معديات الموت.. تاريخ طويل من النعوش العائمة ومعاناة مع وسيلة نقل متهالكة
معاناة طويلة، يعيشها أهالي بعض الجزر المتواجدة في وسط المياه، والتي لا يوجد وسيلة نقل إليها سوى من خلال المعديات، والتي أصبحت متهالكة، وغير صالحة للاستخدام، ورغم ضحاياها الغارقين في عمق النيل إلا إنها مازالت تواصل عملها، وكأنها رحلة للموت فرضت على كل من أراد العبور من خلالها.
على مدار سنوات طويلة، وحوادث المعديات، تهز القلوب، ومع ذلك لم يتم اتخاذ إجراء حاسم، للحفاظ على أرواح المواطنين.
فخلال عام 2024 فقط، حدث ما يقرب من ثلاث وقائع، غرق بسبب المعديات النيلية، والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنين، فمعظم المعديات في مصر متهالكة ولا تصلح للاستخدام.
ويرصد لكم موقع الحكاية حوادث المعديات التي شهدها عام 2024 وهي كالتالي:
عبارة نكلا
في فبراير الماضي، غرقت «عبارة نكلا» في منشأة القناطر، التي راح ضحيتها 10 عمال، حيث غرقت عبارة نهرية، تقل عمالًا باليومية في نهر النيل على أطراف القاهرة، مما أسفر عن غرق ما لا يقل عن عشرة من أصل خمسة عشر شخصًا كانوا على متنها.
اقرأ أيضا: “ممنوعة من العمل”..مفاجأة أخرى في ميكروباص معدية أبو غالب
معدية بني سويف
في شهر أبريل الماضي، لقي 5 أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم غرقًا، إثر سقوط سيارة ميكروباص خلال صعودها إلى معدية نيلية أمام قرية «الحيبة» التابعة لمركز« الفشن» في بني سويف بالجانب الشرقي، وذلك أثناء قدومهم من القاهرة لقضاء إجازة عيد الفطر مع ذويهم بالفشن، وعقب صعود السيارة المعدية النيلية سقطت بالجانب الآخر في عمق مياه نهر النيل.
معدية أبو غالب
سقطت صباح اليوم سيارة ميكروباص محملة بعاملات، من معدية أبو غالب في منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، وكان يستقلها 22 فتاة عاملات بمحطة تصدير، ونجحت قوات الإنقاذ النهري والضفادع البشرية بمعاونة الصيادين في انتشال جثامين 10 فتيات حتى الآن، بينما يتم البحث عن 4 اُخرى مفقودة في محيط الحادث.
وأوضحت التحريات أن أعمار الفتيات اللاتي غرقن بحادث معدية أبو غالب تتراوح من 17 إلى 20 عامًا، وجميعهن من عمالة المزارع.
الحادثة الأصعب على الإطلاق
تعتبر حادثة معدية الوراق في يوليو من العام 2015، هي الأصعب في حوادث المعديت، حيث راح ضحيتها 36 مواطنًا بينهم 20 طفلًا، الكارثة الأفدح في حوادث المعديات النهرية الأخيرة، وقد أوضحت التقارير الرسمية بأن المعدية حُملت بأكثر من طاقتها، ولم تكن مرخصة من هيئة النقل النهري.
اقرأ أيضا: نواب يطالبون بإعادة النظر في منظومة تراخيص “المعديات”
تحرك برلماني
ولأن النعوش العائمة في مياه النيل بسبب المعديات، كادت أن تنطق، تقدمت النائبة مايسة عطوة عضو لجنة التضامن الإجتماعى بمجلس النواب، بطلب إلغاء المعديات، بعد واقعة انقلاب سيارة ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب بمركز منشأة القناطر في مياه الرياح البحري، والذى راح ضحيته عدد من الوفيات والمصابين ممن كانوا يتوجهون إلى أعمالهم بحثا عن لقمة العيش.
وأوضحت النائبة مايسة عطوة في تصريحات صحفية إن المعديات تعد من وسائل النقل الأكثر خطرا والأقل أمانا، لا يستغرق وقت عبورها أكثر من دقيقتين لكن يطول وقت إنتظارها ليصل في بعض الأحيان لأكثر من الساعة، تمر تلك الساعة على المنتظرين وكأنها ساعات، فلا عامل يصل إلى عمله في موعده ولا طالب يصل مدرسته في موعد حصته، مطالبه بضرورة إلغاء تلك المعديات والتي تتسبب في حدوث حوادث بالغه يروح ضحيتها الكثير من الأرواح.
وشددت النائبة مايسة عطوة بضرورة إلغاء المعديات وإقامة بديل أمن لعبور المواطنين للحفاظ على أرواحهم ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وطالبت مايسة عطوة بسرعة فتح تحقيقات عاجلة في الواقعه للكشف عن ملابسات الواقعة.
والآن ينتظر الجميع اتخاذ موقف حاسم ضد معديات الموت واستبدالها بالكباري الخرسانية، حفاظا على أرواح المواطنين.
تابعونا على صفحات موقع الحكاية الرسمية
Elhekayah TV – تليفزيون الحكاية