تقاليد وطقوس احتفالات عيد الأضحى حول العالم| المصريون يحتفلون بالعيدية.. والفلسطينيون يزورون القبور.. الباكستانيون يُزينون الأضحية بالحنة.. وسباق للكباش في الصين
احتفالات عيد الأضحى، تختلف عادات المسلمون في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، من بلد لأخرى حول العالم، وويمثل عيد الأضحى مناسبة دينية هامة في الإسلام، تتمثل أهمية هذا العيد في تذكير المسلمين بتضحية النبي إبراهيم عليه السلام، الذي كان على استعداد لتضحية ابنه إسماعيل عليه السلام بأمر من الله، ويحييها المسلمون بذبح الأضاحي.
ويستعرض موقع الحكاية معكم في التقرير التالي، عادات وتقاليد الاحتفال بعيد الأضحى في عدد من الدول العربية والإسلامية، كل حسب ثقافته.
احتفالات عيد الأضحى في مصر
فى مصر تبدأ التجهيزات لعيد الأضحى المبارك قبل أيام من حلوله، فتقوم العائلة المصرية بتنظيف المنزل وتغيير ديكوره، بالإضافة لشراء الملابس الجديدة خاصة للأطفال.
وتعمل السيدات المصريات للتجهيز لاستقبال الزائرين، أما الرجال فيكون يومهم حافلًا بداية من صلاة العيد، مرورًا بذبح الأضاحي وتوزيع الهدايا والعيديات على الأطفال وحتى الزيارات العائلية وفي الصباح أيضًا، تحرص العائلة المصرية على إفطار أفرادها معًا بأشهى الأطباق الشعبية، والتي غالبًا ما تكون الفتة.
تنظيم مسابقات الكباش في الجزائر
يحتفل الجزائريون بعيد الأضحى كسائر المسلمين، إلا انهم يتفردون ببعض الطقوس و منها ما هو غريب، مثل الاحتفال في الأيام السابقة للعيد من خلال تنظيم مسابقات على مستوى الأحياء لمصارعة الكباش، إذ تتنافس الأسر في الحي من خلال إشراك كباشها في مصارعة تنتهي بفوز كبش واحد بعد عدد من التصفيات التي تجري بين كل كبشين، ويعتبر الفائز فيها هو الكبش الذي أجبر الأخر على الانسحاب.
ويقلد الأطفال الكبار من خلال إجراء مصارعات بين الخراف التي أشترتها أسرهم كأضحية، في مسابقة شبية بتلك المخصصة للكباش.
والجدير بالذكر أن السلطات الحكومية لا ترحب بهذه العادة، إلا أن الجزائرين مستمرين في تطبيقها كل عام.
طقوس ذبـ.ـح الأضحية في ليبيا
يحتفل الليبيون بعيد الأضحى، و يذبحون الأضاحي تقربًا لله عز و جل، وتنفيذا لأوامره وهم دائما يبحثون عن أفضل الأضاحي بمقاييس دقيقة على اعتبار أنها تقدم لله لذلك يجب أن تكون على أفضل صورة.
كما يعتقد الليبيون أن المسلم يمتطي ظهر أضحيته ليدخل على ظهرها إلى الجنة، وهو تداخل واضح مع اسطورة أنوبيس الكلب الأسود الذي يمتطيه الموتى للنزول إلى العالم السفلي بعد الموت حسب الأساطير الفرعونية القديمة.
ويقوم الليبيون ببعض التقاليد التي تخص الأضحية، مثل إعطاء الأضحية القليل من الماء لتشربه، ويحرق نوع معين من البخور يدعى الجاوي، وتحفر حفرة بعيدة عن طريق المارة توضع فيها دماء الأضحية و ترش بالكثير من الملح ثم تطمر، ويعتقدون أنها ستكون تجمع للجن؛ لذا يتجنب الناس المرور من أماكن ذبح الأضحية.
قبل ذبح الخروف تقوم سيدة المنزل بتكحيل عينيها بالقلم الأسود أو الكحل العربى ثم تشعل النيران والبخور ليبدأوا بعدها بالتهليل والتكبير، حيث يسود الاعتقاد بين الليبيين بأن كبش الأضحية سيمتطيه إلى الجنة يوم القيامة، وهو هدية إلى الله فينبغى أن يكون صحيحا معافى، ويجب أن يكون كبشا جميلا قويا أقرن لا عيب فيه إطلاقا.
احتفالات عيد الأضحى في المغرب
يحتفل بعض المغاربة بغمس يده في دم الضحية وتلطيخ الجدران بها، والقليل، وأيضًا قد يشرب بعض دمائها، وذلك لاعتقداهم أن دمائها تحمي من الجن.
وقد يقوم البعض أيضًا بسكب الملح فوق دماء الأضحية لمنع الجن، أو ملئ فم الأضحية بالملح، ومنهم من يحني جبهتها، أما النساء فتقوم بالاحتفاظ بمرارة الأضحية، لإعتقادهن انها تشفي من الأمراض.
ومن عادات المغاربة الخارجة عن المألوف، عادة الـ”بوجلود”، حيث يأتي رجل يرتدي قرون الخروف وفروه، ويمر على أصحاب الأضاحي ليجمع منهم صوف الخراف ويبيعها بالسوق.
احتفالات عيد الأضحى في فلسطين
اعتاد الفلسطينيون في عيد الأضحى الذهاب لزيارة موتاهم وتقديم الطعام لهم إذ يتركون أطباق اللحم على حافة المقابر، إضافةً إلى الحلويات، ويتلون القرآن على أرواحهم.
مظاهر مبهجة للاحتفال بالعيد في اليمن
يقوم رب الأسرة مع الأولاد من دون الأم بزيارة حمامات البخار الشعبية، وذلك قبل حلول العيد بيوم واحد، كما يقوم عادة اليمنيون قبل قدوم العيد بترميم المنازل وطلاء القديم منها حتى تبرز بشكل جميل ومظهر لائق وكأنها ارتدت لتوها حلة من حلل العيد، وبعد الصلاة يقوم اليمنيون بزيارة أقاربهم ثم يتم الخروج للصيد باستخدام الأسلحة النارية لتعليم الأولاد “النيشان”.
تزيين الأضحية في باكستان
ينفرد الباكستانيون بعادة تميزهم عن الشعوب الأخرى في احتفالهم بعيد الأضحى وهي عادة تزيين الأضحية قبل العيد بحوالي شهر كامل كما يصومون العشرة الأيام الأولي من شهر ذي الحجة وحتى يوم العيد ومن أهم الأكلات التي يتناولونها في العيد (لحم النحر) وهو الطبق الرئيسي في وجبة الغداء على مدار أيام العيد ولا يتناولون الحلوى في عيد الأضحى.
زفة العيد في السودان
وفى السودان يحرص المسلمون على زفة العيد، بالخروج إلى أحد الشوارع الرئيسية فى البلاد ليزف أحد المسئولين لهم قدوم العيد وقد تكون هذه العادة من الموروثات الشعبية فى البلاد يحرص الشعب السودانى على الحفاظ عليها.
احتفالات العيد في الخليج
تعد مملكة البحرين من الدول المتمسكة بعاداتها وتقاليدها القديمة، ومن بين الطقوس المتعارف عليها فى البلاد احتفال الأطفال بإلقاء أضحيتهم الصغيرة فى البحر مرددين أنشودة خاصة بهم.
ويحتفل الكويتيون بعيد الأضحى احتفالًا يدوم سبعة أيام كاملة فعقب صلاة العيد يجتمع الرجال في البيت الكبير بأسرهم لتلاقي أفراد العائلة وتبادل التهاني بعيد الأضحى وبعد ذلك يتم ذبح الأضحية، ثم يجتمع الرجال في الديوان؛ لتناول غداء العيد المكون من اللحم والحشور والخبز كما يتناولون حلوى شعر البنات وهكذا إلى أن تنتهي السبع أيام.
طقوس ذبح الأضحية في الصين
يحتفل المسلمون في الصين بعيد الأضحى بالصلاة و تبادل المباركة، ومن الطقوس الغريبة التي تقوم بها قومية الويغور في منطقة شنغ ينغ شمال غربي الصين، هي أن أحد ذكور العائلة المتمكنين من ركوب الخيل، يأتي ممتطيًا فرسه من بعيد ويتجه مسرعا نحو الأضحية، ليتقطها و يحملها معه على الفرس دون أن يسقط من فوقه.
و بعد إلتقاط الفارس للأضحية، يقوم ذكور العائلة بالاجتماع حول الأضحية ليقرأوا الكثير من الأدعية و الأيات القرآنية، لمدة لا تقل عن خمس دقائق، ثم يقوم أحد الكبار أو شيخ الجامع بذبح الأضحية، ليتم تقطيعها و توزيعها بالصورة الاسلامية الصحيحة ثلث للفقراء ثلث للأقارب و الثلث الثالث لأصحاب الأضحية.
الأردنيون يحتفلون في العيد بالمنسف
في المملكة الأردنية، يعتبر عيد الأضحى مناسبة مميزة ومختلفة بالنسبة إلى الأردنيين، فإلى جانب تكبيرات الأطفال فجراً وصلاة العيد والزيارات العائلية وصلة الرحم و”عيديات” الأطفال، يحرص الأردنيون على توزيع لحوم الأضاحي بأنفسهم على الفقراء والمحتاجين.
كل هذا في أجواء احتفالية تملأ الشوارع والأزقة في كل مكان، ومن ثم بعد ذلك لا بد أن يكون “المنسف” الشهير سيد الموقف على مائدة مختلف العائلات.
تجهيزات العيد في لبنان
مثل الكثير من الدول العربية والإسلامية، تبدأ مظاهر العيد في المدن اللبنانية، قبل أيام من حلوله، ويبدأ اللبنانيون بالتجهيز من خلال تنظيف المنازل وتزيينها وتبخيرها، وأحيانًا تغيير بعض الأثاث القديم، والتسوق لشراء حاجياتهم من الحلويات والملابس وغيرها، كما يتم تزيين الطرقات والمساجد ووضع العديد من اللافتات التي تحمل التهاني بعودة الحُجاج.
وفي صباح العيد تبدأ شعائر ذبح الأضاحي ومن ثم الزيارات العائلية والاجتماعية المتبادلة، وترك المجال للأطفال تحديدًا حتى يستمتعوا بكل ألعاب هذه المناسبة.
إلى جانب ما سبق، هناك العديد من الدول التى تجد معوقات فى تنفيز مناسك العيد والاحتفال بالعيد من خلال العادات التى تختص بها.
تزيين الأضاحي في باكستان
يتميز المسلمون فى الجمهورية الباكستانية الإسلامية بجميع فصائلهم وعرقياتهم فى شراء أضحية العيد ويعمل البعض على تخصيص مبلغ مالى صغير يقوم باقتطاعه من راتبه الشهرى لشراء الأضحية.
وتشتهر باكستان بتزيين الأضاحى المعروضة للبيع برسم نقوش جميلة بالحناء على فرو الخرفان والأبقار والجمال، بينما يقوم الآخرون بربطها بحبال ملونة مع إلباسها قلائد جميلة إضافة إلى بعض المصنوعات الصوفية الملونة والأجراس، مما يميز البهائم المعروضة للبيع خلال العيد عن البهائم التى تباع فى الأيام العادية.