مصر تحتضن اللاجئين| 5 ملايين لاجئ يتمتعون بحقوق كاملة كأبناء الوطن.. وخبير حقوقي: مصطلح لاجئين غير مقبول ولا يوجد لدينا معسكرات أو عالقين على الحدود
تعتبر مصر من الدول القلائل التي تحتضن اللاجئين وتدمجهم بين أبناء شعبها، إذ لا تجد في مصر مخيمات أو معسكرات للاجئين في أي منطقة، وتحتضن مصر ملايين من اللاجئين الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم نتيجة النزاعات والأزمات التي شهدتها دول المنطقة من سوريا إلى ليبيا حتى اليمن، حيث واجهت مصر حالة نزوح وهجرة من الدول العربية والإفريقية خلال السنوات الماضية.
اقرأ أيضًا:
وتستضيف مصر على أراضيها 5 ملايين لاجئ من عدة دول عربية وإفريقية، لا يقيمون في مراكز أو معسكرات إيواء، وحدث معهم كما حدث مع الأرمن منذ 100 عام، عندما استضافتهم مصر بعد المذابح التي مورست بحقهم، ويعيشون مثلهم مثل المصريين في الدولة، ويحظون برعاية لا تقل عن تلك التي يحظى بها أبناء البلد الأصليين.
إشادات بجهود مصر لدعم اللاجئين
فى ظل انتهاج الدولة المصرية لسياسات فاعلة تقوم على دمج اللاجئين على أراضيها، وتقديم كافة الخدمات والامتيازات الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية للآلاف منهم على قدم المساواة مع المصريين، أشاد المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية بالجهود التي تبذلها الحكومة المصرية فى سبيل حماية ودعم اللاجئين وطالبي اللجوء.
وأشاد الدكتور صلاح هاشم رئيس المنتدى بسياسة الدولة الرافضة لإقامة اللاجئين في مخيمات أو معسكرات إيواء، كما هو الحال فى غالبية دول العالم، وخاصة الدول العظمى منها وسط خطاب الكراهية والتمييز حيالهم، والتزام كافة المؤسسات بالمواثيق الدولية.
أعداد اللاجئين في مصر
وفقًا لتقرير المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية، فإن أعداد اللاجئين الفعلية في مصر تتخطى حاجز الـ 5 ملايين لاجئ وطالب لجوء، وتأتى أعداد اللاجئين السوريين المقيمين على الأراضى المصرية في مقدمة إجمالي عدد اللاجئين بنسبة تتخطى الـ 51% يليهم السودانيين ثم الإريتريين والفلسطينيين والفارين من إثيوبيا واليمن.
الدكتور صلاح سلام: لا يوجد لاجئين في مصر
ومن جانبه قال الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إنه لا يوجد لاجئين في مصر، لأن مصر البلد الوحيد التي لا يوجد بها مخيمات ولا معسكرات، ولا يتم تداول لفظ لاجئين من الأساس، فمنذ مجيئ الفلسطينيين بعد حرب 1948 وحرب 1967، كانت تتم معاملتهم كالمصريين.
وأضاف في تصريحات لـ “الحكاية” أن الرئيس جمال عبدالناصر وجه بإصدار بطاقات شخصية للفلسطينيين الذين يعيشون في مصر، بشرط كتابة الجنسية فلسطيني من أجل المحافظة على الهوية والوطن، لافتا إلى أنهم تمتعوا بكامل الخدمات والمزايا الخاصة بالمصريين، منها حق التعليم بالجامعات والتعيين كمعيدين وأساتذة.
وأكد الدكتور صلاح سلام على أن مصر لم تعامل الفلسطينيين كلاجئين، إلا أنه في عهد الرئيس السادات تغيرت المعاملة نوعا ما بعد اغتيال وزير الثقافة آنذاك الأديب الكبير يوسف السباعى فى 18 فبراير 1978، على يد مجموعة من المتطرفين الفلسطينيين في قبرص، اعتراضًا على اتفاقية السلام مع إسرائيل.
مصر كانت وستظل الملاذ الآمن لكل العرب
وأشار إلى أن مصر هي الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية، وخير شاهد على ذلك أحداث الكويت، فعند غزو العراق بقيادة صادم حسين في ذلك الوقت للكويت، لجأ الكويتيين لمصر ووجدوا الملاذ الآمن، واستقبلتهم مصر شعب وقيادة أفضل استقبال حتى زوال المحنة، التي جاءت على يد الجيش المصري أيضا، ومن بعدهم العراقيين فتحت مصر لهم أحضانها بعد الغزو الأمريكي للعراق أول الألفية الثالثة، وتحديدا عام 2003، واندمجوا بين المصريين حتى أن مدينة 6 أكتوبر معظم من كانوا يسكنوها من العراقيين، حتى هدأت الأوضاع في وطنهم والعودة إليه سالمين مرفوعين الرأس والكرامة.
وتابع الدكتور صلاح خلال حديثه مع “الحكاية”، أن مصر استقبلت أيضا السوريين بعد ثورة 2011 التي تحولت فيما بعد لحرب أهلية تشرد على إثرها آلاف بل ملايين السوريين حول العام، ولكن أوضاع السوررين في مصر تختلف، فقد كانوا ولا يزالوا شركاء حقيقيين في الحقوق والتنمية، ولم تمنع أزمة مصر الاقتصادية في ذلك الوقت من استقبال أشقائنا، وبات النشاط الاقتصادي للسوريين يشهد له القاصي والداني، ما بين التسهيلات التي تقدمها لهم الحكومة المصرية، ونشاط السوريين أنفسهم، إذ تجد مطاعم السوريين من بين أفضل المطاعم في مصر، وأشهر براندات القطن في مصر يملكها رجل أعمال سوري.
كما لفت إلى أن مصر تحتضن اليمنيين منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر دون تمييز بينهم وبين المصريين، وتتبنى مصر قضاياهم منذ سنوات، إذ لا نجد معسكرات لأي فرد يلجأ إلى مصر، فنجد الأخوة السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات وسنوات، تتم معاملتهم كأبناء الوطن، دون تمييز من قبل الشعب أو الحكومة.
واحتتم حديثه قائلا: “مصطلح لاجئين غير مقبول في مصر، معاملة مصر لهم تختلف عن باقي دول العالم، إذ لا تجد معسكرات للاجئين مثل الأردن ولبنان، أو تجدهم عالقين على الحدود كما هو الحال في دول أوروبا، أو يتم استغلالهم واستخدامهم كورقة ضغط على دول أخرى كما هو الحال في تركيا”.
أوضاع اللاجئين في مصر
يذكر أن المفوضية السامية لشئون اللاجئين ادعت خلال تقرير لها حول اللاجئين في مصر صورة مغايرة لأوضاعهم وتزعم معاناتهم وتدعي أن أوضاعهم “بائسة” كما جاء على لسان مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئين فيليبو جراندي، إذ تتنافى تلك التقارير تماما مع الواقع، بل تُستخدم كذريعة للتدخل في شئون الدولة الداخلية، وتشويه صورة مصر أمام الرأي العام في الداخل وصورة مصر بالخارج، إلى جانب التأثير على دور الدولة في دعم القضايا الإنسانية على مستوى العالم وبالأخص حماية اللاجئين وطالبي اللجوء.
وشدد رئيس المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية، على أن مصر هي الدولة الوحيدة التي ليس لديها مخيمات للاجئين؛ فهم يعيشون ضمن المجتمع المصري في بيئة حضرية، ويحصلون على الخدمات الأساسية من الدولة، فلهم حق التعليم بالتساوي مع المواطن المصري حتى نهاية المرحلة الجامعية، وكذلك الأمر في مجال الصحة، وهم يتمتعون بحرية التنقل والإقامة والعمل، وإقامة مشروعات استثمارية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تُقدر مساهمة المستثمرين السوريين في الاقتصاد المصري منذ مارس 2011 إلى الآن ما يتجاوز 800 مليون دولار، حيث يبلغ عددهم نحو 30 ألف مستثمر مسجل لدى الدولة.
شمول اللاجئين في منظومة التأمين الصحي والمبادرات القومية
عملت الحكومة المصرية على إدراج اللاجئين في خطط التنمية، والبرامج الوطنية في مختلف قطاعات الحياة، حيث تم شمول اللاجئين في منظومة التأمين الصحي الشامل، وحملة “100 مليون صحة” لاكتشاف وعلاج “فيروس سي”، وحملة مكافحة شلل الأطفال، وحملة الكشف عن السمنة والتقزم بين طلاب المدارس الابتدائية، ذلك فضلا عن التحاق نحو 65 ألف طالب بالمدارس الحكومية، وتوفير كل اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا ومنحها لهم بالمجان.
جهود مصر الدولية في دعم اللاجئين
انضمت مصر إلى اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951 والبروتوكول الاختياري لعام 1967، إلى جانب اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية التي تحكم الجوانب المختلفة لمشاكل اللاجئين في أفريقيا لعام 1969، كما لعبت مصر دورا فاعلا في التوصل لإعلان نيويورك عام 2016، الذي أكد أهمية دعم الآليات الدولية القائمة لتعزيز حماية حقوق اللاجئين.
كما انضمت إلى العهد الدولي للاجئين “Global Compact for Refugees”، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، فضلاً عن عدد كبير من اتفاقيات حقوق الإنسان التي تتضمن حماية حقوق اللاجئين وبصفة خاصة النساء والأطفال، وقد شاركت مصر بفعالية في المنتدى العالمي للاجئين الذي عقد لأول مرة في جنيف منتصف ديسمبر 2019.
وفي إطار جامعة الدول قدمت مصر 3 استراتيجيات نستعرضها فيما يلي:
-الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال اللاجئين في سياق اللجوء في المنطقة العربية والتي تم إطلاقها في 2019.
-الاستراتيجية العربية للحماية من العنف الجنسي في سياق اللجوء والنزوح.
-الاستراتيجية العربية للوصول إلى خدمات الصحة العامة في سياقي اللجوء والنزوح في المنطقة العربية.
موضوعات ذات صلة:
“يوتيوبر” كويتي يحصد مليون دولار أمريكي لحماية اللاجئين من البرد.. هنيدي يتفاعل ويشيد بالمبادرة
السيسي في قمة فيشجراد: لم نترك اللاجئين للبحر والمجهول بل ندمجهم في المجتمع المصري