سياسةمانشيت الحكايةهام

حصاد 2021| أحداث العام تبرهن: لا يوجد بديل لدور مصر في المنطقة.. انتصارات متتالية على كافة الأصعدة والملف الليبي والفلسطيني خير شاهد

كتبت – منى سرحان:

تستمد مصر مكانتها وأهميتها من العديد من المقومات، بينها موقعها الجغرافي الفريد وأهميتها الاستراتيجية والسياسية والتاريخية في المنطقة، حيث تعتبر حلقة الربط بين الشرق والغرب، بسبب موقعها الذي يربط بين ثلاث قارات (إفريقيا وآسيا وأوروبا).

اقرأ أيضًا:

المشاركة بالقمم والمحافل الإقليمية والدولية.. زيارات ثنائية لشتى دول العالم.. بخطوات مدروسة ومتزنة الدبلوماسية المصرية تحقق إنجازات مهمة للدولة بزعامة السيسي

أحداث عام 2021 تؤكد أهمية مصر إقليميًا وعالميًا

شهد عام 2021 أحداث كثيرة أكدت على أهمية مصر إقليميًا وعالميًا، وبرهنت على حنكة القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في التعامل مع جميع الملفات على كافة الأصعدة، وأثبتت دور مصر وأهميتها كشريك إقليمي وعالمي، فكلما حاول البعض التقليل من دور أو أهمية مصر، تتجلى الحقائق على أرض الواقع لتثبت عكس ذلك، فكلما كانت هناك أزمة أو حاجة ماسة لشريك استراتيجي يبرز دور مصر، وتستعرض فيما يلي أبرز تلك الأحداث.

 

المصالحة العربية بين الرباعي العربي وقطر

بدأ العام بالمصالحة العربية ورفع مصر شعار “إن عدتم عدنا”، حيث وقعت مصر على اتفاقية العلا في 5 يناير 2021، بين الرباعي العربي (مصر والسعودية والبحرين الإمارات) من جهة وقطر من جهة أخرى، بعد قطيعة دامت مع قطر 3 سنوات ونصف، ويأتى هذا فى إطار حرص مصر الدائم على التضامُن بين الدول العربية، وتوجههم نحو تكاتُف الصف، وإزالة أية شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربى المشترك فى مواجهة التحديات الجسام التى تشهدها المنطقة، مع حتمية البناء على هذه الخطوة الهامة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربى، انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل فى الشؤون الداخلية للدول.

المصالحة العربية

دور مصر في استقرار ليبيا

ما زالت ليبيا تعاني من الفوضى التي غرقت فيها البلاد منذ 2011، ورغم أن الأزمة الليبية مندلعة منذ أكثر من عقد، إلا أن التدخلات الخارجية لدعم الأطراف المتنازعة زاد من حدة الأزمة، وكان أبرزها التدخلات العسكرية التركية عام 2020، لدعم حكومة الوفاق (التي سلمت السلطة فيما بعد إلى حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة في مارس 2021).

وهو ما واجهته مصر بكل الطرق الممكنة، بداية من الحلول الدبلوماسية وانتهاء بالتصعيد العسكري لحماية أمنها القومي، وحددت مصر خطا أحمر في سرت والجفرة، وقالت إنها ستتصدى لأي تجاوز لهذه المنطقة، وأعلنت استمرارها لدعم الجيش الليبي “في حربه ضد الإرهاب والتدخلات الخارجية.”

وبرهنت مصر على دعم ليبيا الكامل كدولة مستقلة وذات سيادة على كامل أراضيها، حيث سخرت كافة الإمكانات المصرية لمساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز المرحلة الراهنة، وكان آخرها مؤتمر دعم ليبيا، حيث أعلن المشاركون في مؤتمر دعم استقرار ليبيا وعلى رأسهم مصر بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي “رفضهم القاطع” للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية والالتزام بسيادة ليبيا واستقلالها، ودعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية”.

الرئيس السيسي

كما شدد البيان الختامي للمؤتمر على أهمية بناء الثقة من خلال إجراء انتخابات وطنية بطريقة تتسم بالعدل والشفافية والشمول في 24 ديسمبر الحالي.

 

جنوح السفينة إيفرجيفن في قناة السويس

“رب ضارة نافعة” أعادت حادثة جنوح الحاوية البنمية العملاقة “إيفر غيفن”، التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، في الفترة من 23 إلى 29 مارس الماضي، بينما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر المائي الحيوي، تذكير العالم بالأهمية الاقتصادية لقناة السويس بالنسبة للعالم، وبالتالي أهمية مصر.

وتتمتع قناة السويس بأهمية كبرى بالنسبة لحركة التجارة العالمية منذ اليوم الأول لافتتاحها، وحتى يومنا هذا، حيث تعتبر أهم ممر مائي في العالم، يجذب السفن من كل بلاد العالم، وقد أصبحت نقطة وصل محورية بين الشرق والغرب، وتتحكم بشكل مباشر في حركة التجارة العالمية ومن ثم في اقتصاد الدول.

قناة السويس

وتسبب جنوح السفية وغلق الممر الملاحي الأهم في العالم إلى صعود أسعار النفط العالمية بنسبة 2.45%، وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً بعد جنوح السفينة، وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية، ما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات، واضطرت عدد من السفن إلى تغيير مسار شحناتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ما يعني زيادة فترة الرحلات حوالي أسبوعين ودفع تكاليف وقود إضافي.

 

موكب نقل المومياوات الملكية

في شهر إبريل من العام 2021 أبهرت مصر العالم بأهم موكب في التاريخ، حيث تم نقل 22 مومياء ملكية مصرية، 18 ملكا و4 ملكات، معظمهم من ملوك الدولة الحديثة، من المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط.

موكب نقل المومياوات الملكية

ووجه موكب نقل المومياوات الملكية رسالة للعالم عن قوة مصر الحضارية فى الماضى منذ آلاف السنين وفى الحاضر، فقد خلدت الحضارة المصرية الضاربة فى أعماق التاريخ دور ملوك وملكات مصر العظام فى كافة مجالات العلوم والفن والحضارة واستطاعوا تجاوز كل الأزمات وقهر الأعداء على مر التاريخ، وبرعوا في تشييد عمران وحضارة لا مثيل لها فى ظل صمود وتحدي ومثابرة المصري الذي أبهر العالم.

ويعتبر افتتاح متحف الحضارة وترميم الكثير من المتاحف الإسلامية والمسيحية واليهودية هى رسالة مصر الحديثة الممتدة عبر جيل الفراعنة العظام بالبناء والتنمية ومواجهة الشدائد والمحن وفى مقدمتها الإرهاب بالعمل والتنمية والبناء واستثمار قدرات المصريين الرائعة وتلاحم القيادة والشعب لتحقيق الرخاء للوطن.

 

سعي تركيا لعودة العلاقات مع مصر

شهدت العلاقات المصرية التركية خلال السنوات الماضية خلافات كثيرة في أكثر من ملف، كان أبرزها التدخل العسكري التركي في لبيبا، واتفاقية ترسيم الحدود بين ليبيا وتركيا، والخلاف على غاز شرق المتوسط، واعتراض تركيا على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان.

فبعد 8 سنوات من القطيعة مع مصر منذ الإطاحة بحكم الإخوان الإرهابي، حيث احتضنت أنقرة قيادات التنظيم الهاربين ووفرت لهم المأوى والمنصات الإعلامية للهجوم على مصر وحكومتها دون جدوى، فضلت تركيا إقامة علاقات مع القاهرة بعد أزمات طاحنة.

وحاولت تركيا طي صفحة الخلافات مع مصر، ولكن وضعت مصر 3 شروط لعودة العلاقات بين البلدين، الأول مرتبط بالعلاقات الثنائية توافقًا مع احترام قواعد القانون الدولي، واحترام مبدأ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والثاني وقف الأعمال العدائية ضد مصر انطلاقا من الأراضي التركية، وعدم منح الجماعات الإرهابية والمتطرفة مساحات لبث سمومها وممارسة أنشطة معادية “قنوات الإخوان”، والثالث مرتبط بوقف أي استهداف تركي للأمن والمصالح المصرية والعربية ووقف التدخلات التركية في المنطقة، وتعهدت تركيا فيما بعد بسجب المرتزقة من ليبيا، وتم وقف البث لقنوات الإخوان من داخل الأراضي التركية.

 

رئاسة مصر للكوميسا

الرئيس السيسي يترأس قمة الكوميسا

تسلمت مصر رئاسة قمة تجمع دول الكوميسا بعد غياب طويل دام لأكثر من 20 عامًا، وهو ما يؤكد حجم الجهود التي تقوم بها الدولة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسى في كافة المجالات وحرصه على استعادة مكانة مصر على المستويين الإفريقي والدولي، واستعادة مكانتها ودورها الإقليمي بقوة ليس فقط لتشجيع التبادل التجارى بين دول إفريقيا ولكن أيضًا للعمل على عملية تنمية اقتصاد دول القارة.

العاصمة الإدارية الجديدة تستضيف قمة الكوميسا الـ 21.. الحدث الاقتصادي الأهم في القارة الإفريقية

انتصارات متتالية للدبلوماسية المصرية في 2021

خلال السنوات التي أعقبت موجة الربيع العربية عام 2011، كان هناك شبه إجماع بين المراقبين والمحللين المتخصصين بشؤون الشرق الأوسط أن مصر فقدت أوراق قوة مهمة وانكمش دورها الإقليمي لجهة الانشغال بترتيب أوضاع الداخل، ولكن الموقف بدأ بالتحول مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد عام 2014.

وبدأت مصر في جني ثمار سياستها الخارجية القوية خلال السنوات القليلة الماضية، وأنجزت تقدمًا ملموسًا في جبهات ليبيا والسودان وغزة والعراق وتركيا وقطر والعلاقات مع الولايات المتحدة، والتي جاءت كالتالي:

 

الصراع العربي الإسرائيلي

مع شروع دول عربية مثل الإمارات والبحرين والمغرب والسودان تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، رأى البعض أن الدور المصري يوشك على التراجع في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ثم جاءت جولة التصعيد العسكري الأخيرة في قطاع غزة لتبرهن من جديد على أن الوساطة المصرية وحدها هي ما يمكن المراهنة عليه، وفي غضون أيام معدودة أصبحت مصر محط أنظار العالم من جديد، بعد ترتيب التهدئة التي حققتها اتصالاتها الدبلوماسية والاستخباراتية القوية مع طرفي الصراع.

 

العلاقات المصرية الأمريكية في ظل حكم بايدن

ونجحت مصر في إثبات قدرتها على وضع حد للتصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية، وهو ما أجبر الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعادة تقييم أهمية الدور المصري، وهو ما ظهر في مبادرته بالاتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي قبيل سريان وقف إطلاق النار في غزة بساعات قليلة.

الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي

ويعتبر البيان المشترك الصادر عن الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية بداية شهر نوفمبر 2021، انتصار للدبلوماسية المصرية وكشف عمق العلاقات المصرية الأمريكية والتي قاربت علي قرن من الزمان، وتمثل في تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدين دعمه للأمن المائي المصري، ودعوته لجميع الاطراف العودة إلى المفاوضات في قضية سد النهضة.

 

ملف سد النهضة

وبخصوص ملف سد النهضة، أحيت مصر تحالفها التاريخي مع السودان، مكتسبة دفعة إضافية نابعة من التهديد المشترك لمصالح البلدين جراء إصرار إثيوبيا على الشروع في عملية الملء الثاني للسد دون اتفاق مع دولتي المصب، وأجرت القوات المسلحة المصرية والسودانية سلسلة مناورات مشتركة حملت اسمي “نسور النيل” و”حماة النيل”.

أستاذ موارد مائية: مصر أسست الدبلوماسية المائية من خلال عقد اتفاقيات مع دول منابع النيل

إعمار العراق

وفي العراق، تمكنت مصر من تعزيز وتكثيف حضورها التنموي في بلاد الرافدين، في إطار البرنامج العراقي “النفط مقابل إعادة الإعمار”.

مصرتشارك في إعادة إعمار العراق

الدبلوماسية المصرية تنتصر لـ ليبيا

كما فرضت مصر الكلمة الأخيرة في ليبيا وأجبرت ميليشيات حكومة الوفاق والقوات الأجنبية ومجموعات المرتزقة المساندة لها على وقف تقدمها شرقًا صوب الحدود المصرية، ومع خروج حكومة الوفاق الموالية لتركيا في طرابلس من المشهد وصعود حكومة الوفاق الوطني، سارعت مصر إلى استعادة علاقاتها التقليدية مع جارتها الغربية، ووقعت 11 مذكرة تفاهم مع حكومة الوحدة الوطنية في مجالات عدة مختلفة.

 

العلاقات مع تركيا وقطر

وفيا يخص ملف العلاقات مع تركيا وقطر، فالدولتين اللتين تبنتا موقفًا مناهضًا لمصر لسنوات اضطرت في النهاية إلى الاستسلام والسعي لفتح صفحة جديدة في علاقاتهما مع القاهرة.

موضوعات ذات صلة:

شعبة المستوردين: مناخ مصر الاستثماري الجاذب ساهم في تحقيق التنمية الشاملة

القطاع السياحي ينتعش بالتطوير والفعاليات العالمية.. الحصول على جائزة الريادة الدولية والتقدم 9 مراكز ورابع أعلى نمو ثمار مشروعات السيسي

الجمهورية الجديدة| انجازات متواصلة لتطوير البنية التحتية.. ساهمت في توفير فرص العمل ودفع عجلة التنمية وخطوات مصر لتحسين الأساس مستمرة

مصر تصل شرايين القارة الإفريقية.. طريق إفريقيا كيب تاون ومشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى