مانشيت الحكاية

فتاوى تشغل الأذهان| هل كثرة الزلازل غضب من الله؟.. هل ثواب العمرة يمحو كل الذنوب مثل الحج؟.. وكيف يكون الاستغفار لمن اغتبته؟.. متى يبدأ وقت قيام الليل؟

حرصًا من موقع الحكاية على تقديم كل ما يهم القارئ، نستعرض معكم في التقرير التالي، عددا من الفتاوى الدينية التي شغلت الأذهان خلال الفترة الماضية، وردود الجهات المختصة وأهل العلم، أبرزها، متى يبدأ وقت قيام الليل؟، حكم تكرار الحلف بالطلاق وما كفارته؟، هل كثرة الزلازل غضب من الله وعلامة لقرب يوم القيامة؟، هل ثواب العمرة يمحو كل الذنوب كما يحدث من الحج؟، كيف يكون الاستغفار لمن اغتبته؟.

 

متى يبدأ وقت قيام الليل؟

ورد سؤال لدار الإفتاء حول وقت قيام الليل، يقول: أُصَلّي كلّ ليلة قبل صلاة الوتر عددًا من الركعات مثنى مثنى بعد فترة من النوم، فما الثواب الوارد على فعل ذلك؟.

وقالت الإفتاء في معرض جوابها، إن صلاة القيام من السنة المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد مدح الله تعالى عباده الذين هم أهل الجنة بأنهم: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: 16]، وقال تعالى مادحًا لهم أيضًا: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17].

كما روى مسلم في “صحيحه” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ»، وهي تُصَلَّى مثنى مثنى، كما ورد بالسؤال؛ وذلك لرواية “الصحيحين” عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ».

وفيما يتعلق بـ وقت قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الوتر، وذلك لما رُوي عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» رواه الحاكم والنسائي والترمذي وابن خزيمة، وقال: حسن صحيح. وأفضلها عشر ركعات غير الوتر أو اثنتا عشرة ركعة غير الوتر.

 

حكم تكرار الحلف بالطلاق وما كفارته؟

أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتى الجمهورية، على سؤال يقول: حكم الحلف بالطلاق كثيرًا؟، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقال “عاشور”: مسألة الحلف بالطلاق كثيرا ثقافة نُريد أن نُغيرها، لأن أبغض الحلال عند الله الطلاق، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلف الكثير.

وأضاف: أن الحلف بالطلاق كثيرًا يُضر الزوج نفسه وممكن يقع الطلاق وممكن لا يقع ويُلزمه بكفارة يمين، لافتًا إلى أن الإنسان المسئول لا يذكر لفظ الطلاق على لسانه جادًا أو مازحًا.

 

هل كثرة الزلازل غضب من الله وعلامة لقرب يوم القيامة؟

أجاب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سؤال تردد كثيرا خلال الأيام الماضية، بسبب زلزال تركيا وسوريا، وهو هل كثرة الزلازل غضب من الله وعلامة لقرب يوم القيامة؟.

وقال علي جمعة إن يوم القيامة يوم عظيم، كثر ذكره في كتاب الله، وكثرت أسمائه لبيان عظمته، على عادة العرب في لغتهم، فإنهم كانوا إذا أحبوا شيئًا أكثروا من أسمائه، وإذا خافته كذلك، فتراهم أكثروا من أسماء الخمر، وكذلك أكثروا من أسماء الأسد.

وأضاف: لقد عدد الله أسماء يوم القيامة في كتابه المجيد فذكر منها : الساعة، والطامة، الآزفة، والحشر، والتغابن، يوم الحسرة، الصاخة …إلخ

وبين أنه لا ريب من أنه يوم عظيم جليل، يغضب فيه ربنا سبحانه وتعالى، ولا يؤذن لأحد أن يشفع فيه إلا نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فيكرمه الله بهذا المقام المحمود، والشفاعة العظمى، ولعلنا نفصل القول في مقالات أخرى عن تلك الشفاعة وأحداث ذلك اليوم.

وأكمل علي جمعة: كان من عظمة ذلك اليوم أن كثرت العلامات والأمارات التي تكون بين يديه تمهيدًا لحدوثه، وقد ذكر ربنا هذه العلامات أيضًا في كتابه فقال تعالى : (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْراطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) [محمد :18].

وأشار إلى أن  النبي صلى الله عليه وسلم قد اهتم بإخبار الأمة بما يحدث، وبما حدث في الماضي ولم يطلعوا عليه، وذلك لتقوية إيمانهم، وتبشيرهم وتحذيرهم، وتعريفهم كيف يتم التعامل مع هذه الوقائع، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : (قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاماً، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حَفِظَ ذلك مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ) [رواه البخاري].

فقد ذكر ربنا أن أشراطها قد حدثت، وقسم العلماء علامات الساعة إلى علامات صغرى وعلامات كبرى، فالصغرى مظاهر تطرأ على المجتمعات الإسلامية، بل والمجتمعات العالمية.

وأوضح أن العلامات الصغرى ذكرت في الأحاديث النبوية تزيد عن سبعين علامة تدور أغلبها على ظهور الفساد، وترك الدين، وقلة العقل، وقلة العلم، وشيوع ذلك بين الناس، وأن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، وإسناد الأمر إلى غير أهله، قلة العلم وظهور الجهل، وكثرة القتل، وشرب الخمور وتسميتها بغير اسمها،كوثرة الزنا والخنا، ولبس الرجال الحرير، ائتمان الخائن وتقريبه، وتخوين الأمين، وظهور الفحش والتفحش، اتخاذ المساجد طرقًا، ويظهر الموت فجأة،  ظهور الفتن وعموم شرها، وكثرة الزلازل، وكثرة القتل، وتداعي الأمم وتكالبها على أمة الإسلام كما تتكالب الأكلة على قصعتها، والتماس العلم عند الأصاغر، ظهور النساء الكاسيات العاريات، وظهور أقوام معهم أسواط كأذناب البقر يضربون الناس بها، وتصدُّر السفهاء وتكلمهم في الأمور العامة للناس.

وأردف: منها كذلك يكون السلام للمعرفة، وعدم تحري الرزق الحلال، تتقارب الأسواق دلالة على كثرة التجارة وفشوها، وتباهي الناس في المساجد وتفاخرهم بها وبأثاثها وزخرفتها، تمني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وذلك عند عموم الفتن وغربة الدين، ويلقى الشح وينتشر بين الناس فيبخل كل بما في يده، صاحب المال بماله والعالم بعلمه والصانع بصناعته وخبرته، وقتل الناس بعضهم بعضاً بغير ما هدف، ويُكرَم الرجل مخافة شره لا لفضله وكرامته، وعقوق الأم وطاعة الزوجة في غير طاعة الله، وعقوق الوالد، وطاعة الصديق في غير طاعة الله، وارتفاع الأصوات في المساجد، وتكثر الشرطة وذلك لزيادة الفساد، وتقديم الرجل لإمامة الناس في الصلاة لجمال صوته وإن كان أقل القوم فقهاً وفضلاً، وبيع الحكم، أي: تُنال المناصب بالرشوة، والاستخفاف بالدم.

ومنها أيضا فشو القلم وكثرة التصانيف والتأليف، وأن يكون الولد غيظاً، وذلك لكثرة عقوقه لوالديه وجلب المشاكل لهما فيغيظهما في كل وقت، ويكون المطر قيظاً، أي أنه يكون عذاباً بدلا من أن يكون خيراً ورحمة، ويتعلم لغير الدين، أي ابتغاء منصب أو وظيفة أو مال يكتسبه، ظهور التَّرف وحياة الدعة في الأمة الإسلامية.

ومنها تمني الموت لكثرة الفتن، ويقال للرجل ما أجلده وما أظرفه وما أعقله وما في قلبه حبة خردل من إيمان، تحاصر العراق ويمنع عنها الطعاموالمساعدات، وتحاصر الشام، الموت الجماعي بالأوبئة والطواعين وغيرها كطاعون عمواس في زمن عمر والحروب العالمية، فتح بيت المقدس، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وموته صلى الله عليه وسلم، وإتباع طرق اليهود والنصارى بغير وعي.

كما وردت أحاديث بكل هذه العلامات هي : ففي حديث جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم : (قال فأخبرني عن الساعة، قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال : فأخبرني عن أمارتها، قال : أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) [رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم].

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) [رواه البخاري]، وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن من أشراط الساعة أن يرفع العِلم، ويظهر الجهل، ويفشوا الزنى، وتشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيّم واحد) [رواه البخاري ومسلم].

وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل) [البخاري ومسلم].

وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا : (ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف) [رواه ابن أبي الدنيا]. وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش، وقطيعة الرحم وسوء المجاورة ويخون الأمين ويؤتمن الخائن) [رواه الحاكم في المستدرك].

ومن تلك الآثار قول النبي (وأن تتخذ المساجد طرقًا، وأن يظهر موت الفجأة) [رواه الطبراني في الصغير]. وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج،  وهو القتل) [رواه البخاري]

ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (لتركبن سنن من كان  قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو أن أحدهم دخل حجر ضب لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه) [رواه الحاكم في المستدرك]. وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر) [الطبراني في الأوسط].

 

هل ثواب العمرة يمحو كل الذنوب كما يحدث من الحج؟

ورد سؤال لدار الإفتاء، مفاده: “هل العمرة تمحو الذنوب مثل الحج؟” أجاب عنه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلا إن النبي (صلي الله عليه وسلم)، قال في ثواب الحج والعمرة: “تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرة، فإنَّ متابعةً بينهما تنفي الفقرَ والذنوبَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ”.

وأوضح “شلبي”، فى فيديو منشور عبر منصة الفيديوهات “يوتيوب”، أن بعض الفقهاء يقول إن العمرة تأخذ مثل ما يأخذه الحج، مشيرًا إلى أن الإنسان لو اعتمر عمرة كاملة ومبرورة ولا يخالطها ذنب فيرجع الإنسان كما ولدته أمه، ولا مانع من العمل بهذا القول.

وأكد أمين الفتوى أن العمرة تؤدي ما يؤديه الحج من مغفرة الذنوب، منوها إلى أنه ورد أن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر.

ونصح العبد بأن يؤدي العمرات والحج بالنية الصالحة والبعد عن الذنوب، عندها سيعطي الله الإنسان الثواب كاملًا ويغفر له ذنوبه.

 

كيف يكون الاستغفار لمن اغتبته؟

قال الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن الغيبة والنميمة من الكبائر التي نهى الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) عنها، ولا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب، حيث يحرم على الإنسان سماع المحرمات والنظر إلى المحرم، فعن ابن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ – رحمه الله – قال: “الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الدَّيْنِ، الدَّيْنُ يُقْضَى، وَالْغِيبَةُ لَا تُقْضَى”.

وأضاف: الغيبة والنميمة والكذب يكفرها الإنسان بأن يستغفر لمن ارتكب في حقه هذه الذنوب، ويدعو له بظهر الغيب “اللهم اغفر له، اللهم ارزقه، اللهم عافه”، هكذا قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء.

وأكد “جمعة”، إذا ارتكب الشخص ذنوبا كالغيبة والنميمة، فيمكنه أن يكفرها في الدنيا بهذه الطريقة، بحيث يلقى ربه بدونه، أما أمر السرقة، فلا بد من رد المسروق، إلا إذا تعذر بفقد أو موت أو تباعدت الأقطار، فحينها يخرج السارق ما في ذمته لله تعالى، ويرد ثوابه إلى الشخص المسروق منه الشيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى