سياسةهام

ما بين أرباح وخسائر.. ماذا حقق بوتين بعد نصف عام من الحرب؟

دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تسميّها موسكو “عملية عسكرية خاصة”، شهرها السابع هذا الأربعاء، ولا يزال هناك تفاوت في وجهات النظر في المعسكر الغربي حول النوايا الحقيقة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

في بداية الحرب بدا أن روسيا كانت تحضر لعملية عسكرية خاطفة، شبيهة بتلك التي تمت في شبه جزيرة القرم، عبر إرسال آلاف المدرعات والجنود باتجاه العاصمة كييف، وثاني أكبر المدن، خاركيف، التي تقع إلى الشرق، وأيضاً باتجاه ميكولاييف في الجنوب، واستبقت روسيا التقدم العسكري بضربات صاروخية بعيدة المدى مستخدمة أسلحة فرط صوتية تباهى بها بوتين مراراً.

اقرأ أيضاً.. رئيس أوكرانيا يطالب القوات الروسية بمغادرة محطة زابوروجيا

ويستعرض موقع الحكاية فيما يلي أبرز أرباح وخسائر روسيا بقيادة بوتين بعد مرور ما يزيد عن نصف عام من الحرب.

أرباح

مع تعرّض الدبابات الروسية للقصف والدمار على مشارف كييف وخاركيف، وعدم قدرة طيرانها على فرض سيطرة كاملة على المجال الجوي الأوكراني، أعلنت روسيا في وقت لاحق تغييراً في عملياتها العسكرية والتركيز على “تحرير منطقة دونباس” بحدودها الإدارية.

ونجح الجيش الروسي بعد معارك ضارية من فرض سيطرته على منطقة لوهانسك وتقدم قليلاً في دونيتسك، كما سيطر على قسم من مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا، الأمر الذي مكّنه من إغلاق موانئ أوكرانيا، باستثناء ميناء أوديسا، وتنظيم الخطوط البحرية في البحر الأسود.

وأمنت السيطرة على سواحل البحر الأسود، حتى لو لم تكن كاملة، تفوقاً للجيش الروسي في الجنوب، الذي دفع بالأوكرانيين أكثر إلى الشمال، بعيداً من شبه جزيرة القرم.

وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على تجارتها البحرية من أجل التصدير، خصوصاً منتجاتها الزراعية، التي احتجزتها روسيا حتى توقيع اتفاق إسطنبول بمشاركة تركيا والأمم المتحدة.

خسائر

لم تكشف روسيا إلا مرتين عن عدد قتلاها خلال الحرب، حيث قالت في أوخر مارس إنها خسرت أكثر من 1800 جندي بقليل، بينما قالت أوكرانيا أمس الثلاثاء إنها خسرت نحو 9 آلاف.

وكان مسؤول كبير في البنتاجون قدّر الأسبوع الماضي الخسائر الروسية من 70 إلى 80 ألف عسكري، بين قتيل وجريح، وتقول أوكرانيا إنها دمرت آلاف المدرعات الروسية ومئات الطائرات فيما أعلنت روسيا طوال أشهر، ولفترة شبه يومية مقتل مئات “القوميين الأوكرانيين” وتدمير “عشرات الطائرات والمسيرات” التابعة للقوات الأوكرانية.

ومن الصعب جداً التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل في حرب قوية، دمرت مدناً كبيرة نسبياً بشكل شبه كامل مثل ماريوبول وسيفيرودونيتسك وخاركيف.

غير أن الخسائر لم تقتصر فقط على الجيش، سياسياً أخرج الغزو الروسي حلف شمال الأطلسي من حالة الغفلة التي كان يمر بها، فلقد تخلت دولتان محايدتان تاريخياً وهما فنلندا والسويد عن الحياد، وطلبتا رسمياً الانضمام إلى المنظمة، بانتظار موافقة تركيا التي حافظت رغم كل شيء على علاقات جيدة مع روسيا.

وإضافة إلى الخسائر السياسية الدولية والعسكرية، أدت الحرب إلى تغيير في منظور بعض الأوكرانيين إلى روسيا رغم أن العلاقات بين الطرفين علاقات تاريخية، فالأوكرانيون خصوصاً في الجنوب، رغم أنهم ينتمون إلى نفس الديانة (المسيحية الأرثوذكسية) والقسم الأكبر منهم يتحدث أو يفهم اللغة الروسية، أصبحوا يرون روسيا كطرف معادِ.

موضوعات ذات صلة:

أزمة الصين وتايوان تهدد الاقتصاد العالمي على غرار روسيا وأوكرانيا.. إنفوجراف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى