من رحم الهزيمة يولد النصر| نصر أكتوبر بدأ من معارك حرب الاستنزاف وقادت للعبور العظيم.. معركة رأس العش وإغراق المدمرة إيلات ومعارك المدفعية والطيران
تحتفل مصر اليوم بذكرى العزة والكرامة، حيث تحل اليوم الخميس 6 أكتوبر 2022، الذكرى الـ 49 لنصر أكتوبر العظيم عام 1973، الحرب التي خاضتها مصر وضحى رجالها بدمائهم فداء الوطن، وسطروا تاريخ من ذهب، بعد دحرهم العدو واستعادة الأرض والعرض.
يسعدنا متابعتكم لنا على صفحة تليفزيون الحكاية على موقع فيسبوك من هــــــــــنــــــــــا
وسبق حرب أكتوبر معارك عديدة خاضها الجيش المصري مع العدو، وتحضيرات تكللت بالنجاح بعد المعركة الكبرى التي بدأت 6 أكتوبر 1973، وانتهت باستعادة مصر آخر شبر في أرض سيناء بالحرب والسلام والمفاوضات، ولعظمة حرب أكتوبر يدرسها جيوش العالم لجنوده حتى وقتنا الحالي.
وسطر الجيش المصري ورجاله في هذه الحرب ملاحم بطولية، ضحوا خلالها بالغالي والنفيس، وروت دمائهم رمال سيناء، وخلف كل تلك الانتصارات والتضحيات كانت هناك خطة عمل عليها القيادة السياسية في ذلك الوقت شهور قبل ساعة الصفر ظهر السادس من أكتوبر عام 1973، والتي بدأت معها رحلة استعادة الأرض، واستطاع الجيش وقتها كتابة نهاية أسطورة الجيش الذي لا يقهر، كما كان يطلق الجيش الإسرائيلي على نفسه حينها.
ويستعرض معكم موقع الحكاية في التقرير التالي، أهم العمليات العسكرية التي خاضها الجيش المصري ضد إسرائيل من 67 لحرب الاستنزاف.
حرب الاستنزاف منذ عام 1967 حتى 1970
استطاع الجيش المصري تحويل مجريات الأمور بعد حرب يونيو 1967، وكانت حرب الاستنزاف هي “مفتاح النصر” لحرب أكتوبر 1973، حيث خاضت فيها القوات المسلحة معارك حقيقية، كشفت فيها نقاط قوة العدو ونقاط ضعفه.
عاودت القوات المسلحة تنظيم دفاعاتها بما تيسر لها من إمكانات، والتعاون مع الدول العربية والصديقة، التي سارعت بإرسال أسلحة ومعدات، إلى جانب تنفيذ الاتحاد السوفيتي لبعض عقود صفقات أسلحة.
وبدأت حرب الاستنزاف في مارس 1969 وهو تعبير أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التي دارت بين القوات المصرية غرب قناة السويس والقوات الإسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء، وفي 7 أغسطس، 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.
تضمنت حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وخارجها، مثل عملية تفجير “حفار إسرائيلي” في المحيط الأطلنطي، وكان من أهم منجزاتها معركة “رأس العش” وعملية “إيلات” التي تم خلالها الهجوم على الميناء حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق “بارجة إسرائيلية”، وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين.
مراحل حرب الاستنزاف
تضمنت حرب الاستنزاف 3 مراحل، بدأت بمرحلة أطلق عليها اسم “مرحلة الصمود”، وكان الهدف منها هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس، واستغرقت هذه المرحلة، من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968
انتقلت بعدها القوات المسلحة المصرية إلى مرحلة “الدفاع النشط”، كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية؛ بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرًا من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.
ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها “الاستنزاف”، لتصل الحرب إلى ذروتها في عام 1973، وذلك من خلال عبور بعض القوات، والإغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.
أهم معارك حرب الاستنزاف
معركة رأس العش
هي أولى المعارك التي خاضها الجيش المصري في مواجهة جيش إسرائيل في يوليو عام 1967، وانتصر المصريون في المواجهة الأمر الذي كان له أثر بالغ في نفوس الجنود المصريين، وكانت تمثل أيضا علامة بارزة من علامات مرحلة الصمود التي وقعت في أعقاب حرب يونيو.
معارك القوات الجوية خلال يومي 14 و15 يوليو 1967
نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها، وهو ما أدي إلي زيادة الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.
معارك المدفعية
كانت معارك المدفعية عبارة عن اشتباك كبير ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكاناتها في قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر 1967، وتمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، فضلًا عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربات لاسلكي، بالإضافة إلى 25 قتيلًا و300 جريح منهم.
إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية “إيلات”
شهدت الفترة التي تلت حرب يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى إحداث أكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية.
كان دخول المدمرة “ايلات” ومعها زوارق الطوربيد، ليلة 11/12 يوليو 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، بمثابة استفزاز للجيش المصري، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت إيلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف وقد صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية المصرية بتدمير المدمرة إيلات.
وفي يوم 21 أكتوبر 1967، تمكنت زوارق صواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد، وكانت هذه المعركة بمثابة أول استخدام لصواريخ “سطح سطح”، ونتج عنها خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كما كانت خسائرها كبيرة في الأرواح؛ الأمر الذي دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة في البحث عن القتلى والغرقى، في منطقة التدمير شمال بورسعيد، واستمرت في عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 48 ساعة بعد أن وافقت مصر على ذلك.