يوم النصر الروسي| هل يمثل نقطة فارقة في الحرب الروسية الأوكرانية؟.. موسكو تعلن التعبئة العامة وقلق غربي.. ومحللون: إعلان حرب شاملة سلاح ذو حدين
تحتفل روسيا في 9 مايو من كل عام بـ يوم النصر في الحرب العالمية الثانية، ويُعد هذا اليوم مناسبة وطنية هامة، وعطلة تستغلها العديد من العائلات، وفرصة كبيرة لتعزيز خطاب الحكومة.
اقرأ أيضًا:
ولكن احتفال هذا العام يعد ذو أهمية خاصة للجيش الروسي حيث يُعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرغب في استغلال المناسبة للإعلان عن تحقيق مكاسب كبيرة في الحرب في أوكرانيا.
احتفال استثنائي بيوم النصر الروسي
وتحتفل روسيا احتفالات استثنائية بحلول ذكرى عيد النصر الموافق 9 مايو، لهذا العام لتزامنه مع معركة روسية دائرة داخل الأراضى الأوكرانية منذ ما يقرب من 80 يوماً، وسط تصعيد غربى مستمر وسلسلة متتالية من العقوبات الاقتصادية على موسكو، بينما تمسك روسيا بمواصلة القتال الذى يراه الكرملين دفاعاً عن المدنيين فى شرق أوكرانيا، وحفاظا على أمنها القومي بسبب التقارب بين كييف وحلف الناتو.
وقبل الاحتفال المقرر اليوم الاثنين، شهدت العاصمة الروسية الشمالية سان بطرسبورغ البروفة العامة للاستعراض العسكرى بمناسبة ذكرى عيد النصر على النازية، وضمت البروفات مجموعات المشاة التى اشتملت على أكثر من عشرة آلاف عسكري، منهم ضباطا وجنودا من التشكيلات والوحدات العسكرية للدائرة العسكرية الغربية، وطلاب وتلاميذ المؤسسات التعليمية العسكرية الروسية. وسيشارك فى العرض طلاب من 6 مؤسسات تعليمية عسكرية.
الحرب الروسية الأوكرانية حاضرة في يوم النصر
رصد عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الغربيين السيناريوهات المحتملة لاحتفال روسيا بيوم النصر وذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، حيث اعتبرت صحيفة “الأوبرزفر” البريطانية أن روسيا تبدو بعيدة للغاية عن الانتصار فى حربها فى أوكرانيا، فضلا عن أن جميع خياراتها فى المستقبل محفوفة بالمخاطر.
وقال جيفرى إدموندز، المدير السابق لروسيا فى مجلس الأمن القومى الأمريكى وكبير المحللين فى مركز أبحاث CNA: “مع القوة الحالية التى لديهم، فإن الدفعة التى يحاولون القيام بها الآن هى كل ما تبقى لديهم”.
وأضاف “الجيوش لا تتعافى بسرعة من مثل هذه الخسارة المدمرة، وبالنظر إلى مدى فعالية الأوكرانيين مع دعمنا، فأنا لا أعتقد أنهم سيكونون قادرين على تحقيق أهدافهم فى غضون الأسابيع المقبلة. وستكون الأسابيع المقبلة بمثابة دليل على ما يتجه إليه هذا الأمر”.
هل يستغل بوتين احتفال يوم النصر بتصعيد جديد ضد أوكرانيا؟
قال خبراء إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ربما يستخدم عطلة 9 مايو لإعادة توصيف الحرب فى أوكرانيا، تشمل الخيارات الدراماتيكية التصعيد من خلال إعلان رسمى للحرب أو التعبئة العامة – أو التهدئة من خلال إعلان النصر، وبدلاً من ذلك، يمكن أن يقدم بوتين “شطيرة”، كما وصفها أحد المحللين، تشيد بـ “انتصار” الجيش الروسى بينما تعد الشعب لصراع مؤلم وطحن باعتباره الوضع الراهن.
وحذر المسئولون الأوكرانيون على وجه الخصوص من أن بوتين يخطط للإعلان عن تعبئة جماهيرية، أو حتى إعلان الحرب ضد أوكرانيا، واستدعاء الأفراد والموارد التى لم يتم استغلالها فى ظل ما يسمى بـ “العملية الخاصة” الروسية التى بدأت فى 24 فبراير.
محللون: إعلان التعبئة هو أفضل أمل لروسيا لقلب المسار وهزيمة أوكرانيا
من جانبها، علقت صحيفة واشنطن بوست على احتفال روسيا المرتقب وقالت فى تقرير لها : “لا يوجد انتصار فى الحرب ضد أوكرانيا، لكن هناك شائعات كثيرة بأن بوتين سيصدر أمرا بالحشد العام للجنود لتأمين انتصار، ويرى المحللون أن الحشد هو أفضل أمل لروسيا لقلب المسار وهزيمة أوكرانيا، إلا أن المخاطر يمكن أن تكون هائلة أيضا بما فى ذلك الاعتراف بأن الحملة العسكرية أخفقت حتى الآن وأشعلت معارضة داخلية.
وسعى العديد من كبار المسئولين الروس إلى درء تلك الشائعات، وقال رئيس البرلمان الروسى فياشيسلاف فولودين فى تصريحات يوم الخميس الماضى إنه لم يكون هناك شيئا من هذا القبيل.
واشنطن بوست: إعلان حرب شاملة يستغرق 6 أشهر على الأقل
قالت صحيفة واشنطن بوست فى تقرير لها إن إعلان حرب شاملة وحشد المجندين سيستغرق ستة أشهر على الأقل لتدريبهم بحسب ما يقول المحللون، والذين يرون أن هذا قد يكون بمثابة اعتراف أن العملية الخاصة التي قام بها الجيش الروسي في أوكرنيا لم تنجح فى تحقيق هدفها، وهو أمر لا يمكن لبوتين الاعتراف به، ولا يوجد مؤشرات على أن الكرملين مستعد لإحداث تحول من العملية العسكرية الخاصة إلى الحرب.
وكان المحلل العسكرى الروسى روسلان لفيف قد قال فى تصريحات أن الحشد الجزئى يمكن أن يساعد روسيا على السيطرة على شرق أوكرانيا، حيث يتركز أغلب القتال الآن. كما حذر إيجور جيركين، ضابط الاستخبارات الروسية السابق من أنه بدون حشد عام، يمكن أن تواجه روسا خسائر كبرى وهزيمة محتملة.
لكن ديمترى ألبيروفتش، الخبير بمركز أبحاث سيلفادورد للسياسة فى واشنطن قال فى مقابلة مع الصحيفة أن الحشد يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر ولا يحظى بشعبية فى روسيا. وأوضح أنه بإعلان الحشد العام، سيكون كل شخص فى روسيا يعرف أحدا أو لديه قريب مشارك فى القتال.
موضوعات ذات صلة: