كاد المعلم أن يكون رسولا| نواب يطالبون بإعادة النظر في مستوى تأهيل وتدريب المعلمين: لازم يكون في مستوى أستاذ الجامعة لأنهم مسئولين عن بناء أمة أو هدمها
المعلمون مسؤولون عن تشكيل وعي النشء، لذلك تأهيلهم وتدريبهم لابد وأن يكون على أعلى المستويات، وظهرت مطالبات خلال الفترة الأخيرة من نواب ومسؤولين ومثقفين بضرورة إعادة النظر في مستوى تأهيل المدرسين، خاصة معلمي التعليم الأساسي بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية.
اقرأ أيضًا:
وبنص القانون يعتبر التعليم حق لكل طفل بلغ عمره 6 سنوات، وتنص المادة الـ15 من القانون على :” التعليم الأساسي حق لجميع الأطفال المصريين الذين يبلغون السادسة من عمرهم تلتزم الدولة بتوفيره لهم ويلتزم الآباء أو أولياء الأمور بتنفيذه وذلك على مدى تسع سنوات دراسية، ويتولى المحافظون كل في دائرة اختصاصه إصدار القرارات اللازمة لتنظيم وتنفيذ الإلزام بالنسبة للآباء، أو أولياء الأمور على مستوى المحافظة كما يصدرون القرارات اللازمة لتوزيع الأطفال الملزمين على مدارس التعليم الأساسي في المحافظة ويجوز في حالة وجود أماكن، النزول بالسن إلى خمس سنوات ونصف وذلك مع عدم الإخلال بالكثافة المقررة للفصل.
لماذا يعد التعليم الأساسي أهم مراحل التعليم؟
ويهدف التعليم الأساسي إلى تنمية قدرات واستعدادات التلاميذ وإشباع ميولهم وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والسلوكيات والمعارف والمهارات العملية والمهنية التي تتفق وظروف البيئات المختلفة، بحيث يمكن لمن يتم مرحلة التعليم الأساسي أن يواصل تعليمه في مرحلة أعلى أو أن يواجه الحياة بعد تدريب مهني مكثف، وذلك من أجل إعداد الفرد لكي يكون مواطنا منتجا في بيئته ومجتمعه.
ويعمل التعليم الأساسي على التأكيد على التربية الدينية والوطنية والسلوكية والرياضية خلال مختلف سنوات الدراسة، وتأكيد العلاقة بين التعليم والعمل المنتج، وتوثيق الارتباط بالبيئة على أساس تنويع المجالات العملية والمهنية بما يتفق وظروف البيئات المحلية ومقتضيات تنمية هذه البيئات، تحقيق التكامل بين النواحي النظرية والعملية في مقررات الدراسة وخططها ومناهجها.
كما يعمل التعليم الأساسي على ربط التعليم بحياة الناشئين وواقع البيئة التي يعيشون فيها، بشكل مؤكد العلاقة بين الدراسة والنواحي التطبيقية، على أن تكون البيئة وأنماط النشاط الاجتماعي والاقتصادي بها من المصادر الرئيسية للمعرفة والبحث والنشاط في مختلف موضوعات الدراسة.
نواب: المعلم يجب أن يكون في مستوى الأستاذ الجامعي
وفى هذا السياق أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ ومساعد رئيس حزب الوفد، ضرورة أن يكون مقدم الخدمة التعليمية في مرحلة التعليم الأساسي في مستوى الأستاذ الجامعي، موضحا أن هذا الجيل بعد 20 عاما سيكون مسئولا عن بناء أمة أو هدمها، لافتا إلى أن العملية التعليمية في غاية الأهمية لأنها تتيح للعقل البشرى التمييز بين الصواب والخطأ، فهي لا تقتصر فقط على تعليم الطلاب كيفية الإجابة على الامتحان وحصد أعلى الدرجات، لكنها في الحقيقة أحد العوامل الهامة لتطوير العقل، وتعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على مواجهة العالم بكل متغيراته.
أهمية الاستثمار في المعلم
وأضاف الجندي، أن التعليم هو نوع من الاستثمار في البشر، وذلك وفقا لرؤية تي دبليو شولتز الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد، والذي أشار إلى أن الاستثمار في التعليم يفسر عملية النمو، مؤكدا أن البشر هم رأس المال الحقيقي لإحداث التنمية الاقتصادية التي نسعى لتحقيقها، وأن بناء القدرة في الإنسان تتطلب العمل منذ سن مبكر حتى نتمكن من تحقيق خطتنا الطموحة.
وأشار الجندي، إلى أن العالم أدرك قيمة الاستثمار في التعليم مبكرا، حيث أنفقت الحكومات والقطاع الخاص والأسر والأفراد أكثر من 5.6 تريليون دولار سنويا على التعليم والتدريب، فالكثير من الدول تنفق ما بين 5 لـ20% من الناتج المحلى الإجمالي على التعليم، موضحا أن العلاقة بين التعليم وسوق العمل في حاجة إلى إعادة تطوير يبدأ من مرحلة رياض الأطفال والتعليم الأساسي.
وتابع الجندي، أن ضعف نظم التعليم في معظم الدول النامية أثر سلبا على قدرة العمال على المنافسة، في ظل التغيرات التكنولوجية المبهرة، لذلك كان لابد من إعادة تقييم المنظومة التعليمية على مرحلتين بالتوازي؛ الأولى تحسين مستوى مقدم الخدمة التعليمية (المعلمين) على جميع المستويات سواء بالتدريب والتأهيل والاطلاع على أحدث الأساليب التعليمية، لإثارة روح الإبداع والابتكار لدى الطلاب منذ الصغير، وأيضا تحسين مستواه المادي ليكون قادرا على تقديم الخدمة بأفضل شكل ممكن.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن المرحلة الثانية التي يجب العمل عليها هي الاهتمام بالتعليم الأساسي، لافتا إلى أن الأجيال الجديدة يمكنها استيعاب مفهوم التنمية المستدامة أكثر من غيرها، لذلك لابد من رعايتهم واختيار العناصر المناسبة لتقديم الخدمة التعليمية لهم، خاصة أن النشء يتم إعداده تعليميا وتربويا، وهي مهمة صعبة في مضمونها، تحتاج إلى اهتمام كبير من جانب الدولة المصرية، حتى تتمكن من إعداد أجيال تناسب المستقبل الذي نسعى لصناعته.
وطالب الجندي، الدولة بإطلاق خطة للاهتمام بالتعليم الأساسي تربويا وتعليميا، ومراجعة كل أنظمة التحصيل المعرفي التي تقدم إليهم، ومقارنتها بأحداث الأنظمة في العالم، من أجل اختيار النظام المناسب لنا، والذي يساهم في تحسين مستوى الأجيال الجديدة بما يتناسب مع متطلباتنا المستقبلية.
نائب يطالب باتباع أحدث الأساليب التدريب والتعليم
ومن جانبه أكد النائب محمد رضا البنا، عضو مجلس النواب، أن مرحلة التعليم الأساسي هي مرحلة التأسيس لأبنائنا الطلاب، مؤكدا على أهمية اتباع أحدث الأساليب التعليمية حتى نتمكن من تخريج أجيال قادرة الحفاظ على هذا الوطن في ظل ما نتعرض له من غزو ثقافي.
وأكد البنا، على ضرورة توفير دورات تدريبية وتأهيلية للمعلمين، لكي يحسنوا التعامل مع هذه الفئة العمرية، ويكون لهم تأثير إيجابي على أفكارهم واتجاهاتهم، مشيرا إلى أن الأجيال الجديدة يمكنها استيعاب خطط التنمية المستدامة التي تضعها الدولة المصرية والتي تمتد لـ 2050.
موضوعات ذات صلة: