فنان من طراز خاص، حفر اسمه بحروف من نور في عالم الأغنية العاطفية والوطنية على حد سواء، له من الأعمال الفنية مايمكنه ليكون ضمن مصاف كبار الملحنين في الوطن العربي، بجوار محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي.
ما أن تدخل منزله الكلاسيكي ذو الأثاث الفرنسي القديم، حتى تشعر براحة نفسية، وكأنك في أحد القصور الملكية القديمة، ورغم تجاوزه الثمانين من العمر يملك قلب طفل، استقبلنا وقطته “كهرمانة” بترحيب شديد.
الموسيقار الكبير محمد سلطان، زوج الفنانة الراحة فايزة أحمد، التي رحلت عن عالمنا منذ مايزيد على 38 عاما، تحدث عن زوجته الراحلة فقال: “فايزة أحمد كانت من أطيب البشر ولايعرف الحقد مكانا لقلبها، لم ولن أنساها ما حييت، ووصيتي أن أدفن بجوارها في مقابر المجاورين”.
كذلك، استرجع الموسيقار الكبير، ذكرياته مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقال لـ”الحكاية” إن الرئيس السادات كان فنانا بدرجة رئيس جمهورية، “فقد كان يعشق الفن ويأتي إلى منزلي فجرا، ويقف بسيارته لينتظرني حتى أقوم بتغيير ملابسي واصطحاب العود الخاص بي، والذهاب معه للقناطر الخيرية كي يستمتع بأحدث ألحاني”.
وأضاف سلطان: “كنت أتشرف بثقة الرئيس السادات في أعمالي الفنية، خاصة إذا قدمت لحنا لأغنية وطنية عن مصر، فقد كان هو وزوجته جيهان السادات أصحاب فضل عليا أنا وزوجتي فايزة أحمد، وكانت زوجته -شفاها الله- تتمتع بذكاء عالي جدا، واستحقت عن جدارة لقب سيدة مصر الأولى”.
وحول تكريمات الدولة له في فترة حكم السادات، حكى سلطان أن الرئيس الراحل كان كريما لايعرف البخل طريقا إليه، وأهداه قلادة النيل من الذهب الخالص، تقديرا لمشواره الفني في عز نجاحاته، مؤكدا أن “السادات كان يتميز بالوفاء لأسرته وقريته وبلده وشعبه”.
يذكر أن الملحن والممثل محمد سلطان، عرف في البداية كممثل من مواليد الإسكندرية في 20 يوليو 1937، حصل على ليسانس الحقوق عام 1960، بعد أن ترك الكلية البحرية، ثم اتجه إلى التمثيل. وقد تزوج من الفنانة فايزة أحمد ولحن لها أشهر أغانيها: غريب يا زمان، رسالة إلى امرأة، قاعد معايا آخد حبيبي”.
كما قدم الموسيقى التصويرية لمجموعة من الأفلام الشهيرة مثل: الراقصة والسياسي والعقرب وياعزيزي كلنا لصوص وعلى باب الوزير، وكان له دور كبير في اكتشاف الأصوات الجديدة في الثمانينات والتسعينيات أبرزهم هاني شاكر، مدحت صالح، نادية مصطفى ومحمد ثروت.