مانشيت الحكاية

مكاسب إفريقيا من قمة المناخ تتوالى| بعد حياة كريمة لإفريقيا إطلاق مبادرة تمكين المرأة الأفريقية بـ”cop27″.. هدايا بالجملة وتمويل 150 مليون دولار لمواجهة التغيرات المناخية

شهدت المناخ cop27، المنعقدة حاليا بمدينة شرم الشيخ، إطلاق العديد من المبادرات كان لقارة إفريقيا نصيب كبير منها، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تمويل قدره 150 مليون دولار دعما للقارة السمراء في مواجهة التغيرات المناخية.

ومن ضمن مكاسب إفريقيا أيضًا بقمة المناخ إطلاق مبادرة حياة كريمة لإفريقيا صامدة أمام التغيرّات المناخية، ومؤخرا إطلاق مبادرة تمكين المرأة الأفريقية في المجتمعات المحلية، اليوم الاثنين 14 نوفمبر 2022، ضمن فعاليات يوم المرأة.

وشهدت قمة شرم الشيخ، اليوم الاثنين، إطلاق مبادرة تمكين المرأة الأفريقية في المجتمعات المحلية، داخل قاعة أحمس، وبحضور وزيرات مصر وأفريقيا، ضمن فعاليات يوم المرأة، أحد الأيام المواضعية بقمة المناخ، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمرأة.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27، خلال الجلسة الافتتاحية ليوم المرأة، بحضور وزيرة التخطيط والتضامن والهجرة والثقافة والمجلس القومي للمرأة، أن مبادرة تمكين المرأة الأفريقية في المجتمعات المحلية لتكون أكثر قدرة على مواجهة آثار تغير المناخ، بالتركيز على الأمن الغذائي والمائي واتاحة فرص اقتصادية للمرأة في هذه المجتمعات.

 

مبادرة تمكين المرأة الإفريقية

شهدت الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 إطلاق يوم المرأة بحضور عدد من القيادات النسائية العربية والأفريقية والدولية، وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة إلى نساء العالم في كلمته التي ألقتها نيابة عنه معالي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27 : “رسالتي لنساء العالم لقد أثبتن قوة وحكمة متفردة في مواجهة أزمة جائحة كوفيد 19 التي عصفت بالعالم على مدى السنوات الثلاثة الاخيرة ونعول عليكن الآن لمواصلة دوركن السامي والنبيل في ظل يقين بأن المرأة سوف تكون أيقونة التغيير لتحقيق تحول تاريخي ونوعي في مواجهة تداعيات تغير المناخ”.

كما أكدت مبعوث مؤتمر المناخ نيابة عن رئيس الجمهورية، أن تحقيق أي تقدم ملموس في ملف تداعيات تغير المناخ لن يكون دون تحقيق العدالة المناخية للجميع والتي تشكل بلا شك الادماج والانخراط الكاملين للمرأة في مختلف جوانب التعاون مع هذه الظاهرة وهو ما يجب أن ينعكس في تأمين احتياجاتها في إطار الاستراتيجيات والبرامج والخطط التمويلية المعنية بتغير المناخ وبما يمكن أن يسهم بدوره في تشجيع المرأة على المشاركة الفعالة ولعب دور قيادي في مواجهة تلك التداعيات وفي ايجاد الحلول الذكية والمبتكرة في هذا الإطار”.

 

مبادرات المرأة الإفريقية والتكيف مع المناخ

في كلمتها الافتتاحية ليوم المرأة، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27، دعم القيادات النسائية المصرية وخصت بالذكر الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية التي شاركت في تنظيم يوم الحلول والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي لمساهمتها في دعم خطة المساهمات المحددة وطنيا 2030، والدكتورة مايا مرسي والتي كانت تدعمنا وتبحث في روابط تعزيز البيئة مع التركيز على المرأة ولديها العديد من المبادرات للمرأة تنتظر التنفيذ”.

وشددت المنسق الوزاري ومبعوث COP27، على تنامي دور المرأة في الحياة السياسية والبيئية في القارة السمراء “لمن لا يعرف من بين 54 دولة افريقية هناك 20 سيدة يتولون حقيبة البيئة في افريقيا، وفريق العمل الخاص فيه 90% منه من النساء. هن من آمن بالمبادرة والتي نسعى جميعا لنراها واقعا ملموسا”

وأوضحت الوزيرة، أن النساء تشكل 70 في المائة من 1.3 مليار شخص يعانون من الفقر.  في المناطق الحضرية، 40 في المائة من أفقر الأسر تعولها نساء. تتعرض صحة النساء والفتيات للخطر بسبب التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، ففي أعقاب الكوارث، تشكل النساء والأطفال حوالي 80٪ من الأشخاص الأكثر احتياجا للمساعدة بينما نجد النساء الفقيرات أكثر عرضة للوفاة أثناء الكوارث الطبيعية بـ 14 مرة. فالحرارة الشديدة تزيد من حالات ولادة أجنة متوفاة.

 

المرأة ومواجهة التغيرات المناخية

بينما يؤدي تغير المناخ إلى الصراع في جميع أنحاء العالم، فإن النساء والفتيات يواجهن تزايدًا في التعرض لجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ليس هذا هو كل شيء، ولكن النساء أيضًا أقل قدرة على مواجهة تغير المناخ بسبب الوصول المحدود إلى السلع والخدمات البيئية والتحكم فيها. كما أن النساء أقل مشاركة في صنع القرار وتوزيع فوائد الإدارة البيئية. في أفريقيا، تجاوزت معدلات الأمية بين الإناث 55 % في عام 2000، مقابل 41 % للرجال، ورغم هيمنة النساء على إنتاج الغذاء في العالم (50-80 في المائة)، إلا أنهن تمتلكن أقل من 10 في المائة من الأراضي.

 

وزيرة البيئة: المرأة بحاجة للدعم والتمكين

وتؤكد الدكتورة ياسمين فؤاد “نحن بحاجة إلى تغيير طريقة السرد – فالنساء والفتيات لسن مجرد ضحايا لتغير المناخ بحاجة إلى الدعم والتمكين لحمايتهن، بل هن قلب وروح أسرهن ومجتمعاتهن. فالنساء بمثابة المحرك للمجتمعات.  يجب على البشرية جمعاء أن تتكاتف للوصول إلى أهداف التخفيف والتكيف والخسائر والأضرار. لنضمن أن نحقق جميعا الفوز في تلك المعركة!”

كانت الرئاسة المصرية لCOP27  قد كرست يومًا “للمرآة”، ضمن الأيام الموضوعية مما يعكس وزن وأهمية تلك القضية وطرحها للنقاش مما قد يدفع القضية إلى الأمام ويشجع على اعتمادها من قبل جميع الأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص وفي المدارس والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني وشركاء التنمية.

في النهاية أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد: “أن دعم قضية النوع الاجتماعي والمناخ يجب ان يكون واجبًا على الجميع.  فلنجتمع سويا لتمكين النساء وتجهيزهن لتساعدن العالم على تغيير وجه المناخ إلى الأفضل” .

 

دور القيادات النسائية في مواجهو التغيرات المناخية

ومن جهة أخرى أدارت الدكتورة ياسمين فؤاد مبعوث مؤتمر المناخ cop27 الجلسة رفيعة المستوى الخاصة بدور القيادات النسائية في مكافحة تغير المناخ: “صوت القيادات النسائية في مناقشات المناخ والسياسات والتنفيذ وما بعدها”.

وقالت وزيرة البيئة المصرية “أزمة المناخ ليست عادلة بين الجنسين، فهي تجعل النساء والفتيات يواجهن تهديدات كبيرة لضمان استمرار سبل العيش والصحة والسلامة، حيث تتعرضن للخطر بسبب تغير المناخ والكوارث، فالنساء الفقيرات أكثر عرضة للوفاة خلال الكوارث الطبيعية بمعدل 14 مرة، وهذا رقم مرعب يحتم علينا النظر في أفضل الطرق لتعزيز قدرات المرأة وتمكينها للتصدي لآثار تغير المناخ، والبدء فورا من مؤتمر شرم الشيخ للمناخ COP27 كمؤتمر للتنفيذ”.

وأثارت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال الجلسة عددا من التساؤلات للمشاركات حول كيفية تقليل فجوة تمكين المرأة في مواجهة آثار تغير المناخ والدعم الذي يمكن أن تقدمه الدول في هذا، والمداخل ذات الأولوية لتقوية أصوات النساء ومشاركاتهم في الحوكمة البيئية خاصة في الأجندة الأفريقية، وما تم تحقيقه لدمج المرأة في العمل المناخي واشراكها على مستوى السياسات ودور التوعية في تعظيم دور المرأة، وكيفية إشراك المرأة في عملية صنع القرار لمواجهة آثار تغير المناخ.

وأشادت وزيرة البيئة المصرية بالأفكار المبتكرة والتجارب البناءة التي تم طرحها خلال الجلسة والتي ستساعد على تعزيز قدرات النساء على مواجهة آثار تغير المناخ، مؤكدة على مبدأ “كلما بذلنا جهودا كلما سرعنا من العمل المناخي”، مشيرة إلى ٣ موضوعات هامة تم طرحها خلال الجلسة، ومنها دور العلم ودور العالمات النساء، داعية الهيئة الحاكمة للمناخ IPCC والتي تعد الجهة الرسمية لإتفاقية المناخ الداعمة للعلم، إلى مزيد من تضمين العلماء من النساء وتنفيذ أنشطة بناء القدرات لهن، وأيضا في الوظائف والاقتصاد الأخضر كأحد مسارات التصدي لآثار تغير المناخ ودوره في دعم المرأة للمواجهة، هذا إلى جانب التعليم، حيث عرضت تجربة مصر في دمج مفاهيم تغير المناخ في المناهج التعليمية للأطفال من سن ٦ حتى ١٦ سنة، ومع الإعداد لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 تم التعاون بين وزارتي البيئة والتعليم لادراج منهج تعليمي حول تغير المناخ في المواد التعليمية المعنية، متضمنة أنشطة تفاعلية.

وخرجت الجلسة بثلاث توصيات مهمة: الأولى: ضرورة دمج المرأة في العملية التعليمية، الثانية التأكيد على وجود نسبة كبيرة من النساء في مجال العلوم ومؤتمرات المناخ ورئاسة مؤتمرات المناخ، ثالثا دعم الاهتمام بصحة المرأة والتغذية خاصة في الاماكن الأكثر احتياجا والأكثر هشاشة وبالأخص في القارة الأفريقية.

 

مكاسب إفريقيا من قمة المناخ

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال حضوره قمة المناخ قبل أيام، عن 150 مليون دولار لمبادرات تدعم خطة بريبير للتكيف مع التغيرات المناخية في أفريقيا، وهو مجهود انطلق بالاشتراك بين مصر والولايات المتحدة، ويشمل توسيع نظم الإنذار المبكر لتغطية أفريقيا، وتوسيع فرص التمويل المناخي وتعزيز الحماية من المخاطر وتعزيز الأمن الغذائي، والقطاع الخاص ودعم مركز تدريب في مصر لتعجيل جهود التكيف عبر القارة الإفريقية.

شهدت قمة المناخ، السبت الماضي الموافق 12 نوفمبر 2022، إطلاق “مبادرة حياة كريمة لإفريقيا صامدة أمام التغيرات المناخية”، ضمن فعاليات يوم “الزراعة والتكيف”، وفي إطار فعاليات الدورة الـ 27 من قمة المناخ COP 27.

وقالت الدكتور هالة السعيد، إن مبادرة “حياة كريمة لإفريقيا صامدة أمام التغيرّات المناخية”، تهدف لتحسين جودة الحياة في 30% من القرى والمناطق الريفية الأكثر ضعفًا وفقرًا في القارة الإفريقية بحلول عام 2030، وذلك بطريقة تتلاءم مع التغيرات المناخية التي تواجهها أفريقيا والعالم أجمع.

كما تهدف لتحسين نوعية الحياة لجميع سكان القارة الأفريقية الذين يعيشون في المناطق والمجتمعات الريفية، وأيضا لتعزيز تنفيذ أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس، ودعم جهود الدول الأفريقية لتنفيذ المساهمات المنوطة بهم، وذلك من خلال دمج العمل المناخي في التنمية الريفية المستدامة، ذلك بالإضافة إلى لدعم أفريقيا خاصة فيما تواجه من تحديات التغيرات المناخية التي ينتج عنها كوارث طبيعية تتسبب في خسائر كبيرة بشرية ومادية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى