خطوات فعالة لمواجهة النكد في الحياة الزوجية 

كتبت تقى شديد

النكد في الحياة الزوجية يعكر صفاء كل لحظة جميلة و يحولها الي جحيم ،و يبني حاجز نفسي بين الزوجين ويمنع التواصل السليم بينهم و تختفي لغة الحوار و ويسودها الصمت القاتل الذي ربما يصل في النهاية الي انفصال الزوجان . أن الحياة الزوجية لا تنجح ولن تستمر في وجود النكد،والسبب الحقيقي وراء النكد داخل الاسرة هو عدم فهم الطرفين لطبيعة بعضهم البعض.

وتصف الدكتورة “هيرفون” في كتابها (النكد الزوجي) النكد بأنه “التعكير الدائم لصفو الآخر، وهو تمامًا كالحرب النفسية،سببه الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه أو لتربية خاطئة خضع لها منذ الصغر، أو محاولة لجذب انتباه الآخر كانتقام منه على تجاهله لشريكه في الحياة مثلا”.

اقرأ أيضا :مفتي الجمهورية: العنف الأسري يتعارض مع تعاليم الإسلام

أسباب النكد في الحياة الزوجية :

لكي نحيا حياة زوجية سليمة وسعيدة يجب معرفة اسباب النكد في الحياة الزوجية:

1-اكتشاف حقيقة كل من الزوجين بعد الزواج:

بعد الزواج يعرف كل منهم الآخر على حقيقته ويتفاجأ من أن الذي يراه هو ليس الإنسان ذاته قبل الزواج، حيث تظهر الحقائق وتسقط الأقنعة ؛ مما يسبب في عدم الإحساس بالرضا عن طبيعة الآخر، ويصبح هناك مساحة كبيرة بينهما مما يجعل الحياة الزوجية تبدأ بالانهيار.

2-غيرة أحد الزوجين أو كلاهما:

هي من أهم مسببات النكد والإحساس بعدم السلام والطمأنينة في الحياة الزوجية، فيقوم كل منهما بالتحقيق من كل عمل يفعله الآخر والتجسس على اتصالات بعضهم . فهذا يثير الشك بينهم وتضعف من ثقتهم ببعضهم .

3- الملل في الحياة الزوجية:

بعد مرور وقت من الزواج يصبح الملل شيء لا مفر منه، و فتصبح الحياة بينهم فاترة لايوجد بيها احاسيس ولا عاطفة .وتصبح حياة يسودها الجفاء فينسي كل منهما حقوقه للآخر

4- الانتقاد الزوجي:

انتقاد الأزواج لبعضهم في كل شيء يقومون به والتدخل في حياة الآخر أو محاولة اتخاذ القرار عنه بدون علمه، فكل ذلك يسبب بحدوث خلافات لا نهاية لها حيث تؤثر تأثير سلبي على ثبات الزواج واستقراره.

5-الكذب والخداع :

عادة ما يلجأ أحد الزوجين بالكذب علي الاخر اعتقادا منه أنه يحافظ على حياته الزوجية ،ولكن الكذب يؤدي إلي فقد الثقة بينهم وإثارة الشك التي تعجل بأنهيار الزواج .

6- التواصل والحوار :

والخطأ الأكبر الذي يقع فيه الزوجان أن يجعلا المشاكل تتراكم بدون مواجهة، بدون توضيح، بدون حوار، بدون أن يواجه كل منهما الآخر بأخطائه أولاً بأول، بدون أن يعبر كل منهما عن قلقه ومخاوفه وتوقعاته وآلامه وهمومه.

أفكار تخفف من النكد والتوتر في الحياة الزوجية:

1- محاولة تقبل كل منهم لطبيعة الآخر ،فاختلاف الطباع والاهتمامات ليس سبباً للخلاف، فليس من اللائق أن تطلب منها أن تكون كفلانة، أو تطلبي منه أن يكون كفلان، تقبلكما للاختلافات بينكما وعدم محاولة التغيير بالحيل سيترك أثراً جيداً في حياتكما الزوجية.

2-التركيز على الإيجابيات، حين يقوم كل طرف بالتركيز بما يعجبه بالآخر وما يسعده، سوف يزيد الحب لديكما.

3-الحديث بصفة دورية عن مشاعركما تجاه الأشياء والأمور التي تزعجكما، لزيادة التواصل بينكما وحل المشكلات بشكل سريع وجذري. فلا تعتمدا أبدًا على الصمت والكتمان، لأن هذه التراكمات بمرور الوقت ستؤدي إلى الانفجار.

4-التغيير من الروتين يبث الفرح والبهجة. بعمل اشياء جديدة تكسر الملل والروتين الذي يتخلل العلاقة . كالسفر الي اماكن جديدة , كتناول الطعام في مكان جديد، أو القيام بنزهة لمكان جديد

5-القيام بالمفاجآت البسيطة لبعضكما كشرائك هدية بسيطة بدون مناسبة .

6-الابتعاد عن النقد الدائم والمستمر بين الزوجين، ويجب الاستمتاع بالحياة والابتعاد عن المشاكل التي لا معنى لها.

7- عدم التعامل من منطلق الملكية الخاصة، فكل منكما له حياته واهتماماته، فلا بُد من كل منكما أن يترك للآخر مساحته الشخصية، حتى يستطيع أن يتنفس ولا يشعر بعبء طوال الوقت.

8-المشاركة من أهم الأشياء التي ستقرب بينكما، فالتحدث عن المشاعر وإيجاد مساحة مشتركة بينكما يساعدان على زيادة التواصل وتعميق الحب.

9-التعبير عن مشاعركما بالكلام، رددا دائمًا عبارات الحب والتودد.

10-التخطيط للمستقبل، فوضع خطوات واضحة لتحقيق أحلامكما يقوي علاقتكما ويزيدها نجاحًا.

ومن الجدير بالذكر أن الحقيقة التي يتفق عليها الخبراء في مجال العلاقات الزوجية، هي أنه مثلما يكون الزواج شركة بين زوجين، فإن السعادة أيضاً تعتبر شركة بين الاثنين.. كل واحد يلعب الدور الخاص به في إسعاد الآخر.. والنتيجة الحتمية ستكون زواجاً سعيداً، وبالتالي حياة مريحة بعيدة عن التوتر والمشاكل.