تعد منطقة الأبواء واحدة من الأماكن التي تحمل في طياتها الكثير من الأحداث التاريخية الهامة التي تتعلق بحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
قبر السيدة آمنة بنت وهب
تقع هذه المنطقة في محافظة رابغ بمنطقة مكة المكرمة، جنوب غرب المدينة، وتعد موقعًا مهمًا في السيرة النبوية، لا سيما لارتباطها بقبر السيدة آمنة بنت وهب، والدة النبي عليه الصلاة والسلام.
زيارة النبي لقبر والدته السيدة آمنة بنت وهب
في عمر ست سنوات، زار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- منطقة الأبواء برفقة والدته السيدة آمنة، حيث كانت في طريقها لزيارة أخوال جده عبد المطلب بن هاشم.
وفي هذه المنطقة، وفي سن الـ20، توفيت السيدة آمنة ودُفنت في الأبواء، على تلٍّ ليحميها من السيول.
لكن ما يميز هذا المكان هو الزيارة المؤثرة التي قام بها النبي بعد 55 عامًا من وفاة والدته، حيث كان في طريقه إلى مكة.
توقف عند قبر أمه، وجلس أمامه، داعيًا لله بخشوع. ثم أذن له الله بزيارة القبر، لكنه لم يُسمح له بالاستغفار لها.
واعترافًا بمشاعر الحزن العميق التي تملكت قلبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن القبر الذي رأيتموني أناجيه هو قبر آمنة بنت وهب أمي، واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي، لكني استأذنت في الاستغفار لها فلم يأذن لي”.
هذا الموقف ترك تأثيرًا عميقًا في الصحابة الذين تأثروا ببكاء النبي الشديد.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن غزوة الأبواء، التي كانت في السنة الثانية للهجرة، هي أولى غزوات النبي، رغم أن الكثيرين يظنون أن غزوة بدر كانت الأولى.
