتدينين ظاهريًا ويستعينون بأصحاب اللحى.. من الريان والسعد لـ حمدي مغاغة ومساعد مستريح أسوان.. قصص الورقة الرابحة للإيقاع بالضحايا
النصب باسم الدين، كانت أشهر وأسهل طريقة للإيقاع بالضحايا منذ زمن، سواء عن طريق ترويج شعارات تلعب على الوتر الديني لدى المصريين، أو حبك القصة من خلال الاستعانة ببعض المتدينين ظاهريا، لكسب ثقة ضحاياهم، وبدأت تلك القصة منذ ما يقارب الـ 40 عاما بالواقعة الأشهر في مصر، وهي شركة “الريان”، الأشهر في هذا المجال، وكأن “الريان” فكرة والفكرة لا تموت.
اقرأ أيضًا:
ويستعرض معكم موقع الحكاية فيما يلي أبرز قصص النصب التي تغلفت بطابع ديني، وصبغها أصحابها بشعارات دينية مغلوطة أو لجأوا للتدين الظاهري لكسب ثقة ضحاياهم من البسطاء، أو حتى الاستعانة برجال دين مزيفين، دفعتهم مصلحتهم الشخصية في المشاركة بالنصب على الناس.
شركة الريان لتوظيف الأموال
يعد أحمد الريان تقريبا أول من استغل الدين في إيهام ضحاياه للوقوع بهم، حيث أخذ يروج لتحريم فوائد البنوك، وادعاء نظام الأرباح الحلال، وأسس الريان أكبر شركة لتوظيف الأموال في تاريخ مصر والشرق الأوسط في الثمانينيات، ووضع الكثير من المصريين في ذلك الوقت أموالهم في هذه الشركة نظير عوائد شهرية تراوحت ما بين 24% و100% شهرياً.
ودفعت الأرباح الكبيرة والتي لا تقارن بمثيلاتها في البنوك، الكثيرين إلي هجر القطاع المصرفي والتوجه إلي شركته لتوظيف الأموال وشركات أخري مماثلة مثل “السعد” و”الهدي”، وتبين بعد ذلك أن الأرباح المبدئية المعطاة للمودعين كانت من أصول أموالهم وأن تلك الشركات ومن بينها “الريان” استطاعت جمع عشرات المليارات في أزمنة قياسية وهرب كثير من أصحابها إلي خارج البلاد.
وكانت بداية قضية الريان عندما فتحت الحكومة ملفه في سبتمبر 1989، حيث اكتشفت أن أموال المودعين التي حصل عليها الريان وأسرته تحولت إلى سراب، على حد التحقيقات الرسمية في ذلك الوقت، حيث قيل إن آل الريان نهبوا أموالهم وغامروا بها في البورصات العالمية، وحولوا جزءًا كبيرًا منها إلى الولايات المتحدة والبنوك الأجنبية.
وتورط حينها مسئولين ورجال دين وإعلاميين معه وساهموا في تهريب هذه الأموال، والتي بلغت 3 مليارات و280 مليون جنيه، مقابل حصولهم على ما كان يسمى وقتها بـ”كشوف البركة”، تحت بند تسهيل وتخليص مصالح شركات توظيف الأموال في المؤسسات الحكومية.
وبدأ الخلاف بين الحكومة و”الريان”، خاصة بعد فضيحة صفقة الذرة الصفراء، التي تمت بين شركات “الريان” وبنك التنمية والائتمان الزراعي عام 1986، 1987 وهى الصفقة التي أدت إلى وجود أزمة في المحصول الرئيسي للبلاد، وتفاقمت أزمات “الريان” بعد ذلك.
أشرف السعد على خطى الريان
سار رجل الأعمال أشرف السعدي على خطا الريان وأسس شركته نهاية الثمانينيات واتهم السعدي بسرقة 188 مليون جنيه من أموال المودعين، وتمت إحالته للجنايات في 1993، وفي نهاية ديسمبر من العام نفسه، أخلي سبيله بكفالة 50 ألف جنيه، وسافر ليقيم بلندن، وتم تشكيل لجنة لفحص أعماله المالية، وصدر حكم بإنهاء الحراسة وإعادة ما تبقى من ممتلكاته عام 2009، الطريف في الأمر أن مسؤولين كبار بمصر كانوا من بين المودعين في شركات “السعد” لتوظيف الأموال.
آخر قصص النصب باسم الدين
وتطورت بعد ذلك الفكرة ولكن كان الطابع الديني قاسم مشترك، وعلى مدى عقود لم تخل من قضايا النصب على المواطنين بنفس الطريقة، ولم يتعظ المصريون وفي كل مرة ينخدعون في أصحاب اللحى، حتى يفيقون على ضياع أموالهم، وكان آخر تلك القصص هي حمدي مغاغة العام الماضي ومساعد مستريح أسوان منذ أيام قليلة.
مستريح المنيا واستعانته بعم حمدي
ألقت الأجهزة الأمنية في محافظة المنيا في صعيد مصر في فبراير 2021، القبض على المدعو حسين.م الشهير بـ”مستر حسين”، لاتهامه بالاحتيال والنصب، بعد أن جمع ما يزيد على مليار ونصف المليار جنيه (95 مليون دولار أميركي) من أهالي قرى مركز مغاغة في المحافظة وعدد من المراكز المجاورة لها.
وأغرى المتهم الأهالي بأرباح مرتفعة تجاوزت قيمتها 25 في المئة عبر صناعة الرخام وتصديره إلى الخارج، واستعان بعدد من رجال الدين المزيفين الذين وجهوا خطاباً لأهالي قرى مركز مغاغة، مفاده أن فوائد البنوك محرمة دينياً لكن “تسعة أعشار الرزق في التجارة”، ونصحوا الأهالي بالمبادرة في توظيف أموالهم ومدخراتهم مع المتهم. وتبين بعد ذلك أن رجال الدين هؤلاء يعملون لديه كمندوبين لجمع الأموال.
وقال الضحايا إن وجود “عم حمدي” في الصورة كان بيعطي لرجل الأعمال مشروعية في عمله وللمودعين الاطمئنان علي ايداعاتهم، ونجح المتهم في تكوين شبكة كبيرة من المندوبين الذين كانوا يوظفون استخدام أسماء أشخاص لهم سمعة طيبة يحظون بثقة الأهالي داخل قرى محافظة المنيا في صعيد مصر، نظراً لبساطة الأهالي، ما جعل عديداً من العملاء يقعون في شباكه، حتى لجأ بعض الضحايا للاقتراض لتوظيف الأموال في شركته.
مستريح أسوان
وعلى نفس الخطى سار مستريح أسوان، الذي استعان بأصحاب اللحى لكسب ثقة ضحاياه، وظهر في أكثر من مناسبة محاطا برجال الدين المزيفين، حتى نجح في جمع أكثر من نصف مليار جنيه من ضحاياه من البسطاء.
تعتبر واقعة مستريح أسوان واحدة من قصص النصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم توظيفها وتحقيق أرباح سريعة، فخ سقط به المئات من أبناء محافظة أسوان على أيدي “مصطفى البنك”، ونصب “مستريح أسوان” على الضحايا بزعم تحقيق أرباح سريعة حتى جمع أموالًا لأكثر من نصف مليار جنيه، وفى النهاية انكشف المستور بالعجز عن سداد أموال الضحايا أو الأرباح، وطلبوا أجهزة الأمن بالقبض عليه.
ومصطفى البنك محكوم عليه من قبل في عدة قضايا، وقضى عقوبته وخرج من السجن في الفترة الأخيرة، ويقوم بتوظيف الأموال لمَن يريد ذلك، وأن مَن يعطيه مبلغًا ماليًّا سيرده له بعد فترة 21 يومًا مضاعفًا، لم يكن يحصل من الناس على أموال نقدية بل كان يشتري منهم مواشيهم، لكن لم يكن يعطيهم مقابل البيع في وقتها يطلب منهم ترك المبلغ لفترة 21 يومًا ليحصلوا عليه مضاعفًا من الأرباح التي سيقوم بتشغيل أموالهم بها، واستمر في مسيرته حتى ذاع صيته، وأصبح المئات من المواطنين يبحثون عنه لاستثمار أموالهم.
موضوعات ذات صلة:
استشهاد لواءى شرطة فى حادث مرورى أثناء مطاردة “مستريح أسوان”
استولت على ٣٢ مليون جنيه.. حبس مستريحة كرداسة ٣ سنوات
“مستريح اللحوم” بالغربية يعترف: أوهمت الضحايا بمنحهم فوائد شهرية كبيرة
سقوط أشهر مستريح بالغربية استولى على أموال ضحاياه