عيد الشرطة الـ 71| رجال الأمن يحتفلون مع المواطنين بتوزيع الورد والشيكولاتة.. تحليدا لذكرى تصدي أبطال الإسماعيلية البواسل للاحتلال الإنجليزي
تحتفل مصر اليوم الأربعاء 25 يناير 2023 بعيد الشرطة الـ 71 تخليدا لمعركة الإسماعيلية، التي جرت أحداثها صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، والتي تعد من أهم ملاحم رجال الداخلية، وراح ضحيتها 50 شهيدًا و80 مصابا من رجال الشرطة البواسل، المعركة التي تصدت فيها قوات الشرطة للاحتلال الإنجليزي، وتمسك الضباط الأبطال بمواقعهم ورفضوا تسليم أسلحتهم ومبنى المحافظة للمحتل عام 1952، ومنذ ذلك الحين تحتفل مصر بعيد الشرطة كل عام في ذكرى تلك الملحمة الوطنية.
احتفالات رجال الأمن بعيد الشرطة مع المواطنين
شارك رجال الشرطة وعناصر الشرطة النسائية المواطنين أجواء الاحتفالات بعيد الشرطة، من خلال توزيع الورود والشيكولاتة عليهم في الشوارع.
ووزع رجال المرور الورود على المواطنين من قائدي المركبات والدراجات النارية المختلفة، كنوع من المشاركة في احتفالات عيد الشرطة، فضلا عن توزيع كتيبات إرشادات مرورية بالقيادة السليمة وتفادي حوادث الطرق.
وفي مطار القاهرة الدولي، قام فريق من رجال الشرطة بمطار وعناصر الشرطة النسائية بالاحتفال مع المسافرين داخل صالات السفر والوصول وكمين المطار، حيث تم تشكيل فرق عمل من إدارة العلاقات العامة بشرطة ميناء القاهرة الجوي، قاموا بتوزيع الورود على الركاب والتقاط الصور التذكارية داخل الصالات، لتعريفهم بعيد الشرطة، وإبراز دورهم في حفظ الأمن في هذا المرفق الحيوي الهام، مع الحرص علي زيادة التواجد الأمني بكل مناطق مطار القاهرة لتحقيق السيولة المرورية وتوفير الخدمات اللازمة لراحة الركاب القادمين من الخارج.
قصة معركة الإسماعيلية والأسباب
بدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام” باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
في تمام الساعة الخامسة فجر يوم الجمعه الموافق 25 يناير من عام 1952، تحركت قوات بريطانية (7 ألاف ضابط وجندي) من معسكراتها إلى شوارع الإسماعيلية، وسط عشرات من الدبابات والعربات المدرعة ومدافع الميدان وعربات اللاسلكي، واتجهت إلى مبنى قسم البوليس “الشرطة” بمحافظة الإسماعيلية، والتي كان داخله وقتها أكثر من850 ضابطًا وجنديًا، وضربوه حصارًا محكمًا.
بدأت معركة رجال الشرطة بالإسماعيلية، ضد المحتل الإنجليزي، فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام” باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة.
وهاتف وقتها اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام، وعلي حلمي وكيل المحافظة، بوزير الداخلية، “فؤاد سراح الدين باشا”، في منزله بالقاهرة فأمرهم برفض الإنذار البريطاني ودفع القوة بالقوة والمقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل.
ورفضت المحافظة الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.
دفاع ببسالة عن مبنى محافظة الإسماعيلية
مرت ساعة على المحادثات بين رجال الشرطة والعدو ليطلق أول مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبني المحافظة وثكنه بلوكات النظام.
تقوضت الجدران، وسالت الدماء، بعد ساعات متواصلة من القذائف داخل القسم، أمر “اكسهام” بعدها بوقف الضرب، لكي يعلن رجال الشرطة المحاصرين إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعي الأيدي بدون أسلحتهم، وإلا فان قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
بصوت جهوري يملئه الفخر ردد النقيب مصطفي رفعت، من خلف أسواره في وجه العدو، “لن تتسلموا منا الا جثثاً هامدة”، ليزمجر العدو دباباته وواصل ضربه وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء، وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
ظل أبطال الشرطة صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لي انفيلد) أقوى المدافع، برغم ذلك الجحيم، وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم وسقط منهم في المعركة 50 شهيدا و80 جريحا, بينما سقط من الضباط البريطانيين13 قتيلا و12 جريحا وأسر البريطانيون من بقي منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلي رأسهم قائدهم اللواء احمد رائف ولم يفرج عنهم إلا في فبراير 1952.
تمرد رجال الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزي بالإسماعيلية
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
صمود قوات الشرطة ضد غطرسة الاحتلال
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
إكسهام: رجال الشرطة المصريين قاتلوا بشرف واستسلموا بشرف
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.