غير مصنف

معركة القنطرة شرق

القنطرة شرق .. معركة التطهير بالسلاح الأبيض
تتوالى انتصارات المصريين في ثاني أيام حرب أكتوبر، ومعركة تحرير الأرض من العدو الإسرائيلي، فشهد مثل هذا اليوم، 11 رمضان 1393 هجرية (1973 ميلادية)، وقوع أهم معارك حرب أكتوبر، معركتي “عيون موسى” و”القنطرة شرق”.

بالعودة إلى اليوم السابق، 10 رمضان 1391 هجرية (السادس من أكتوبر 1973)، كانت القوات المسلحة المصرية قد نجحت، خلال 6 ساعات، في إنهاء أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، بعد أن تمكنت من اختراق خط بارليف المنيع، وعبور شرق قناة السويس، وتدمير دبابات ومدفعية ورادارات ومخازن أسلحة وبطاريات الدفاع الجوي للعدو، في معجزة عسكرية نفذها الجنود المصريون.

وخلال أيام حرب أكتوبر المجيدة الأولى، خاض الجندي المصري عدة معارك، برية وجوية وبحرية، كانت الغلبة فيها للقوات المصرية. ومن بين أبرز تلك المعارك القنطرة شرق

منذ الضربة الجوية الاولى و التمهيد النيرانى للمدفعية تم إنزال قوارب قوات المرحلة الاولى لاقتحام النقاط الحصينة ثم بدأ اقتحام دفاعات القوات الإسرائيلية فى القطاع من شمال جزيرة البلاح حتى الكاب و اقتحام نقطة حصينة لمعاونة أعمال قتال قطاع بور سعيد ، و بعد 10 دقائق من العبور تم الاستيلاء على أول نقطة حصينة على مستوى الجبهه و هى القنطرة واحد.

وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 – بلدية القنطرة – محاصرة حتى يوم السابع من أكتوبر 1973 ليتم الاستيلاء عليها قبل اخر ضوء يوم السابع من أكتوبر، وبنهاية اليوم الأول للقتال تم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة وإحكام الحصار حول مدينة القنطرة و الاستيلاء على رأس كوبرى بعمق حتى 6 كيلو متر و صد اختراق القوات الإسرائيلية) وفى السابع من أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية و توسيع رأس كوبرى الفرقة بعمق 9 كيلو مترات وتدمير القوات الإسرائيلية فى النقطة الحصينة القنطرة 3 و تحرير مدينة القنطرة شرق .
لم تكن مهمة تحرير مدينة القنطرة شرق بالأمر السهل لقوة ومناعة التحصينات فى منطقة القنطرة شرق ولقوة وتكوين وتوزيع قوات العدو المدافعة عن المنطقة ولأسلوب وطريقة إدارة العدو المحتملة لمعركته الدفاعية بالإضافة لتمركز كتيبة مشاه وكتيبة دبابات للدفاع عن النقاط الحصينة ومدينة القنطرة شرق وتمركز احتياطيات محلية من الدبابات والمشاة الميكانيكى فى مناطق تقاطعات الطرق 5 كم شرق القنطرة ومنطقة لسان الحرش .
وقال قائد المعركة فؤاد عزيز غالى قائد الفرقة 18 مشاة ميكانيكى المكلفة بإدارة معركة تحرير القنطرة خلال حرب أكتوبر بدأت مع الضربة الجوية والتمهيد النيرانى للمدفعية حينما احتل القادة على مختلف المستويات مراكز ملاحظاتهم لمتابعة نتائج التمهيد النيرانى وأى أهداف تظهر فجأة وبدأت القوات المترجلة من المشاة والأسلحة المشتركة فى إخراج القوارب من الملاجئ واحتلت الدبابات والأسلحة المخصص لها مهام ضرب مباشر ومعاونة اقتحام الوحدات المرجلة للمياه لاقتحام النقط الحصينة واحتلت المدافع بـ 11 المخصصة لفتح الثغرات فى موانع الأسلاك والألغام وفتح 3 ثغرات فى مواقع كل نقطة حصينة بعدها بدأ عبور عناصر الاستطلاع وأطقم اقتحام الدبابات لاحتلال أوضاع شرق القناة وعبرت الكمائن وبدا عبور كتيبة صاعقة من شمال المدينة لتحتل الساتر الترابى الثانى شرق الموقع الحصين والمبانى على المشارف الغربية للمدينة .
بعدها بدا إنزال قوارب الموجة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة وتتابع اقتحام وعبور قواتنا شرقاً بنفس قوارب الموجة الأولى بعد أعادتها للضفة الغربية فى رحلات متتالية .
اقتحمت 7 مفارز من قوات الفرقة نقاط العدو الحصينة السبع وهى نقطة شمال جزيرة البلاح و4 نقاط فى منطقة القنطرة ونقطة الكاب وأخرى فى التبنة وتم الاقتحام من خلال الثغرات التى سبق فتحها وتم الاستيلاء على أول نقطة على مستوى الجبهة وهى النقطة الحصينة (القنطرة 1) وبعدها تم تدمير النقاط الحصينة والاستيلاء على 6 منها وبقيت النقطة الحصينة (القنطرة 3) (بلدية القنطرة) محاصرة حتى اليوم الثانى بعد إحكام حركة الحصار الداخلية حول مدينة القنطرة شرق بمجرد عبور قوات الفرقة 18 لقناة السويس والاستيلاء على نقاط خط بارليف قام العدو بهجمة مضادة باستخدام احتياطية داخل مدينة القنطرة وباحتياطاتة المحلية والتكتيكية والتعبوية قام بهجوم مضاد داخل مدينة القنطرة باتجاه الموقع الحصين على الميول القريبة لقناة السويس غرب مدينة القنطرة تم صده بواسطة كتيبة صاعقة بالتعاون مع القوات الساترة لعملية اقتحام النقاط الحصينة
حاول العدو الالتفاف على كتيبة الصاعقة من الشمال فتعرض لنيران الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ من الجانب الأيمن و تكبد خسائر فادحة وارتد المتبقى لداخل المدينة للدفاع عنها كرر الهجوم مرة أخرى وكان نصيبه الفشل بينما استولت قواتنا على الساتر الترابى على المشارف الشمالية للمدينة وأحكمت بذلك حلقة الحصار حول المدينة .

واستمرت الهجمات المضادة للعدو إلا أنه مع نهاية اليوم الأول 6اكتوبرتم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة عدا النقطة الحصينة (القنطرة شرق) التى تمت محاصرتها تمهيدا لتدميرها وتم إحكام حلقة الحصار الداخلية على العدو بالاستيلاء على السواتر الترابية التى أقامها حول مدينة القنطرة وتحققت المهمة المباشرة بالاستيلاء على رأس كوبرى بعمق حتى 6كم والتمسك بها .
مع أول ضوء يوم 7أكتوبر1973 حاول العدو فك الحصار على المدينة بالقيام بهجمات مضادة مكثفة وتمكنت قواتنا من تدمير والاستيلاء على37 دبابة ومع أخر ضوء تمكنت قواتنا من تدمير العدو فى النقطة الحصينة (القنطرة 3) وتحرير مدينة القنطرة شرق وتوسيع رأس الكوبرى المحدد للفرق بعمق 9كم.
وقال عنها المشير عبد الغنى الجمسى قائد عمليات القوات المسلحة فى حرب أكتوبر والقائد العام للجيش المصرى فيما بعد: «لقد كانت الحصون التى بناها العدو فى قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف وصل عددها إلى سبعة حصون ، كما أن القتال داخل المدينة يحتاج إلى جهد لأن القتال فى المدن يختلف عن القتال فى الصحرا»ء.

ولذلك استمر القتال شديدا خلال هذا اليوم .. واستمر ليلة 7 / 8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى فى نهاية يوم 7 أكتوبر من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدا لتحريرها
وجاء يوم الأثنين 8 اكتوبر وتمكنت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها ، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها حتى انهارت القوات المعادية واستولت الفرقة على كمية من أسلحة ومعدات العدو بينها عدد من الدبابات وتم أسر ثلاثين فردا للعدو هم كل من بقى فى المدينة وأذيع فى التاسعة والنصف من مساء اليوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذى كان له تأثير طيب فى نفوس الجميع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى