مقالات

أحمد خضر يكتب: شيرين ليست شقراء

لطالما سمعنا عن ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط مقارنة بنظيرتها في الغرب، غير أننا لم نرها في السابق بهذه الفجاجة التي عليها الآن، إزاء موقف القوى العظمى من الأزمة الأوكرانية في مقابل موقفها من قضايا العرب عمومًا وفلسطين على وجه الخصوص.

تلك الفجاجة عكستها ردود الفعل الباهتة والباردة التي تبنتها تلك القوى تجاه حادث اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، برصاص قناص إسرائيلي على مرأى و مسمع من العالم أجمع.

قتل الأبرياء من الفلسطينين يحدث بصورة يومية، لكن الأقدار شاءت أن تُذاع عملية اغتيال شيرين على الهواء مباشرة؛ لتدلل على مدى همجية الاحتلال الإسرائيلي وممارساته اليومية من القتل والاغتيال والاعتقال لأبناء فلسطين مما لا تصوره الكاميرات، إلا أن عيون الفلسطينيين غير الزرقاء وشعورهم اللاصفراء كالأوكرانين، حالت دون أن تنال أحداث قتلهم مواقف الشجب والتنديد والاستنكار من الغرب كتلك التي يتبناها تجاه كل تحرك روسي ضد أوكرانيا.

ما يحدث ونراه من المجتمع الدولي والغرب تجاه الشعب الفلسطيني هو العنصرية في أبشع صورها، والنازية في إصدارها الحديث، فدون عناء في بحث تجد المساعدات الاقتصادية والعسكرية و حتى المعنويه تنهال من جانب دول الغرب و الولايات المتحدة على أوكرانيا بالتزامن مع إطلاق أول طلقات الحرب دون انتظار حتى سقوط ضحايا، في حين أن الدماء تراق في فلسطين منذ أربعينات القرن الماضي دون أن يحرك ذلك لتلك الدول ساكنًا.

في فلسطين يتم اغتيال شيرين والاعتداء على جنازتها في مشهد لم نراه من قبل، حتى في أفلام آكلي لحوم البشر، بيد أن شيرين مواطنة فلسطينية ليست شقراء و لا مثلهم، وبالتالي فقد صموا آذانهم وأغلقوا أعينهم عنها، وهنا تتكشف حقيقة المجتمع الدولي الظالم الذي خلق لخدمة أهداف محددة تخص فئة معينة وفقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى