حذرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، من خطر انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة، وذلك بسبب تصاعد الأعمال العدائية التي أدت إلى الزحام الشديد في الملاجئ وتعطل النظام الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي.
وأوضحت المنظمة أن نقص الوقود أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه، ما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية، مثل الإسهال، مع شرب الناس للمياه الملوثة، كما أدى نقص الوقود أيضًا إلى تعطيل جميع أعمال جمع النفايات الصلبة، ما هيأ بيئة مواتية للانتشار السريع للحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض أو تكون وسيطًا لها.
وأشارت المنظمة إلى أن هذا الوضع مقلق، وخاصةً لما يقرب من مليون ونصف مليون نازح في شتى أنحاء غزة، ولاسيما مَن يعيشون في ملاجئ شديدة الزحام لا تتوافر فيها فرص استخدام مرافق النظافة الشخصية والمياه المأمونة، ما يزيد من خطر انتقال الأمراض المعدية.
ورصدت المنظمة اتجاهات حالية للمرض تبعث على القلق البالغ، حيث أُبلغ عن أكثر من 33551 حالة إسهال منذ منتصف أكتوبر 2023، أكثر من نصفها بين الأطفال الأصغر من 5 سنوات. كما أُبلغ عن 8944 حالة إصابة بالجرب والقمل، و1005 حالات إصابة بجدري الماء، و12635 حالة طفح جلدي، و54866 حالة إصابة بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي.
وأكدت المنظمة أن خطر انتشار الأمراض يزداد بسرعة مع توقف أعمال التطعيم الروتيني ونقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض السارية. كما أن نظام ترصد الأمراض، بما في ذلك قدرات الكشف المبكر عن الأمراض ومواجهتها، تغطيته غير كاملة.
وداخل المرافق الصحية، أدت الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي وتناقص مستلزمات التنظيف إلى استحالة الالتزام بالتدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها. وهذه التطورات تزيد كثيرًا من خطر العدوى الناجمة عن الإصابات الشديدة والجراحة ورعاية الجروح والولادة.
وطالبت المنظمة بضرورة التعجيل بوصول المساعدات الإنسانية السريعة إلى مختلف الأنحاء داخل قطاع غزة، بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء والمستلزمات الطبية. كما دعت جميع أطراف النزاع إلى التقيد بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية، ومنها مرافق الرعاية الصحية.
وشددت المنظمة على أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة المدنيين في غزة ومنع انتشار الأمراض المعدية.
